الموت يغيّب فؤاد فتحي.. وفاة “عبد الوهاب العراق” بجلطة دماغية

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

توفى المغني العراقي فؤاد فتحي عن عمر ناهز 70 عاماً، تاركا إرثا فنيا كبيراً تميز بأدائه للقصائد إلى جانب الأغنيات الدينية والموشحات.

ونعى الموسيقي محمد عبد الوهاب مطر صديقه فتحي عبر حسابه على فيسبوك، مشيراً إلى أن المطرب الملقب بـ “عبد الوهاب العراق” توفي إثر جلطة دماغية في أحد مستشفيات العاصمة المصرية.

بداية أكاديمية

وتميز فتحي بصوته العذب الذي جعله محط الأنظار، فالتحق بمعهد الفنون الجميلة عام 1966، ودرس أصول الغناء والنظريات الموسيقية على يد الموسيقار جميل سليم، وتعلم العود من الموسيقار حسام الجلبي، وقراءة الموسيقى “لصولفيج” على يد الموسيقار روحي الخماش.

وعام 1969، قرر المطرب العراقي أن يلتحق بالإذاعة والتلفزيون في بغداد، فتقدم للاختبار واستطاع أن يكون الأول بين 3 مطربين اختارتهم الإذاعة من بين 300 متقدماً، فكانت انطلاقته نحو احتراف الغناء وبدأ العمل ضمن كورس الإذاعة.

وفي هذه الأثناء، لفت فتحي انتباه الفنان ألفريد جورج والشهير باسم “فريد البابلي” الذي أعجب بأدائه وقدم له أغنية “صوتك الساحر” عام 1969 وهي أولى أغنياته في الإذاعة.

ومن أشهر أغنياته أيضا “قربك جنة وبعدك نار”، و”إنطيني عنوانك”، و”فرحني يا حبيبي”، و”يا طيبة”، و”بغداد يا قلعة”، و”سألت الشمس”.

“عبد الوهاب العراق”

في بداياته غنّى فتحي قصيدة “الخطايا” التي قدمها الموسيقار المصري محمد عبد الوهاب، وقد أجاد أداء القصيدة بصوته، ومن هنا جاءت انطلاقته بعد أن طلبه تلفزيون بغداد ليقدم أغنيات لعبد الوهاب مثل “ياللي زرعتوا البرتقال”، وقصيدة “في الليل لما خلي”، و”سكت ليه يا لساني”، ومنحته الأوساط الموسيقية والشعبية آنذاك لقب “عبد الوهاب العراق”.

وعام 1971، أسس الخماش فرقة الإنشاد العراقية والتي يعد فتحي أبرز الأصوات الرجالية بها، فقد أسند الأصوات الصولو إليه وإلى عامر توفيق، وبعدها بعامين تم تعيينه في إذاعة بغداد وسجل بصوته عددا كبيرا من الأغاني التراثية.

معهد الدراسات الموسيقية

ولم يبعد احتراف الغناء فتحي عن شغفه بالدراسة الأكاديمية التي عاد إليها في تسعينيات القرن الماضي، لكن هذه المرة كمدرس في معهد الدراسات الموسيقية، حيث طلب منه عميده حينها سالم عبد الكريم أن يدرس مادة قراءة الموسيقى “صولفيج” للطلبة، وكان من بين طلابه الفنان العراقي كاظم الساهر، ومن بين طالباته عازفة العود آمال أحمد.

واكتشف العديد من الأصوات والمواهب مثل المطرب إبراهيم العبد لله، وحسين اللامي ورعد حبيب.

وواصل مهامه كمدرس على مدار أعوام، قبل أن يقرر الاستقرار لفترة في الأردن، بعد أن كون فرقة موسيقية مع كل من باسل الجراح وزيدون تريكو صقر ومجموعة من الموسيقيين، حيث عمل وقتها عازفا للعود في الفرقة.

مع بداية الألفية، عاد فتحي مجدداً إلى الإذاعة العراقية، فعمل في البرامج التلفزيونية المتخصصة في الموسيقى والغناء والسينما، وعلى رأسها “أصوات وأنغام”، و”أغاني الأفلام”، و”سيرة فنان”، و”ألوان”.

فتحي الملحن

وإلى جانب شهرته كمطرب ومدرس أكاديمي وإعداده للبرامج الفنية، قدم “عبد الوهاب العراق” أيضاً رصيداً من الألحان للأغاني والقصائد والابتهالات الدينية، بعضها قدمها بصوته وأخرى لحنها لمطربين آخرين.

ومن الأغنيات التي وضع ألحانها “البلبل الشادي”، و”غالي أنت وأحلى الحلوين”، و”موسم الحب”، و”وطني كفاحي”، كما لحن أيضا 30 أغنية للأطفال.

ومن القصائد التي لحنها “لقاء هاهنا نحن التقينا”، والحلم”، و”شكوى”، و”هجر”، و”حبيب الأمس”، و”كأس الحب”، و”بان في ميلادها الأول”، ومن الابتهالات التي قدم ألحانها “أجب الإله”، و”فيك اهتدينا”.

ولفتحي ابنة واحدة هي الفنانة الراحلة مي فؤاد -التي توفيت عام 2021- وهي من زوجته الفنانة مي جمال التي ارتبط بها في السبعينيات، ثم انتقلت إلى الكويت حيث عاشت مع ابنتها بعد انفصالهما.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *