الممثل الأميركي الداعم لغزة جون كوزاك: اشهدوا شهادة حق!

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

أعاد الممثل الأميركي جون كوزاك -عبر حسابه على منصة إكس- نشر مقطع فيديو للفيلسوف الفرنسي إدغار موران يتحدث فيه عن صدمته من الصمت الدولي إزاء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

كما ترجم كوزاك العبارة الأخيرة من الفيديو إلى اللغة الإنجليزية، والتي يقول فيها موران: “على الأقل، أقول: اشهدوا شهادة حق! إذا لم نتمكن من المقاومة بشكل صحيح، بالشيء الوحيد المتبقي وهو أن ندلي بشهاداتنا. دعونا نقاوم في أذهاننا، دعونا لا ننخدع، دعونا لا ننسَ، دعونا نتحلَ بالشجاعة لمواجهة الأمور وجها لوجه”، وأنهي تعليقه بوسم #فلسطين_حرة.

وجاء حديث موران (102 عاما) -الذي شارك في الحرب العالمية الثانية مع القوات الفرنسية برتبة ملازم- خلال ندوة عامة عن القضية الفلسطينية حيث قال إنه “مندهش وغاضب في الوقت نفسه من أن أولئك الذين يمثلون أحفاد شعب تعرض للاضطهاد على مدى قرون لأسباب دينية أو عنصرية، إن أحفاد هذا الشعب الذين هم اليوم أصحاب القرار، وصناع دولة إسرائيل، لا يقومون فقط باستعمار بلد بأكمله، وطرد شعبه جزئيا من أرضه والسعي لطرده إلى الأبد، ولكن يرتكبون أيضا مذبحة حقيقية بحق سكان غزة، ويستمرون بلا انقطاع في ضرب المدنيين والنساء والأطفال”.

وأضاف الفيلسوف الفرنسي “أن أرى صمت العالم، وصمت الولايات المتحدة، حماة إسرائيل، وصمت الدول العربية، وصمت الدول الأوروبية التي تدعي أنها مدافعة عن الثقافة والإنسانية وحقوق الإنسان، فهذا يجعلني أعتقد أننا نعيش مأساة مروعة، لأننا أيضا عاجزون في مواجهة هذا الشر المطلق”.

مقاتل شرس

وكان الممثل الهوليودي كوزاك حوّل حساباته على مواقع التواصل لمنصات إعلامية لإدانة الحرب الإسرائيلية على غزة، وهو ما دفع مناصري إسرائيل لمهاجمته، فقامت مجموعات داعمة لتل أبيب بترشيحه للفوز بلقب “أكبر كاره لليهود” ضمن ترشيح أسبوعي تقوم به مجموعات اللوبي الصهيوني على مواقع التواصل الاجتماعي.

وحذّر عدد من رواد موقع إكس الممثل الأميركي من مصير آخرين فقدوا فرصهم نتيجة دعمهم حقوق الفلسطينيين، ونصحوه بـ”ترشيد” تغريداته، فجاء رده ساخرا حين قال إنه يتمنى “ترشيد قتل الأطفال”.

كما أكد أنه لا يشعر بالقلق على مستقبله في هوليود نتيجة موقفه الداعم لحقوق الفلسطينيين ومطالباته المستمرة بوقف المجازر في غزة، وسخر كوزاك من منتقديه لوضعهم مستقبل شخص واحد مقابل “إبادة جماعية ترتكب ليلا ونهارا أمام أعين العالم”.

كما شارك الممثل الأميركي أكثر من ألفي فنان حول العالم في إصدار بيان اتهم الحكومات بمساعدة إسرائيل على ارتكاب جرائم في حربها على غزة، وطالب بإنهاء الدعم العسكري والسياسي لتل أبيب.

وثبّت بطل فيلم “قل أي شيء” (Say Anything) منشورا على صفحته يوم 13 يناير/كانون الثاني الجاري، بمناسبة مرور 100 يوم على بدء الحرب على غزة، قال فيه “100 يوم من المذبحة. حكومة جنوب أفريقيا تقدم قضية للمحكمة، بينما الولايات المتحدة لا ترى، هي ترى فقط دفاع الإسرائيليين. إذا لم تكن قد تحدثت علنا باسم الفلسطينيين بعد، فالآن هو الوقت الوحيد المهم. لا أحد سينسى، ولا يمكن لأحد أن يدعي الجهل”.

إدغار موران

وبالعودة إلى إدغار موران‏، فهو فيلسوف وعالم اجتماع فرنسي معاصر، ولد عام 1921، و هاجرت أسرته في بداية القرن العشرين من سالونيك في اليونان إلى مرسيليا، ثُم إلى باريس، حيث ولد إدغار، وهو من اليهود السفارديم.

قام إدغار بمساعدة اللاجئين وانضم إلى المقاومة الفرنسية عندما غزا الألمان فرنسا عام 1940، واستخدم اسم “موران” كاسم مستعار حين شارك في المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال الألماني.

وحصل على 27 دكتوراه فخرية من جامعات العالم، كما أضاف لعلمي الاجتماع و الفلسفة عشرات الكتب، ومن أهمها “ثقافة أوروبا وبربريتها”، و”إلى أين يسير العالم؟”، و”هل نسير إلى الهاوية؟”، و”الفكر والمستقبل: مدخل إلى الفكر المركب”، و”المنهج إنسانية البشرية، الهوية البشرية”.

ورغم عمره الذي تجاوز قرنا من الزمان، فما زال الفيلسوف الفرنسي يشارك في المناسبات العامة، ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي شارك موران في حوار “المكتبة الكبرى” الذي يقدمه الصحفي والناقد الأدبي الفرنسي الشهير أوغسطين ترابينارد، إذ تناول الفيلسوف الفرنسي بالنقد واقع الإنسان في “عالم اليوم الغامض والمعقد، وشعور الكراهية الذي ينتشر أكثر في العالم” داعيا لعدم الاستسلام للكراهية.

كما دعا لاتخاذ موقف و”عدم نسيان القضايا العادلة”، مشيرا إلى أنه يتخذ موقفا يتمثل في القلق الإنساني تجاه أولئك الذين يعانون “وفي الوقت الحالي هم في غزة”.

وأضاف أن الأمر ربما لا يكون سهلا، “ففي الواقع ليس الجميع ضد الحرب، وهناك أوقات يجرفنا فيها التيار، ويطلب منا أن نختار جانبا ونتخذ موقفا، أنا أتخذ موقفا من قلق الإنسان”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *