“الماتريكس 5”.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال العلمي

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

ما إن أعلنت الشركة المنتجة لسلسلة أفلام “الماتريكس” (The Matrix) عن تنفيذ جزء خامس من السلسلة، تمهيدا لعرضه في يونيو/حزيران 2025، حتى عبر جمهور مواقع التواصل الاجتماعي عن حالة من الحماس والتفاؤل، وذلك رغم الإحباط الذي أصاب جمهور الماتريكس في عام 2021 حين صدر الجزء الرابع تحت اسم “بعث الماتريكس” (The Matrix Resurrections)، إذ لم يرق الفيلم لمستوى طموح عشاق السلسلة.

في هذا المقال

وسلسلة الماتريكس لم تكتف بتحقيق نجاح هائل بين النقاد فقط، ولكنها اقتربت من تحقيق ما يصل إلى 500 مليون دولار كإيرادات للفيلم الأول فقط، ومن ثم تلاه نجاح الجزء الثاني، والذي صدر تحت عنوان “إعادة تحميل الماتريكس” (The Matrix Reloaded)، الذي تجاوزت إيراداته 700 مليون دولار، وحقق الجزء الثالث “ثورات الماتريكس” (The Matrix Revolutions) 500 مليون دولار أيضا، في حين لم يتجاوز الجزء الرابع 159 مليون دولار، مقابل تكلفة قدرها 200 مليون دولار.

 

ولعل الإضافة الأهم للسلسلة، وخاصة الجزء الأول منها، هو اعتباره الفيلم الأهم في سينما الخيال العلمي في تاريخها منذ نشأة الفن السابع، وإضافة “ثيمة” درامية جديدة لمساحة غير محدودة من الأفلام تدور أحداثها في فضاءات الحاسوب والإنترنت والفضاء معا.

وتتناول السلسلة في أجزائها المختلفة السقوط التكنولوجي للبشرية، حيث أدى إنشاء الذكاء الاصطناعي إلى ظهور سباق بين الآلات القوية الواعية بذاتها، والتي سجنت البشر في محاكاة تفاعلية عصبية هي “المصفوفة” أو الماتريكس، ليتم تربيتها كمصدر الطاقة.

تغيير مخيف

طال التغيير الجزء الخامس من السلسلة، ورغم السرية المفروضة على فريق العمل، فإن التصريحات التي صدرت تؤكد أن العمل تتوافر أمامه كل السبل لتحقيق نجاح قد يتجاوز نجاح الجزء الأول، إذ قرر المؤلف أن يتحرر من الترتيب الزمني داخل السلسلة، وبالتالي قد يبدأ، ببطل مختلف عن “نيو” الذي جسده كيانو ريفز، ليقدم “مختارا” آخر سبقه في الترتيب، وقد يعيد تقديم قصة مورفيوس أو الممثل لورنس فيشبورن، الذي آمن بـ”المختار” حتى رآه وضحى بحياته من أجله.

أما التغيير المقلق حقا، فهو المخرج الذي كان في الأجزاء السابقة هو الأختان لانا وليلي واتشوسكي، باستثناء الجزء الرابع الذي لم يحقق نجاحا مكافئا لما سبقه، والذي أخرجته لانا واتشوسكي وحدها، بينما يخرج المؤلف درو غيردارد حاليا الجزء الخامس، ولم تؤكد الشركة المنتجة وجود كل من البطلين كيانو ريفز وكاري، موس (ترينتي) في الجزء الجديد.

الأجزاء

عرض الجزء الأول من السلسلة “الماتريكس” عام 1999، من تأليف وإخراج الأختين لانا وليلي واتشوسكي، وبطولة كل من كيانو ريفو وكاري آن موس، ولورنس فيشبورن.

وتدور أحداثه عام 2199 حول توماس أ. أندرسون، الذي يعيش حياتين. فهو في النهار مبرمج حاسوب عادي، وفي الليل قرصان حاسوب معروف باسم نيو.

ينتاب “نيو” شك عميق في واقعه، لكن الحقيقة أبعد ما تكون عن خياله، حيث يجد نفسه مستهدفا من قبل الشرطة، ويتصل به مورفيوس، وهو قرصان حاسوب أسطوري وصفته الحكومة بالإرهابي، باعتباره متمردا ضد الآلات، ويواجه نيو العملاء وهم برامج حاسوب فائقة القوة مكرسة لإيقاف نيو والتمرد البشري بأكمله.

واعتبر الفيلم بمثابة مفاجأة مدهشة لعشاق الفن السابع الذين اكتشفوا عالما كاملا وثريا بالصراعات هو الفيروسات وبرامج الحاسوب والبشر من قبلهم، ورغم انتقاد العنف المفرط وكثرة التدخين في الفيلم، فإنه إجمالا اعتبر الأنجح على الإطلاق في تاريخ سينما الخيال العلمي.

وفي عام 2003، صدر الجزء الثاني “إعادة تحميل الماتريكس” (The Matrix Reloaded)، وكشفت الشركة المنتجة أنه صنع أولا، لكنهم فضلوا عرض ” الماتريكس” أولا.

The Matrix Reloaded (2003) Hugo Weaving in The Matrix Reloaded (2003) imdb

لم يقل نجاح الجزء الثاني عن سابقه كثيرا، ودعم الفكرة القائلة إنه نوع جديد من السينما من حيث الدراما، والأماكن التي يمكن “اختراعها” تقريبا.

وتدور أحداث “إعادة تحميل الماتريكس” حول نيو وقادة المتمردين، الذين يدركون أن أمامهم 72 ساعة حتى تقع مدينته تحت حصار جيش الآلات، وهو ما يعني أن ساعات فقط تفصل آخر جيب بشري على الأرض عن 250 ألفا من الحراس المبرمجين لتدمير البشرية. لكن مواطني المدينة، الذين شجعتهم قناعة مورفيوس بأن نيو أو المختار سيحقق نبوءة “أوراكلز” وينهي الحرب مع الآلات، يعلقون كل أنواع الآمال والتوقعات على نيو.

ووصل الجزء الثالث إلى سقف النجاح، وصدر في العام نفسه، تحت اسم “ثورات الماتريكس” (The Matrix Revolutions)، وتأكد وجود السلسلة الناجحة واستمراها، بالفريق نفسه، وتبدأ أحداثه حين يجد نيو نفسه عالقا بين الماتريكس والعالم الحقيقي. في هذه الأثناء، تستعد المدينة للحرب القادمة مع الآلات مع وجود فرص ضئيلة جدا للنجاة.

يشرع شركاء نيو في العمل على تحريره من الأعداء لاعتقادهم أنه الشخص الذي سينهي الحرب بين البشر والآلات، لكن ما لا يعرفونه هو أن هناك تهديدا من طرف ثالث، شخص لديه خطط لتدمير كلا العالمين.

وانتظر الجمهور 18 عاما ليصدر الجزء الرابع عام 2012 من إخراج لانا وحدها، وبمستوى أقل كثيرا من سابقيه، تحت اسم “بعث الماتريكس” (Resurrections)، لكن ممثلا جديدا انضم إليه هو يحيى عبد المتين، ليجسد دور مورفيوس بدلا من لورنس فيشبورن.

وتوزعت أحداث الجزء الرابع بين عالمين، عالم الواقع، والعالم الافتراضي، وبينهما توماس أندرسون أو نيو الذي يحاول اكتشاف نفسه والآخر، وما يكمن وراء الحياة. ولمعرفة ما إذا كان واقعه مجرد بناء، ولمعرفة نفسه حقا، يجب عليه أن يختار اتباع الأرنب الأبيض مرة أخرى.

وينتظر الجمهور “ماتريكس 5” الذي أثار الكثير من الحماس والكثير من الخوف أيضا.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *