الخبز الرمضاني.. حاضر منذ قرون على موائد بريزرن في كوسوفو

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

يعد الخبز الرمضاني التقليدي الذي يتم تحضيره بعناية منذ قرون، عنصرا أساسيا على مائدة الإفطار في رمضان بمدينة بريزرن جنوب كوسوفو. فهذا الخبز الذي يحمل بين طياته نكهة التاريخ والتراث المحلي، لا يزال يحافظ على مكانته كجزء لا يتجزأ من طقوس الشهر الفضيل.

مع حلول شهر رمضان من كل عام، يواظب سكان بريزرن على تحضير الخبز الرمضاني التقليدي، والذي يبدأ بإعداد مكوناته في المنازل بعناية. تتكون هذه المكونات من اللحم، والزبدة، والجبن، ويتم تجهيزها بعناية وفق وصفات متوارثة، قبل أن ترسل إلى الأفران التقليدية قبيل موعد الإفطار بساعات قليلة، حيث يتم خبزها على نار الحطب لمنحها مذاقا مميزا يميزها عن أنواع الخبز الأخرى.

عائلة “قوشتينديل” في بريزرن تدير أحد الأفران التقليدية منذ 3 أجيال، وتحافظ على هذا الإرث العريق عبر تحضير الخبز الرمضاني يوميا خلال رمضان. يبدأ العمل في الفرن منذ ساعات الظهيرة ويستمر حتى موعد الإفطار، حيث يعمل أفراد العائلة معا للحفاظ على جودة الخبز ومذاقه التقليدي. ويعد هذا الفرن واحدا من أشهر الأماكن التي يقصدها السكان المحليون لشراء الخبز الرمضاني الطازج.

ويحرص أصحاب الفرن على اتباع الأساليب التقليدية في خبز الخبز، حيث يعتمدون على نار الحطب بدلا من الأفران الحديثة. ويؤكدون أن هذا الأسلوب لا يضفي فقط نكهة غنية ومميزة على الخبز، بل يضمن أيضا الحصول على القوام الهش والطري الذي يفضله الصائمون خلال الإفطار.

الخبز الرمضاني.. حاضر منذ قرون على موائد بريزرن في كوسوفو

وفي حديثه للأناضول، قال شينول قوشتينديل، الذي يعمل في الفرن مع والده وعمه وابن عمه، إن الخبز التقليدي هو الأكثر طلبا خلال رمضان، إذ يشكل عنصرا أساسيا في الموائد الرمضانية. وأضاف أن العائلات تحرص على تقديمه كطبق رئيسي إلى جانب الأطعمة التقليدية الأخرى، لما له من قيمة غذائية وطعم لذيذ يعزز من أجواء الإفطار.

من جانبه، قال ذو الفقار قوشتينديل، الذي يعمل خبازا منذ 60 عاما، إن الخبز الرمضاني يعتبر من العناصر التي تشتهر بها بريزرن، ويعكس الهوية الثقافية للمدينة. وأضاف أن العائلات تتوارث طرق تحضيره جيلا بعد جيل، مما يجعله رمزا للترابط الاجتماعي والعائلي، حيث يجتمع أفراد الأسرة لتحضيره وتناوله معا في لحظات من الدفء والتآخي.

مدينة بريزرن

تحتضن مدينة بريزرن بكوسوفو العديد من المباني التاريخية العائدة للحقبة العثمانية وتأتي بين أهم الوجهات التي يقصدها السياح المحليون والأجانب ومن أبرزها مسجد سنان باشا وحمام غازي محمد باشا والجسر التاريخي وتكية خلوتي.

وبريزرن هي ثاني أكبر مدينة في كوسوفو، التي أعلنت استقلالها عن صربيا في 17 فبراير/شباط 2008.

ويطلق على بريزرن التي يقطنها نحو 195 ألف نسمة (تعداد رسمي لعام 2020) العديد من الألقاب منها “لؤلؤة البلقان، مدينة الينابيع، حضن الشعراء وديارهم”. وهي تعد المدينة العثمانية الحية المتبقية في أوروبا.

وتضم المدينة العديد من الآثار الصامدة إلى يومنا هذا وتعود أغلبها للحقبة العثمانية، ومن بين تلك الصروح، مسجد سنان باشا، الذي أمر ببنائه الوالي العثماني على البوسنة سنان باشا عام 1615.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *