تناولت حلقة (2024/10/22) من برنامج “تأملات” حياة الأديب الفلسطيني غسان كنفاني الذي كشرت النكبة عن أنيابها في وجهه وهو فتى غض في الـ11 من عمره، فهاجر مع أسرته، وعاش حياة صعبة في دمشق وبيروت.
كان والد غسان محاميا في فلسطين، وبعد النزوح لم يرض لنفسه أن يصبح عاملا بيديه، فاضطر غسان وإخوته للبحث عن عمل، فعمل في مطبعة، وواصل دراسة متقطعة في المدارس.
درس الأدب العربي في جامعة دمشق 3 سنوات، لكنه فصل لنشاطه السياسي ضمن حركة القوميين العرب ثم في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وكان غسان كنفاني– وهو ابن عكا- قد تعرف على الدكتور القيادي في حركة القوميين العرب جورج حبش، وهو في سن الـ15، تنقل من صحيفة إلى صحيفة ومن بلد إلى بلد، وظل قلمه الأدبي وطنيا بدون شعارات.
سعى الأديب الفلسطيني إلى أن يفهم كل من حوله، حتى المحتل الغاصب لوطنه، ففي رواية “عائد إلى حيفا”، كان بطل الرواية طفلا عربي الأب والأم، تركه أبواه في غمرة الهجرة والذعر، فربّته عائلة يهودية وارتدى الزي العسكري الإسرائيلي.
وعندما أصبح غسان في الـ36 من عمره فجّرت إسرائيل سيارته فاستشهد ومعه ابنة أخته.
بعد وفاة غسان بـنحو 20 عاما نشرت الأديبة غادة السمان رسائل الحب التي تلقتها منه، ما أثار زوبعة أدبية شغلت الصحافة حينها.
وكتب غسان لغادة يقول:
أنت لا تعرفين أنني رجل لا أنسى
وأنا أعْرَف منك بالجحيم الذي يطوق حياتي من كل جانب
وبالجنة التي لا أستطيع أن أكرهها وبالحريق الذي يشتعل في عروقي
وبالصخرة التي كتب علي أن أجرّها وتجرني إلى حيث لا يدري أحد
وأنا أعْرَف منك بأنها حياتي أنا وأنها تتسرب من بين أصبعي أنا
وبأن حبك يستحق أن يعيش الإنسان له.
وفي رسالة أخرى، شكا غسان من أن غادة تكتب لفلان وفلان ولا تكتب له.