تصدر فيلم “أوبنهايمر”، للمخرج كريستوفر نولان، الذي يسرد سيرة مبتكر القنبلة النووية، قائمة أولى الجوائز في حفل توزيع جوائز الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون “بافتا” (BAFTA) السنوي، مساء أمس الأحد.
وفاز فيلم “أوبنهايمر”، وهو أحد أعلى الأفلام تحقيقا للإيرادات في عام 2023، بجوائز المونتاج والتصوير السينمائي والممثل المساعد لروبرت داوني جونيور في وقت مبكر من الحفل.
وحصل “أوبنهايمر”، على جائزة أفضل ممثل، والتي ذهبت إلى كيليان ميرفي الذي جسد شخصية عالم الفيزياء النظرية الأميركي جيه روبرت أوبنهايمر، وجائزة أفضل ممثل مساعد التي فاز بها روبرت داوني جونيور، بالإضافة إلى جوائز أفضل مونتاج وأفضل تصوير سينمائي وأفضل موسيقى تصويرية.
وخلال تسلمه للجائزة، أشار ميرفي إلى أن “أوبنهايمر كان شخصية مشاغبة ومعقدة للغاية، وكان يعني أشياء مختلفة لأشخاص مختلفين”.
وأضاف “الوحش في نظر شخص ما بطل في نظر شخص آخر. ذلك سبب حبي للأفلام، لأننا نملك مساحة للاحتفاء بذلك التعقيد وفحصه وتمحيصه”.
وتوجه كريستوفر نولان، الذي فاز بجائزة أفضل مخرج من بافتا لأول مرة، بالشكر إلى طاقم عمل الفيلم خلال الكلمة التي ألقاها عقب تسلمه الجائزة.
وقال “في العالم الحقيقي هناك جميع الأنواع من الأفراد والمنظمات التي تكافح منذ وقت طويل لتقليص أعداد الأسلحة النووية في العالم. وفي معرض قبولي لهذه (الجائزة)، أود أن أشيد بجهودهم”.
كما فازت إيما ستون بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم الكوميدي “أشياء بئيسة” Poor Things الذي حصد 5 جوائز من أصل 11 ترشيحا في جوائز “بافتا”.
وفازت ديفاين جوي راندولف بجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم “الباقون” (The Holdovers)، وهو فيلم كوميدي تجري أحداثه في مدرسة داخلية للبنين، من بطولة بول جيماتي ودومينيك سيسا، ومن إخراج ألكسندر باين.
ونال فيلم “منطقة الاهتمام” (The Zone of Interest) 3 جوائز، منها أفضل فيلم بريطاني وأفضل فيلم غير ناطق باللغة الإنجليزية وأفضل هندسة صوتية.
تدور أحداث الفيلم حول قائد معسكر أوشفيتز وعائلته الذين يعيشون بجوار معسكر نازي.
وفاز الفيلم الدرامي”تشريح السقوط” (Anatomy of a Fall) بأولى جوائز الليلة وهي أفضل سيناريو أصلي، بينما ذهبت جائزة أفضل سيناريو مقتبس إلى الفيلم الأميركي الذي يمزج بين الكوميديا والدراما “خيال أميركي” (American Fiction) المبني على أحداث رواية “التهميش” الصادرة عام 2001 من تأليف الكاتب بيرسيفال إيفريت.
كما حصد فيلم “20 يوما في ماريبول” (20Days in Mariupol) جائزة أفضل فيلم وثائقي، والفيلم هو رواية شخصية للصحفي مستيسلاف تشيرنوف عن حصار مدينة ماريوبول الأوكرانية عام 2022.
وفاز “جيلي فيش ولوبستر” (Jellyfish And Lobster) بجائزة أفضل فيلم قصير، الفيلم من بطولة فلو ويلسون والممثل المصري الأميركي سيد بدرية، ومن إخراج البريطانية من أصل مصري ياسمين عفيفي.
وخلال تسلم صناع الفيلم الجائزة، قال سيد بدرية في كلمته “ظللت 40 عاما أجسد شخصية الفتى الشقي، وهذا الفيلم فرصة لي ولغيري من الممثلين من أصول عربية في هوليود وبريطانيا لأن يخرجوا من قالب أدوار الإرهابيين”.
وأضاف “لا توجد طريقة للاحتفال بالجائزة أفضل من طريقة مواطني المصري محمد صلاح في الاحتفال بأهدافه” ثم سجد شكرا على المسرح.
ورغم ترشح فيلم “باربي” لجوائز أفضل سيناريو أصلي وأفضل ممثل مساعد والإنتاج وتصميم الأزياء وأفضل ممثلة فإن الفيلم الذي حطم الأرقام القياسية بإيرادات بلغت 1.4 مليار دولار، لم يفز في أي فئة، ويبدو أن فيلم “باربي” قد حقق نجاحا ثقافيا وتجاريا وليس نجاحًا نقديًا.
أقيم حفل توزيع جوائز “بافتا” في نسخته الـ77 في قاعة المهرجانات الملكية بمركز ساوث بانك في لندن، بحضور الأمير وليام بصفته رئيس “بافتا” وسيكون بمنزلة أول حضور أساسي له منذ استئنافه نشاطاته العامة بعد العملية الجراحية التي خضعت لها زوجته كيت ميدلتون، وتشخيص إصابة والده الملك تشارلز الثالث بالسرطان.
يشار إلى أن جوائز (بافتا) السنوية غالبا ما تكون مؤشرا إلى ما يمكن أن تنتهي إليه جوائز الأوسكار.