ممثل أميركي يشكك في “ذكاء” طلاب جامعة كولومبيا.. وساراندون تزورهم وتدعمهم

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 7 دقيقة للقراءة

ألقت الاحتجاجات الطلابية في جامعة كولومبيا وعدد من الجامعات الأميركية بظلالها على هوليود، فعمقت الشروخ التي ظهرت إثر الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث انتقد الممثل والكوميدي جون لوفيتز تلك الاحتجاجات، واتهم الطلاب بأنهم “مجرد لعبة” في يد أساتذتهم.

من جانبها، وجهت الممثلة الحاصلة على الأوسكار سوزان ساراندون كلمات تشجيعية للطلاب المحتجين قائلة “هذا حقهم في دولة ديمقراطية، خاصة في مكان التعليم والفكر العالي المفترض”.

وزارت ساراندون مقر اعتصام الطلاب في الجامعة بعد يوم واحد فقط من موافقة إدارتها على دخول شرطة نيويورك إلى الحرم لشن حملة ضد الطلاب المتظاهرين واعتقال أكثر من 100 شخص.

وقالت ساراندون وهي تقود هتافات الطلاب “أنتم الأمل لي وللكثير من الناس، استمروا، ففي النهاية سينتصر الحق”.

تشكيك في ذكاء الطلاب

من جانبه، شكك لوفيتز في تغريدة نشرها عبر حسابه على “إكس” في ذكاء الطلاب المشاركين في الاحتجاجات، التي انفجرت في حرم جامعة كولومبيا قبل نحو أسبوع، كما اتهمهم بأنهم لعبة بيد أساتذتهم اليساريين.

ونشر الممثل السابق في برنامج “سترداي نايت لايف” (Saturday Night Live) يوم الاثنين الماضي “إلى الطلاب في كولومبيا، وأي طلاب آخرين في الكليات بجميع أنحاء الولايات المتحدة، الذين يمنعون الطلاب اليهود من دخول الجامعة للذهاب إلى الصفوف: من المفترض أن تكونوا أذكياء. هل تلومون زملاءكم الذين يبلغون من العمر 18 عاما في الولايات المتحدة على تصرفات حكومة إسرائيل؟”.

وتساءل لوفيتز، “ما الذي تعلمتموه بحق الجحيم”، مضيفا “فكروا بمنطقية وكفوا عن كونكم خرافا ويستغلكم أساتذتكم”.

وأظهر الممثل الكوميدي مايكل رابابورت دعمه لمنشور لوفيتز، وأعاد مشاركته وعلق قائلا “بصوت أعلى”.

وكتب الكاتب الصحافي كارمين سابيا “هذه عقود من التلقين الليبرالي في الجامعات. نحن نشاهد ألمانيا الثلاثينيات تحدث هنا في الولايات المتحدة. لكن لا على وجه اليقين، هذا من صُنع الأجندة التقدمية. إنها تبدأ بمعاداة أمريكا”.

سوزان في الحرم الجامعي

وبعيدا عن مواقع التواصل الاجتماعي، لم تكتفِ الممثلة سوزان ساراندون بتصريحات صحفية داعمة لمطالب الطلاب، التي تتلخص في وقف التعامل مع الشركات التي تستثمر في إسرائيل، بل طالبت الحكومة باتخاذ موقف قوي بالضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة، وذهبت إلى جامعة كولومبيا بنفسها.

وقال ساراندون لطلاب جامعة كولومبيا أثناء الزيارة “إن التعرض للهجوم بالعنصرية والتعصب أمر غير مقبول… هناك الكثير والكثير من الأشخاص الذين يقفون معكم. يجب أن تعلموا أنكم تلهمون الكثير من الناس”.

وأظهرت ساراندون دعمها للطلاب المتظاهرين إلى جانب الحركة الطلابية، علما بأنها لم تتوقف عن دعم القضية الفلسطينية والمطالبة بوقف إطلاق النار منذ بدء الحرب، حتى إن وكالة المواهب المتحدة استبعدتها في نوفمبر/كانون الأول من العام الماضي بعد ظهورها في تجمع مؤيد للفلسطينيين.

وفي مارس/آذار الماضي، شاركت الممثلة الأميركية في “مسيرة الملايين من أجل فلسطين” التي نظمها ناشطون في العاصمة الأميركية واشنطن للمطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وقالت ساراندون في المظاهرة “عدونا هو جشع، وصمت أولئك الذين يغضون الطرف عند رؤية الأطفال المسحوقين والرضع الجائعين والأمهات الثكلى والآباء الذين ينقبون في الأنقاض لمحاولة إيجاد عائلاتهم.. الفلسطينيون يعانون منذ 75 عاما!”.

وفي 18 فبراير/شباط 2024، انضمت سوزان ساراندون إلى نشطاء التضامن مع فلسطين في مبنى الكابيتول الأميركي للضغط على نواب الكونغرس من أجل وقف إطلاق النار في غزة، رافعة شعار “لدي الحق في الاعتراض على إنفاق ضرائبي على الإبادة الجماعية”.

 ويمتد نشاط الفنانة الأميركية فيما سبق إلى الوقوف ضد غزو العراق عام 2003، عندما أعلنت أنها ضد الحرب.

وكانت الاحتجاجات في جامعة كولومبيا بدأت عندما شكّل طلاب في البداية مخيما -نصبوا الخيام ورفضوا المغادرة- في الحرم الجامعي الأسبوع الماضي، ونظموا مسيرات داخل الحرم الجامعي تطالب إدارة الجامعة بفك ارتباطها بالجماعات التي تدعم إسرائيل في حربها على غزة.

وطوال فترة المظاهرات المستمرة، اعتقلت شرطة نيويورك أكثر من 100 متظاهر، وأدت الاحتجاجات المتزامنة في جامعة نيويورك إلى اعتقال 133 متظاهرا.

وأعلن طلاب عدد من الجامعات في الولايات المتحدة والعالم انضمامهم إلى الاحتجاجات التي انطلقت من جامعة كولومبيا، ومن بين تلك الجامعات جامعة جنوب كاليفورنيا، وجامعة فلوريدا، كما امتدت المطالبات بوقف إطلاق النار في غزة إلى جامعات فرنسا، وفي كندا انضمت كل من جامعة ماكغيل وأوتاوا إليها.

وتسببت الحرب الإسرائيلية على غزة في انقسام حاد بهوليود، التي اشتهرت دائما بوحدة كلمتها في المجال السياسي، وقدرة نجومها وكبار العاملين فيها على التعبير عن الغالبية العظمى من المنتمين لها في مختلف المهن.

ووصل الانقسام إلى حد طرد “المختلفين” من العمل، ومقاطعة من يعبّرون عن موقف مضاد للقصف الإسرائيلي على غزة، في وقت يتعرض فيه مؤيدو إسرائيل أيضا لانتقادات لاذعة، خاصة من جمهور مواقع التواصل الاجتماعي.

وتعد كل من سوزان ساراندون ومارك رافالو وجون كوزاك من أشهر داعمي وقف إطلاق النار في غزة، في مقابل عدد من الممثلين بينهم جون لوفيتز وجيمس وود.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *