أعلنت إدارة مهرجان البحر الأحمر اختيار المخرج الأسترالي باز لورمان رئيسا للجنة تحكيم المسابقة الرسمية في دورته الثالثة، والمقرر إقامتها في الفترة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني وحتى التاسع من ديسمبر/كانون الأول المقبلين في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.
ويترأس المخرج الأسترالي مسابقة الأفلام الطويلة التي تضم 17 فيلما عربيا من دول آسيا وأفريقيا، إذ تتنافس جميعها على جوائز “اليسر”، وهي الجائزة التي حصدها العام الماضي الفيلم العراقي “جنائن معلقة” للمخرج أحمد ياسين الدراجي.
وفي بيان لإدارة المهرجان قال باز لورمان إنه “يتطلع إلى الاحتفال بالمواهب الناشئة والمخرجين الرائعين في الأعمال التي يتم تقديمها في المهرجان”، وتابع أنه كان منذ صغره شغوفا بالمناظر الطبيعية التاريخية في فيلم “لورانس العرب”، وشعر بالإلهام من المواهب الشابة في صناعة الأفلام القادمة من المنطقة العربية.
وقدم باز لورمان عددا من الأفلام الموسيقية الناجحة في السينما العالمية منها فيلم “إلفيس” (Elvis) الذي تدور أحداثه حول السيرة الذاتية للمغني الشهير إلفيس بريسلي. ومن أفلامه أيضا “روميو + جولييت” (Romeo + Juliet) و”الطاحونة الحمراء” (Moulin Rouge) و”أستراليا” ( Australia).
ويأتي اختيار باز لورمان لهذه المهمة بعد أن ترأس لجنة التحكيم العام الماضي المخرج الأميركي أوليفر ستون، وفي الدورة الأولى الإيطالي جوزيبي تورناتوري.
البشر والمدن في قائمة الأفلام القصيرة
وكشفت إدارة المهرجان عن قائمة الأفلام العربية المشاركة في مسابقة الأفلام القصيرة التي جاءت أغلبها معبرة عن البشر والمدن في العالم العربي.
وكان الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي الدولي محمد التركي أكد في بيان أن المهرجان يلتزم بتعزيز السينما العربية والثقافة السينمائية في المنطقة والعالم، بواسطة توفير منصّة لصانعي الأفلام العرب لعرض أعمالهم، وتقديمهم لخبراء صناعة السينما العالمية.
وقال أنطوان خليفة مدير برنامج السينما العربية والكلاسيكية إن مسابقة الأفلام العربية القصيرة تدعم تمكين صانعي الأفلام العرب في مشاركة قصص لم تكن لتروى من قبل مع استكشاف جوانب مختلفة عن الحياة، وأشاد بالمخرجين العرب الشباب المشاركين.
وبعد الإشادة به أثناء عرضه في مهرجان كان السينمائي 2023، يشارك فيلم المخرج المصري جاد شاهين “الترعة” ضمن المسابقة، ويروي قصة شاب يرى أمرا غريبا في ترعة ملعونة، يجعله يشك في كل شيء ويُحدّد مصيره.
كما يشارك فيلم “سموكي آيز” للمخرج علي علي وبطولة مطرب الراب مروان موسى وميار الغيطي، وفيه تعيش فتاة ليلة مرعبة في شوارع القاهرة وتتورط في حادث سير مع سائق سيارة أجرة يستخدم موسيقى الراب للتعبير عن حالته النفسية.
رافقتكم السلامة
تدور أحداث الفيلم الفلسطيني “رافقتكم السلامة” للمخرج إبراهيم ملحم، والمشارك في المهرجان، حول سلمى التي تخوض رحلة محفوفة بالمخاطر من أجل العودة إلى وطنها، فتعبر الحدود بشكل غير قانوني، لتسليم جثمان شقيقها إلى منزل أسرتها، وعلى طول الطريق تواجه تحديات تجبرها على قرارات تغير مسار حياتها.
وفي شكل إنساني تدور أحداث فيلم “المفتاح” للمخرج الفلسطيني ركان مياسي؛ إذ تشعر الطفلة إيدينا بالقلق حيال أصوات غامضة تعكر نومها وينتقل هذا القلق والضجيج إلى أسرتها.
وتشارك المخرجة الأردنية من جذور فلسطينية دينا ناصر بفيلمها “سكون” الذي يتناول قصة هند لاعبة الكاراتيه الشابة التي تتمتع بشخصية كاريزمية، وتعاني من ضعف السمع بعد وقوع حادث مؤلم لها في مركز الكاراتيه، تدخل حياة هند بعدها في دوامة من الفوضى، مما يعوق إصرارها ويثقل روحها.
ومن الأردن، أيضا، يشارك فيلم “الحرش” من إخراج فراس الطيبة، حيث يتتبع المخرج في الأحداث رحلة شقيقين ينطلقان لدفن والدهما المتوفى. وعلى طول الطريق، تطفو على السطح المشاكل العالقة بينهما، مما يجبرهما على مواجهة المعنى الحقيقي لروابط الأخوة والروابط الأسرية.
السعودية ولبنان
وفي فيلم “بتتذكري”، تشارك أيضا المخرجة اللبنانية الفرنسية داليا نمليش في المسابقة وتحكي عن زوجين يواجهان الانفصال الوشيك، مما يجعل إلياس وكريستيان يتعمقان في ذكرياتهما المشتركة، ويستعدان لوداع أخير يختبر قوة رباطهما.
ومن لبنان، يشارك فيلم “موسم” للمؤلف والمخرج حسين إبراهيم وتغوص الأحداث في الريف اللبناني، حيث يذهب البطل فراس البالغ من العمر 11 عاما مع والده وصديقه ريان في رحلة صيد للطيور، ولكن تتطور الأحداث وتتحول من يوم عادي إلى مغامرة العمر.
ويحاول بطل فيلم “صمّ” -للمخرج اللبناني روي عريضة- إنجاز مهمته في محاولة إيجاد مكان لدفن زوجته المتوفاة في بلدتها الأصلية بمساعدة طفليه تمارا ورامي، بناء على رغبتها في أن يتم دفنها في مسقط رأسها الذي غادرته لأكثر من عقدين من الزمن.
وحول التصادم بين الحرية الشخصية والأعراف المجتمعية للمرأة السعودية تدور أحداث فيلم “أنا وعيدروس” للمخرجة سارة بالغنيم، بجانب رحلة سينمائية أخرى في فيلم “سعيد” للمخرج رامي الزاير، وتدور أحداثه حول حياة سعيد الذي يقرر الهرب بعد معرفته بضرورة عودة أخته سلمى إلى منزل والدتهما، ليبحث عن مأوى ومستقبل أفضل.