قبل أن تظهر أميركا كقوة عالمية كبرى في العصر الحديث، بدأ تاريخ الولايات المتحدة في أوروبا قبل أن يُعرف العالم الجديد. وفي أميركا قبل وصول المستوطنين الأوروبيين. فقد دخلت القارة العجوز في زمان المستكشف الإيطالي كريستوفر كولومبوس (1451- 1506م) عهداً جديداً من “التمدد واستكشاف العالم” لكن بطريقة أوروبية خالصة، وصولاً إلى آفاق بعيدة لم يرتدوها من قبل.
بين عالمين
كانت الآمال التي جاءت بها جماعات المستوطنين الأوروبيين من “العالم القديم” إلى “العالم الجديد” مختلفة قدر اختلاف أممها وشعوبها، وتراوحت بين الطمع في الذهب أو حب المغامرة، وحب العظمة أو شرف خدمة الحاكم أو الهرب من ظلمه وجوره، أو البحث عن حرية الدين والعبادة، أو الإفلات من الفقر والمجاعات والسجون، أو إقامة مزرعة الأحلام.
وهناك من جاؤوا أو جيء بهم بدون أحلام، واستخدموا أقناناً في مزارع التبغ والقطن وقصب السكر أو عبيداً في المناجم والمطاحن ومشروعات مد السكك الحديدية من المحيط إلى المحيط. وعلى مدى قرنين تقريباً، صهرتهم الحياة بالقارة الجديدة في بوتقة واحدة، لكي يتكوّن منهم الشعب الأميركي.
لكن ما كان يعني بالنسبة للمستوطنين الأوروبيين النجاح وتكوين إمبراطوريات، كان يعني بالضرورة بالنسبة لأهل البلاد الأصليين (ممالك الهنود الحمر) صراعاً دموياً ممتداً وخاسراً من أجل البقاء والوجود والحفاظ على أرضهم وحياتهم وسبل عيشهم.
وقد سيطر على المستعمرات نخب تعكس مصالح اقتصادية واهتمامات دينية كامنة وراء مشروعات الاستيطان، وتراوحت بين رجال دين بيوريتان (طائفة المتطهرين) وكبار الأثرياء وملاك الأراضي، وشركات الاستثمار والتجارة (من الطبقة الإنجليزية التجارية) وبعض المغامرين، وقليل من المثقفين الذين تلقوا تعليما عالياً آنذاك.
وخلافاً لرغبتهم الأصلية في الهجرة إلى مستعمرة جيمس تاون في فرجينيا، وبسبب عواصف بحرية أدت لجنوح سفينتهم ميفلاور، اضطرت طائفة “الحجاج” الدينية الإنجليزية المهاجرة للنزول في نيو إنغلاند شمال شرق أميركا، وأسسوا مدينة بليموث وهي الآن بولاية ماسَاتشوستْس. وكانت جماعة بيوريتان لندن قد أنشأت مستعمرة نيوهيفن بولاية كونِّتيكيت الحالية، التي أمّها وسكنها في البداية البيوريتان فقط.
وقد توطدت الأمور للبيوريتان على ساحل ماساتشوستس بعد وفود جماعات كثيرة منهم، حيث كانوا يعترضون على الكنيسة الإنغليكانية (البريطانية) دون التفكير في الانفصال عنها، بل كانوا يريدون “تنقيتها”. وقد لقي هؤلاء نجاحاً سريعاً بسبب تنظيمهم، مما جعلهم يزدادون بسرعة، خاصة بعد “الهجرة الكبرى” التي جاءت بحوالي 25 ألفاً منهم إلى ماساتشوستس هرباً من اضطهاد الكنيسة الإنغليكانية في عهد الملك شارل الأول.
وعندما سيطر هؤلاء البيوريتان على حكم ماساتشوستس، لم يتقبلوا أي معارضة، واضطروا المعارضين إلى الخروج من بوسطن عدة مرات، مما أدى لإنشاء عدد من المستوطنات الجديدة، والولايات فيما بعد، بداية كمستعمرات ولاحقاً ولايات: رود آيلند، فيرمونت، ماين.
التشكيل الاستيطاني اجتماعيا وثقافيا
كانت الكتلة السكانية الرئيسة للمهاجرين والمستوطنين بروتستانتية خالصة. وحتى عندما سمح البريطانيون بهجرة غير البريطانيين إلى مستعمرات العالم الجديد، اقتصر ذلك على 3 فئات هي: الألمان البالاتين، والأسكتلنديون الأيرلنديون، الرقيق السود.
بدأت هجرة الألمان بعد عام 1710 عقب صدور موافقة البرلمان البريطاني على منح الجنسية لكل بروتستانتي يهاجر إلى أميركا. وكان المهاجرون الألمان يغادرون بلادهم هرباً من الفاقة والصراعات والاضطهاد الديني، واستقروا داخل اليابسة بعيداً عن السواحل، خاصة في بنسلفانيا ذات الأرض الواسعة، وأصبحوا يعرفون بهولنديي بنسلفانيا. ثم لحق بالألمان مهاجرون بريسبتاريون (بروتستانت الكنيسة المشيخية) من شمال أسكتلندا وأيرلندا هرباً من اضطهاد الكنيسة الإنغليكانية في أسكتلندا والكنيسة الكاثوليكية في أيرلندا، وزيادة الفائض السكاني مقابل محدودية الموارد الاقتصادية التي كانت تتسبب بمجاعات أحياناً.
كذلك، هاجرت جماعات من الفرنسيين “الهوغونوت” (بروتستانت) وكان هؤلاء قد تعرضوا لاضطهاد وصل حد المذابح أواخر القرن 18 وأوائل القرن 19. ويقال إن عدد ضحايا هذه المذابح قارب المليون قتيل، وكانت خسارة بشرية وأخلاقية هائلة لفرنسا، نظراً لما كان يمثله هؤلاء الهوغونوت من تميز ثقافي وتعليمي وفكري. كذلك، ضمت الهجرات جماعات سويسرية وسويدية استوطنت بداية وادي (ولاية) ديلاوير، ومثلوا إضافة ولو صغيرة للتشكيل الاستيطاني.
وسبق المهاجرون الألمان غيرهم إلى الاستيطان بالمناطق الجبلية في فرجينيا وكارولينا الشمالية والجنوبية إضافة إلى بنسلفانيا. ثم جاء الأيرلنديون ليستوطنوا إلى الغرب والجنوب الغربي، كما استقر الهوغونوت في كارولينا أيضاً، واستوطن الأسكتلنديون في كارولينا وجورجيا، بينما استوطن الهولنديون في نيويورك.
والحقيقة أن معظم هذه الجماعات من المهاجرين على اختلاف أرومتهم قد فقدت قدراً كبيراً من سماتها وتقاليدها وشخصيتها الأصلية، لدى انخراطها في المجتمع “الاستيطاني” الجديد مع بعض الاستثناء. وربما كانت طائفة الآميش البروتستانتية التقليدية ذات الأصول الألمانية الهولندية أبرز تلك الاستثناءات، حيث ما زالت تحافظ على الكثير من أخلاقياتها وتقاليدها وأنماط معيشتها الأصلية كما جاءت بها من أوروبا في القرن 18، ولا تزال تعيش أغلبيتها بولاية بنسلفانيا، وكذلك يعيش بعضها بولاية إنديانا.
رغم أن المهاجرين الأوروبيين قد جاؤوا محمّلين بميراثهم الاجتماعي وأعبائهم الطائفية والطبقية والفروق القائمة بينهم في الثروة والسلطة، فإن هذه التفاوتات الطبقية والاجتماعية بينهم قد تقلصت بشكل ملحوظ، وعلى نحو أقل اتساعاً وحِدّةً عما كان عليه الأمر في مواطنهم الأوروبية الأصلية.
فقد كانت الأرستقراطية الجديدة في أميركا مكونة من كبار الموظفين ورجال الدين والحرفيين وكبار أصحاب السفن والتجار وكبار الإقطاعيين بريطانيي الأرومة. وأدت وفرة الموارد الاقتصادية الطبيعية إلى تحسن الأوضاع الاجتماعية وظروف المعيشة في المجتمع الأميركي.
لكن كان هناك تمايز بين أرستقراطية كبار موظفي المستعمرات المنحدرين من أصل بريطاني وبين أعضاء الشرائح الصاعدة الجديدة التي تحسنت أوضاعها الاجتماعية الاقتصادية نظراً للفرص المتاحة ووفرة الموارد.
من ناحية أخرى، كانت الطبقة الوسطى تتكون من المزارعين والتجار والفنيين، وهي الطبقة التي تمثل الغالبية الكبرى بين سكان المستعمرات. أما الطبقة الثالثة فكانت مكوّنة من العمال الأحرار غير الحرفيين. ووصف العمال الأحرار هنا لازم لتمييزهم عن الطبقة الرابعة المكونة أساساً من عمال الخدمة المتعاقدين، الذين التزموا بالعمل لعدد من السنوات، يتراوح بين 3 و7 سنوات، مقابل إحضارهم من أوروبا إلى أميركا، ويضاف إليهم في الطبقة الرابعة الأرقاء الأفارقة.
الحياة الدينية في المستعمرات
احتل الدين مكانة بالغة الأهمية في حياة وفكر ورؤية سكان المستعمرات لأنفسهم والعالم في تلك الفترة. فقد شمل التشكيل السكاني “الاستيطاني” آنذاك جماعات عديدة من بروتستانت الهوامش، أي الذين لم يكونوا تابعين للكنائس البروتستانتية الرئيسة الكبرى كالإنغليكانية ولم يتخذوها مرجعية لهم، لكنهم عوضاً عن ذلك فضلوا تكوين تجمعاتهم الدينية (المُستقلة) إضافة لطقوسهم وعباداتهم التي اختاروا الالتزام بها.
وكان هؤلاء قد تعرضوا لاضطهاد وعسف الكنائس الرسمية في أوروبا، مما حدا بهم للهجرة إلى أميركا، وهناك وجدوا ملاذاً آمناً، وازدهرت تلك الجماعات البروتستانتية وانتشرت كنائسها، وأصبحت علماً على نمط الحياة والاجتماع والتفكير في العالم الجديد. ورغم صحة مقولة أن تعدد وتنوع الخلفيات الدينية لجماعات الهجرة والاستيطان الوافدة لأميركا قد أوجد مناخا من التسامح الديني في العالم الجديد بأكثر مما كان الحال في أي مكان آخر بأوروبا، لكن الصحيح أيضاً أن هذه التجربة هناك قد شهدت مبكراً اضطهاداً من بعض الكنائس والجماعات الدينية بحق كنائس وجماعات مسيحية أخرى. ففي القرن 17، كان يحكم بالإعدام على الفرد في بنسلفانيا لمجرد انتمائه لطائفة “الكويكرز” المسيحية، ومر زمن طويل قبل إبطال هذه الأحكام والقوانين الجائرة.
وكان لمعتقدات وممارسات طائفة البيوريتان في نيو إنغلاند أثر كبير على الحياة في المجتمع الاستيطاني الجديد أكثر من أي طائفة دينية أخرى، فقد كان البيوريتان من أتباع جون كالڤن الإصلاحي البروتستانتي الكبير، الذين يؤمنون بأن الإنسان مسيّرٌ وليس مخيراً، وأن الرب هو الذي قرّر أو اصطفى بالفعل أولئك الذين سينقذهم في الحياة الأخروية، مما دفع كثيراً من البيوريتان نحو “تصوّف” سعياً لمعرفة ما إذا كانوا من الذين اختارهم الرب، وكذلك الاهتمام بتحسين أحوالهم وأحوال الآخرين. وكان البيوريتان يعتنقون قانوناً أخلاقياً صارماً؛ فأصدروا قوانين تحظر العمل يوم الأحد، وتملي على أفراد المجتمع الذهاب إلى الكنيسة.
ورغم الحرية الدينية التي سعت إليها هذه الطائفة في العالم الجديد إفلاتاً من الاضطهاد الديني بأوروبا، وتمتعت بها بالفعل، إلا أنها مارست الاضطهاد بحق طوائف دينية أخرى في العالم الجديد، مثل المعمدانيين والكويكرز واليهود والكاثوليك، وآخرين.
ومع شيوع ظاهرة الاعتقاد بالسحر (الديني) ولعنة السحرة أوروبيًا وأميركيًا في القرن 17، تورط البيوريتان عام 1692 في مطاردة الساحرات ومحاكمتهن، وأعدم نتيجة لذلك 19 شخصاً قبل أن يتم وقف مسلسل المطاردات، الذي عرّض شخصيات مرموقة للمحاكمة، مما أدى لفقدان الثقة في بعض قادة البيوريتان.
وكان التنظيم الكنسي لطائفة البيوريتان مستقلاً أو “كونغريغيشنال” أي أنهم يؤمنون بحرية كل كنيسة من أي سيطرة أو هيمنة عليا من خارجها، وهذا المبدأ ينسحب على معظم الكنائس البروتستانتية التي نشأت وانتشرت بالعالم الجديد، وهو تقليد بروتستانتي أصيل وتاريخي بدأ برفض سيطرة الكنيسة الكاثوليكية باعتبارها الكنيسة “العالمية” أو كنيسة الرب الواحدة ومستودع الأسرار المقدسة. وتدرج تطبيق هذا المبدأ بحيث أصبح يعني أيضاً رفض هيمنة الكنيسة الإنغليكانية بدورها على الطوائف البروتستانتية.
في رود آيلند، كانت الطائفة الدينية الأبرز هي المعمدانية، وقد بدأت سيرتها هناك بقيادة القسيس المثقف خريج جامعة كمبردج، روجر وليامز، الذي سبق له الدعوة لشراء الأرض من القبائل الهندية بدل الاستيلاء عليها، واعترض على ممارسات البيوريتان في بوسطن، وتم إخراجه وأتباعه منها بسبب ذلك. كما كان لطائفة الكويكرز حضور ظاهر في بنسلفانيا ونيوغرسي، وجلب المهاجرون الأسكتلنديون والأيرلنديون معهم جماعات من اللوثريين، والمنونايت، والمورافيين. واستوطن كثير من البيوريتان في نيوغرسي. واستوطن في نيويورك جماعات من الإصلاحيين الهولنديين والألمان، ولم تغلب على نيويورك سمة دينية ظاهرة.
وفي مستعمرات الجنوب، كان لجماعات الكنيسة الإنغليكانية حضور ظاهر، بينما كان الكاثوليك الجماعة الأبرز في ميريلاند، ولا يزال خاصة مدينة بلتيمور التي لها أسقف كاثوليكي، وسيطر الكاثوليك على مؤسساتها السياسية عقودا طويلة. وأدى وجود الجماعات الإنغليكانية، بانفتاحها على الحياة وطلاقتها الاجتماعية في الجنوب، إلى تميزه عن الشمال الذي صبغه البيوريتان بصبغة قاتمة، وشهد التطرف الديني. واستوطن البريسبتاريون (أتباع الكنيسة المشيخية) والمعمدانيون والكويكرز مناطق الجنوب الداخلية.
المسائل الكبرى
في ضوء سمات التشكيل “الاستيطاني” الأميركي المبكر، يمكن تشخيص مجموعة القضايا الأساسية والاهتمامات الرئيسة أو المسائل الكبرى التي تمثل جوهر هذه التجربة التاريخية الاستيطانية الممتدة، والتي حددت ولا تزال تحدد الخطوط العامة المشتركة بين الأفكار والتوجهات والسلالات السياسية والأيديولوجية التي مرت عبر التاريخ الأميركي، وكذلك الاختلافات والتغايرات فيما بينها.
كما تكشف هذه القضايا مسارات تشكل الولايات المتحدة والنحو الذي آلت ولا تزال تؤول إليه. ويمكن إجمال هذه الاهتمامات المحددة في عدد من المسائل:
أولاً: الخروج من الفقر والبطالة والمجاعات التي عانتها مجتمعات أوروبا الطاردة للمهاجرين، والوصول إلى أرض الميعاد الجديدة وبلاد اللبن والعسل، كما كانوا يستلهمون أو يتمثلون نصوص التوراة (العهد القديم) حيث الأرض ممتدة بغير نهاية من المحيط إلى المحيط، وموارد طبيعية لا حدود لها، والثروة والوفرة الهائلة، وحرية التجارة، واقتصاد رأسمالي، وتقدم وازدهار بلا نهاية.
ثانياً: التحرر من عسف واستبداد الملوك والحكام في أوروبا والذين كانوا يمارسون الحكم بطريقة أوتوقراطية مطلقة، وتطلع الجماعات إلى قدر كبير من الاستقلال الذاتي، والتمثيل الشعبي، وإدارة شؤونهم بأنفسهم.
ثالثاً: الحرية الدينية والإفلات من اضطهاد وهيمنة الكنائس الرسمية الكبرى (الكاثوليكية والإنغليكانية واللوثرية) وتكوين جماعات دينية مستقلة، بقناعاتها وتقاليدها وطقوسها ورؤيتها الكونية.
رابعاً: تطلع النخب إلى تحقيق المجد والقوة والشهرة في فضاء العالم الجديد، وبناء مشروعاتها الإمبراطورية الجديدة المتحررة من سيطرة الممالك والإمبراطوريات الأوروبية التقليدية، وقطع يدها عن التدخل في شؤون العالم الجديد والتمدد الإمبريالي والتوسع على حساب المشروعات الإمبريالية الأسبق: الإسبانية والبريطانية والفرنسية والبرتغالية والهولندية.
خامساً: الاعتقاد بفرادة التجربة الأميركية، وخصوصية الثورة الأميركية في الحضارة والتاريخ الإنساني والديني، وتميز الجمهورية الأميركية في التنظيم السياسي والحقوقي والاقتصادي عن سائر العالم القديم، وريادتها في فضاء التقدم الإنساني. فهو إذن شعور بالاستثنائية والتفوق وأن أميركا أمة ذات رسالة خاصة، أي أن أميركا “شعب مختار” إذ يختلط الدين في اللغة والأدبيات الأميركية بالمشاعر القومية، واستقرت هذه اللغة فيما يدعى أميركيًا “الدين المدني”.
فهي لغة لا تكتفي بالاستعارة من أناجيل العهد الجديد، بل تستعير صور العهد القديم. فالمهاجرون الأوائل الذين رحلوا عن أوروبا يُشبِّهونها بمصر العبودية (التوراتية) كما في العهد القديم، ويشبهون الولايات المتحدة بـ”أرض الميعاد”.
ويتبدى هذا التمثل لحالة الاستثنائية والفرادة، بناء على المقدس الديني، في مشروعات وممارسات سياسية ذات تضمينات دينية “إلهية” تقوم بها أميركا.
سادساً: كرست حروب الثورة الأميركية ضد البريطانيين حق الشعب في التسلح، وتكوين مليشيات مسلحة، والتمسك بمبدأ الأمن الذاتي، كما كرست قانونيًا سيادة الفرد داخل أراضيه أو ممتلكاته.
وكانت هذه الخطوط -ولم تزل- هي المحددات العامة التي تشكل عبرها التفكير السياسي الأميركي لدى النخب والجماهير، وبناء على المواقف المتخذة منها تكونت الأيديولوجيات والسلالات السياسية الأميركية.