بعد ما يقرب من 30 عاما على عرض فيلم “فانتاستيك فور” لأول مرة عام 1994، أعلنت أستوديوهات مارفل عن عرض الفيلم الجديد في يوليو/تموز 2025، ومن المقرر أن يكون جزءا من مجموعة أفلام تعرف بـ”ملحمة الأكوان المتعددة” (Multiverse Saga) ويقدم المزيد من شخصيات مارفل، وأيضا شخصيات ديزني وفوكس، وذلك بعد الدمج الذي حدث عام 2019 ويمنح مارفل فرصة استخدام شخصيات فوكس الشهيرة وجعلها جزءا من عالم مارفل السينمائي.
وتلعب جوليا غارنر دور “شالا بال” وهي نسخة جديدة من شخصية “سيلفر سيرفر” أو الرجل صاحب القدرات الخارقة، والذي يدمر مشروع الفضائيين الأشرار في الإصدارات السابقة من الفيلم، ومن المتوقع أن يكون دور شالا بال في أفلام مارفل مختلفا عن دورها في القصص المصورة.
ويجسد بيدرو باسكال دور “مستر فانتاستيك” بينما تقوم فانيسا كيربي بدور “سوزان ستورم” المرأة الخفية. أما جوزيف كوين، فيقدم دور “جوني ستورم” أو الشعلة البشرية، ويلعب إيبون موس باتراش دور “بن جريم” أو الشيء.
والفيلم من إخراج مات شاكمان، وسيناريو جوش فريدمان، وسيبدأ إنتاجه وتصويره هذا الصيف، ومن المتوقع عرضه صيف 2025.
أفلام السينما والقصص المصورة
أفلام “الخارقون الأربعة” مستوحاة من قصص ظهرت ضمن أعداد مجلة مارفل المصورة بنفس العنوان، ونشرت لأول مرة في الولايات المتحدة خلال نوفمبر/تشرين الثاني 1961، وكتبها ستان لي ورسمها جاك كيربي. ولم تقدم روح القصص المصورة تماما مثل النسخ الموجودة بالكتب، لكنها وسعت نطاق الجماهيري للشخصيات، وجعلتهم أكثر شهرة بصفاتهم الخارقة التي جسدتها السينما ورسختها في أذهان الجماهير.
وصدرت النسخة السينمائية الأولى للقصة عام 1994 وأخرجها روجر كورمان بفيلم ذي ميزانية منخفضة، لكنه رغم ذلك كان الأقرب للقصص المصورة. ولم يعرض الفيلم، واعتبر من الأعمال ذات الدرجة الثانية، ودفعت شركة مارفل نقودا مقابل عدم عرضه، ورغم ذلك مازال متاحا على منصات العرض وعلى يوتيوب.
“فانتاستيك فور” 2005
جاء “فانتاستيك فور” 2005 مخيبا لآمال محبي السلسلة ومحبي أفلام الأبطال الخارقين، واعتبره النقاد فرصة ضائعة بالنسبة لصناعه، حتى أنه صنف كفيلم أسوأ من نسخة 1994 التي لم تعرض.
ولم تختلف حبكة الفيلم عن حبكة النسخة الأقدم التي لم تعرض، لكنها ابتعدت أكثر وأكثر عن أصول الشخصيات والحكاية التي كتبت بالقصص المصورة، كما تلقى أبطاله انتقادات واسعة بسبب أدائهم، بالإضافة إلى الانتقادات التي طالت صناع الفيلم بسبب رداءة السيناريو وملل القصة.
“فانتاستيك فور”: ظهور سيلفر سيرفر 2007
الفيلم من إخراج تيم ستوري، وبطولة إيوان جروفود وجيسيكا ألبا وكريس إيفانز، وهو أفضل كثيرا من الفيلمين السابقين من حيث المؤثرات البصرية التي لا تصنع وحدها فيلما ناجحا، حيث جاءت الحبكة سيئة وغير مقنعة والأحداث مرتبكة بسبب مدة الفيلم القصيرة 92 دقيقة بالمقارنة بأفلام الأبطال الخارقين التي عادة ما تكون مدتها أطول من ذلك لتستوعب الأحداث المتلاحقة داخل هذه النوعية من الأفلام. وربما يرجع قصر مدة الفيلم إلى التكاليف الكثيرة التي أنفقها صنّاعه على الزخارف البصرية المذهلة التي لم تنقذ رتابة القصة.
“فانتاستيك فور” 2015
في نسخة 2015 من الفيلم، اختارت مارفل المخرج جوش ترانك ربما للإنقاذ. لكن السيناريو الذي كتبه سايمون كينبرغ وجيريمي سلاتر بمشاركة ترانك أيضا جاء مهترئا، وبدت القصة بلا هدف أو موضوع، حتى الكوميديا السمة الأساسية للفيلم جاءت سخيفة وغير مضحكة وتحولت القصة المصورة الناجحة إلى واحد من أسوأ الأفلام من وجهة نظر النقاد.
مع العلم بأن قصص “فانتاستيك فور” تعتبر مادة ملائمة تماما للأفلام السينمائية، نظرا لأن المغامرات الكونية وحروب الكواكب تتحول بصورة جيدة جدا إلى وسيط سينمائي.
ولكن لم تلب أغلب إصدارات الفيلم توقعات الجماهير، خاصة تلك التي تتابع قراءة القصص المصورة لنفس الأبطال، لكنهم يستمرون في انتظار الفيلم كل مرة بسبب المغامرات الكونية التي تدور في الفضاء والكواكب البعيدة والتي تعد قصص مثيرة ومحببة للجماهير، وهو ما يدفع صناع العمل لتكرار إصدار الفيلم كل مرة على أمل أن يلاقي نجاحا أكبر من المرات السابقة.