واصل عدد من الفنانين الذين شاركوا في مهرجان كان السينمائي الدولي، إعلان تضامنهم مع فلسطين ورفضهم للحرب الإسرائيلية على غزة، إذ أدانت المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي -عضو لجنة التحكيم بالمهرجان- الصمت العالمي إزاء الأوضاع المأساوية في القطاع.
وشددت لبكي في كلمتها خلال تسليم المخرج الإيراني محمد رسولوف جائزة لجنة التحكيم، على استحالة التزام الصمت في وجه معاناة الآلاف من الأطفال الذين يموتون والنساء اللواتي يخسرن حياتهن.
وقالت المخرجة البالغة من العمر 50 عاما: “ثمة أفلام تذكرنا بواقعنا الصعب، وتذكرنا بأن العالم مع الأسف مقسم وينقسم إلى مجموعات، وثمة ظلم متواصل لا يطاق. لكن بغض النظر عن المجموعة التي تنتمون إليها، فإنه ليس من الطبيعي أن تبقى طبيعيا عندما يموت آلاف الأطفال تحت القنابل أثناء نومهم، وليس طبيعيا أيضا أن تبقى طبيعيا عندما تفقد نساء أعينهن وأيديهن وأذرعهم وأرجلهن وحياتهن من أجل حريات أساسية”.
وتعد لبكي واحدة من أبرز المخرجات السينمائيات في العالم العربي، إذ حصدت أفلامها العديد من الجوائز الدولية، ومن أبرز أعمالها فيلم “كفر ناحوم” الذي ترشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية.
قفاز بعلم فلسطين
وفي مشهد آخر أثار الانتباه خلال المهرجان الدولي، عرضت المخرجة وكاتبة السيناريو والمنتجة المغربية أسماء المدير العلم الفلسطيني على قفازها أثناء تصويرها على السجادة الحمراء في الحفل الختامي.
وقالت المدير في منشور على حسبابها بإنستغرام أمس الأحد: “لطالما أردت إضافة لمسة من الألوان عندما يغدو الأمر مظلما. وقف إطلاق النار الآن”.
وأسماء المدير مخرجة ومؤلفة مغربية ولدت بمدينة سلا عام 1981، وحصلت على الماجستير في السينما الوثائقية من جامعة عبد المالك السعدي بتطوان ودبلوم الإخراج من المعهد المتخصص للسينما والسمعي البصري بالرباط سنة 2010.
ومن أفلامها “الرصاصة الأخيرة” عام 2010 الحائز على عدة جوائز عالمية، و”ألوان الصمت”، إلى جانب فيلمها القصير “دوار السوليما” عام 2015.
وحصلت المدير على جائزة أفضل إخراج في قسم “نظرة ما” خلال توزيع جوائز الخدمة الـ 76 من مهرجان كان السينمائي الدولي لعام 2023، عن فيلمها “كذب أبيض” وهو إنتاج مشترك لقناة الجزيرة الوثائقية.
فلسطين تتحدى منظمي كان
وكانت مدينة كان الفرنسية حظرت التظاهر وتنظيم المسيرات الاحتجاجية على طول شاطئ كروازيت، حيث أقيم المهرجان السينمائي الدولي، في ظل اشتعال غضب الرأي العام العالمي ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الفلسطيني المحاصر.
ولم تكتف إدارة مهرجان “كان” بمنع التظاهر، بل قررت أيضا حظر أي رموز فلسطينية يحملها الفنانون في صورة دبابيس وأعلام تشير إلى التضامن مع المدنيين، مستعينة بفريق أمني خاص ليرافق أعضاء لجنة تحكيم المسابقة، رغم موافقتها في البداية على ارتداء الفنانين العرب دبابيس تظهر دعمهم للفلسطينيين في غزة.
وقال رئيس المهرجان تييري فريمو في مؤتمر صحفي عشية احتفالات ليلة الافتتاح: “قررنا هذا العام أن يكون المهرجان بدون جدلية، لنحرص على أن يكون الاهتمام الرئيسي لنا جميعا هو السينما، فإذا كانت هناك جدليات أخرى فهذا لا يعنينا”.
ولم يمنع تصريح فريمو الفنانين المشاركين في مهرجان كان من النشر على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ كتب عضو لجنة تحكيم المهرجان الفنان عمر سي على صفحته في “إنستغرام” قائلا: “ليس هناك ما يبرر قتل الأطفال في غزة أو أي مكان آخر”.
وكانت نجمة الأوسكار كيث بلانشيت، صاحبة الضجة الأكبر، حيث أطلت بفستان قيل إنه يمثل 3 من ألوان العلم الفلسطيني الأخضر والأبيض والأسود، بينما استكملت السجادة الحمراء باقي ألوان العلم.
وأثناء تصويرها على السجادة الحمراء، رفعت بلانشيت الجزء الخلفي من فستانها لتكشف عن البطانة الخضراء، وبالنظر إلى لون السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائي اعتبر البعض ألوان الفستان رسالة مبطنة للتضامن مع الفلسطينيين، وهو ما لفت الأنظار وأثار جدلا على منصات التواصل الاجتماعي حول ما إذا كان فستانها رسالة دعم خفية لفلسطين.
وارتدى الممثل الأسترالي رشاد ستريك، سفير النوايا الحسنة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الكوفية الفلسطينية في المهرجان، أما الممثلة الفرنسية الشابة باسكال كان، فتحدت القوانين الصارمة هذا العام حين ارتدت قميصا كتب عليه باللغة العربية “فلسطين”.
كما أعلنت الممثلة الإيطالية جاسمين ترينكا والممثلة الفرنسية ليلى بختي دعمهما لفلسطين من قلب المهرجان، وظهر الممثل الأسترالي غي بيرس على السجادة الحمراء بسوار مصنوع من ألوان العلم الفلسطيني.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + مواقع التواصل الاجتماعي