يزدان “جامع أدرنة القديم” (أقصى شمال غرب تركيا) بلوحات خطية جميلة، تضيف جمالا على المسجد الذي يمتد عمره إلى أكثر من 6 قرون.
بدأت أعمال تشييد الجامع بولاية أدرنة عام 1403 ميلادي بتوجيه من الأمير سليمان ابن السلطان العثماني يلدرم بيازيد، الملقب بالصاعقة.
وانتهى بناء المسجد في فترة السلطان محمد جلبي (الأول) عام 1414 ميلادي، ليواصل شموخه منذ نحو 610 أعوام.
الجامع الذي صممه المعمار قونيالي (نسبة لولاية قونيا) حاج علاء الدين يتربع على 4 أعمدة ضخمة، ويعتلي سقفه 9 قباب.
لوحات عملاقة
من أهم ما يميز الجامع التاريخي بهندسته المعمارية الأصيلة اللوحات الخطية المعلقة على جدرانه الداخلية والخارجية.
وما يضيف الجمال على تلك الخطوط أنها رسمت بخط الثلث ذي الانحناءات الجميلة.
يشتهر الجامع بلوحاته التي تعد كل واحدة منها عملا فنيا بذاته، وكتبت كل كتابة منها في فترات مختلفة من القرن الـ18 إلى القرن الـ20.
وفي حديث لوكالة الأناضول، وصف إمام الجامع إسماعيل شن جامع أدرنة القديم بأنه “شقيق” الجامع الكبير بولاية بورصة الذي يشتهر بتاريخه العتيق بلوحاته ورسوماته الخطية.
وأوضح شن أن المسجد يتضمن لوحات فريدة، ما أن يدخل المصلي حتى تلفت نظره، ويزيد من خشوعه أمام الله، بعد قراءة مختلف الآيات الكريمة المرسومة في تلك اللوحات.
5 خطاطين
وأضاف إمام المسجد أن الكتابات الموجودة في الجامع تحمل توقيع 5 خطاطين، وتتألف من 50 لوحة كتبت بمختلف أنماط الخط العربي.
وأشار إلى أن بعض اللوحات تتضمن آيات كريمة، وأخرى كتبت عليها أسماء الله الحسنى، وبعضها كتبت عليها أحاديث شريفة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وأكد شن أن جميع من زار المسجد أعجب إعجابا كبيرا بلوحات الخط في الجامع.
وقال إن لوحات ضخمة تستقبل زائري المسجد، موضحا أن بعض الكتابات يطلق عليها الناس اسم “معكوسة” و”متماثلة” وذلك بسبب إمكانية قراءتها من اليمين واليسار على حد سواء.
وأفاد بأن زائري الجامع من خارج المنطقة يثيرهم الفضول حول اللوحات الخطية، فيتوجهون إلى إمام الجامع أو القائمين عليه، للسؤال عن اللوحات من قبيل تاريخها وكاتبها وعما كتب عليها.
رسائل عميقة
يقول إمام جامع أدرنة القديم: “في مسجدنا يبرز لفظ الجلالة الله، واسم النبي محمد بأحرف كبيرة، ومن بين الكتابات المثيرة للاهتمام حرفا واو رُسما بشكل متقابل ليعطيا رمز القلب، وبينهما كتبت عبارة ما شاء الله تعالى”.
واسترسل الإمام أكثر في تبيان معاني حرفي الواو، وقال إنه بمثابة رسالة إلى الناس ليراعوا حق الوالدين في أنفسهما، وأن يخفضا لهما جناح الذل من الرحمة كما أمر الله سبحانه وتعالى بذلك.
وأوضح شن أن الجدار المقابل للوحة، علقت عليها لوحات بها أحاديث نبوية شريفة، ومنها لوحتان عن الحديثين الشريفين “الدنيا مزرعة الآخرة” و”العلماء ورثة الأنبياء”، وغيرهما.