تراجع الإيرادات السينمائية بأميركا.. هل فقدت دور العرض بريقها؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

شهدت دور السينما انخفاضا ملحوظا في أعداد روادها الذين يزورونها بشكل عفوي، وهم الأشخاص الذين يتخذون قرار مشاهدة فيلم فجأة دون تخطيط مسبق.

هذه الظاهرة برزت بشكل خاص منذ تفشي جائحة كورونا، وعلى الرغم من استمرار إنتاج الأفلام فإن السبب الرئيسي وراء هذا التراجع يعود إلى قصر مدة عرض الأفلام في دور السينما، مما يمنع الجمهور من التعرف عليها بشكل كافٍ ويؤدي بالتالي إلى انخفاض الإيرادات.

ويؤكد باتريك كوكوران الشريك المؤسس لشركة “فيثيان” لاستشارات دور العرض أن المشاهدين العفويين يشكلون شريحة مهمة من رواد السينما، وهم عنصر أساسي في تحقيق الإيرادات.

ويشير كوكوران إلى أن المشاهدين الملتزمين -الذين يذهبون بانتظام لمشاهدة جميع أنواع الأفلام- يساهمون بنسبة 12 إلى 15% من إجمالي أرباح شباك التذاكر، وبالتالي فإن الفئة العفوية تمثل فرصة غير مستغلة.

تأثير الجائحة وتغير عادات المشاهدة

ويوضح كوكوران أن شباك التذاكر لم يتعافَ بعد من آثار الجائحة، فقبل كورونا كانت الإيرادات الداخلية تتجاوز 10 مليارات دولار سنويا، في حين يتوقع أن تبلغ هذا العام نحو 8.5 مليارات فقط.

ويوافقه الرأي بروس ناش مؤسس موقع “نامبرز” المتخصص في البيانات السينمائية، مشيرا إلى أن هناك فجوة تقدر بمليار دولار يمكن تعويضها إذا تم تقديم الأفلام المناسبة.

ويضيف ناش أن تنويع فئات الأفلام يعد عنصرا حيويا لجذب شريحة أوسع من المشاهدين، مشيرا إلى نقص الأفلام الدرامية والكوميدية الرومانسية التي كانت ذات يوم من ركائز شاشات السينما.

قصر مدة عرض الأفلام

قبل الجائحة كان متوسط فترة عرض الفيلم في السينما يصل إلى 80 يوما، لكن هذا الرقم انخفض إلى 30 يوما بعد الجائحة، ويعود ذلك إلى إستراتيجية أستوديوهات الإنتاج التي تسعى لتعظيم أرباحها من خلال تسريع الانتقال إلى تطبيقات البث المباشر.

ويقول ناش “إتاحة مشاهدة الأفلام في المنازل غيّرت عادات المشاهدين، مما جعل إقناعهم بالعودة إلى السينما أمرا أكثر تعقيدا”.

ولتجاوز هذه التحديات تبنت بعض سلاسل السينما مثل “ألامو درافتهاوس” أفكارا مبتكرة لتحويل تجربة مشاهدة الأفلام إلى حدث ترفيهي مميز، فعلى سبيل المثال تنظم السلسلة فعاليات تشمل تقديم الأطعمة والمشروبات المتناغمة مع موضوع الفيلم.

وبالنسبة لجيمس يانغ المهندس من كارولينا الشمالية -الذي كان يفضل الذهاب العفوي إلى السينما- فإن عاداته تغيرت بشكل كبير، ولم يعد يتردد على دور العرض إلا بشكل مخطط.

وكان آخر فيلم شاهده يانغ في عرض صباحي بصحبة زوجته، أما فيلمه القادم “الشرير” فخطط لمشاهدته مع ابنته ذات السبعة أعوام، مع بعض القلق بشأن قدرتها على متابعة العرض الذي يمتد لساعتين و40 دقيقة.

التحديات التي تواجه دور السينما تتطلب إستراتيجيات مبتكرة، سواء من خلال إطالة مدة عرض الأفلام أو تنويع فئاتها أو تقديم تجارب سينمائية مميزة تشجع الجمهور على العودة، في وقت تتزايد فيه الخيارات المنزلية لمشاهدة الأفلام.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *