ناشد صناع فيلم “نافالني”، الفائز بأوسكار أفضل فيلم وثائقي طويل عام 2023، كل من يدعمون قضية المعارض الروسي البارز بمواصلة مسيرة نضاله.
وكان “أليكسي نافالني” قد رحل يوم أمس الجمعة 16 فبراير/شباط عن عمر 47 عاما في أحد السجون الروسية بالقطب الشمالي، والذي كان يقضي به حكما بـ19 عاما بـ”تهم سياسية”.
وفاز الفيلم الوثائقي، الذي الذي أخرجه الكندي دانيال روهر، ويروي قصة حياته ونضاله ضد التوجه القومي في روسيا عام 2023، بجائزة الأوسكار للفيلم الوثائقي الطويل.
The news of @r0bbier0berts0n‘s passing hit me deeply. He took a chance on me, when I was just 24, to direct a film about his life. It was a big job, but Robbie saw something in me. Robbie reminded me to take big swings and to dream big. pic.twitter.com/FmnNskYNJI
— Roher (@DanielRoher) August 10, 2023
الغضب
ونشر موقع “ذا راب” (TheWrap) أجزاء من البيان، الذي نقل مشاعر الحزن والغضب: “تغلبت علينا مشاعر الألم والحزن والأهم من ذلك كله الغضب. كان أليكسي بمثابة النور الذي قدم، مع عائلته، أعظم التضحيات”.
وأضاف البيان “بنى أليكسي منظمته وحركته من أجل البقاء والكفاح ضد الفساد، والاستبداد، وضد الحروب المستمرة في أوكرانيا، لذلك يجب أن يستمر النضال من أجل الديمقراطية. كان أهم شيء تعلمناه من أليكسي هو الاحتفاظ بإنسانيتنا حتى في أسوأ الظروف”.
ويظهر المعارض الروسي الراحل بنفسه في العمل، قبل القبض عليه ومحاكمته في روسيا، ويشاركه في رواية قصة محاولة اغتياله في أغسطس/آب 2020 بالسم، كل من زوجته “يوليا” وابنته “داشا”، بالإضافة إلى عدد من مساعديه وصحفيين متخصصين في مكافحة الفساد.
موت مؤجل
ينطلق الفيلم من لحظة اكتشاف إصابة نافالني بالتسمم، ولجوء الطائرة التي كان على متنها في رحلة داخلية من سيبيريا إلى موسكو للهبوط اضطراريا. يتم نقله من مستشفى روسي إلى ألمانيا خوفا على حياته إذا ترك في روسيا دون حماية.
يتابع العمل مسار “أليكسي نافالني” الذي انتهى به الأمر إلى أن يكون محاطًا بمجموعة صغيرة من الصحفيين الاستقصائيين بما في ذلك البلغاري كريستو جروزيف من بيلينغكات (مجموعة صحفية استقصائية مقرها هولندا) والروسية ماريا بيفتشيخ من مؤسسة مكافحة الفساد، الذين كانوا يؤكدون تورط الدولة في قضية التسمم.
وظهر دانيال روهر، مخرج العمل، بعد إعلان وفاة أليكسي نافالني في برنامج أندرسون كوبر على شبكة “سي إن إن”، مشاركا برسالة، قائلا فيها: “في جميع أنحاء العالم، هناك سياقات يجتاح خلالها الاستبداد كل البلدان. وأعتقد أن علينا أن ندرك أن الديمقراطية هشة، لذلك نحتاج إلى المشاركة وأن نكون مواطنين فاعلين ونستجيب للنداء الذي يوجهه نافالني في نهاية الفيلم، وهو لا تكن غير نشط”.
ونشر دانيال روهر تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي (إكس)، عبّر خلالها عن حزنه لرحيل المعارض الروسي، وقال “آلمني رحيله. منحت الفرصة عندما كان عمري 24 عامًا فقط، لإخراج فيلم عن حياته. لقد كان عملاً كبيرًا، رأى أليكس شيئا ما بداخلي. ودفعني لتغييرات هائلة في حياتي، وأن أحلم بلا حدود”.
وكان فيلم “نافالني” قد صنع في سرية تامة، ولم يعلن عنه إلا في مهرجان صاندانس، حيث عرض على شاشاته للمرة الأولى.
وحضر حفل الأوسكار كل من زوجة أليكسي نافالني وابنته، اللتان صعدتا مع المخرج دانيال روهر لاستلام جائزة العمل، وقال روهر في كلمته: “أليكسي نافالني يقبع الآن في معسكرات العمل على بعد 6.5 ساعات خارج موسكو”.
وكان المعارض الروسي قد تم القبض عليه بعد عودته من العلاج في ألمانيا إلى روسيا، تمهيدا لمحاكمته.