اضطرت وزارة التربية (التعليم) الفرنسية إلى حذف مقطع فيديو للاحتفال بذكرى الخطاب التاريخي للزعيم الأميركي ذي الأصول الأفريقية مارتن لوثر كينغ -اليوم الأربعاء- بعد الانتقادات التي وصلتها عقب نشره.
« Que des blancs bobos bien propres sur eux » : indignation d’internautes sur l’hommage du Ministère de l’Éducation à Martin Luther King car uniquement des élèves blancs figurent dans la vidéohttps://t.co/IvyA9sHOlt pic.twitter.com/FHWQEKpBC8
— Fdesouche.com est une revue de presse (@F_Desouche) August 29, 2023
وكانت الوزارة نشرت مقطع فيديو أظهر أطفالا صغارا لا يتعدون 18 سنة وهم يرددون كلمات من الخطاب الشهير “لدي حلم” لمارتن لوثر كينغ، ويسترجعون أهم القيم التي حملها خلال نضاله من أجل حرية السود في الولايات المتحدة الأميركية.
وكان هدف الفيلم الاحتفال بالذكرى 60 ليوم 28 أغسطس/آب 1963، وهو اليوم الذي شارك فيه أكثر من 250 ألف أميركي في المسيرة التاريخية في واشنطن العاصمة للمطالبة بالوظائف والحرية.
وقال نشطاء وسياسيون إن الفيديو يحمل تجاوزات كبيرة؛ منها عدم إشراك أي طالب من ذوي البشرة السمراء، ثم إنه أتى بعد يوم واحد فقط من إصدار قرار منع ارتداء العباءة في المدارس الفرنسية، وهو ما اعتبروه ازدواجية وتناقضا.
وكتبت النائبة عن حركة “فرنسا الأبية” دانييل أوبونو -وهي من ذوي البشرة السمراء- بلهجة متهكمة “ليس خطأنا أنه لا يوجد طالب أسود أو عنصري واحد في البلد بأكمله يمكنه ترتيب 3 كلمات باللغة الإنجليزية بشكل صحيح”.
#TraduisonsLes Ce n’est pas notre faute s’il n’y a pas un·e seul·e élève noir·e ou racisé·e dans tout le pays capable d’aligner correctement 3 mots en anglais. https://t.co/kTH2qPZSK3
— Députée Obono (@Deputee_Obono) August 29, 2023
وكتب رئيس جمعية “إس أو إس عنصرية” دومينيك سوبو قائلا “لقد أظهرت وزارة التربية فعلا أن أحلام مارتن لوثر كينغ لم تتحقق بعدُ حين اختارت للفيديو طلابا بيضا فقط ولا يوجد فيهم أي شخص أسود”.
وتساءلت الصحفية والناشطة سهام أسباغ: “لا أعرف ما الأسوأ؟ هل احتفال السلطة التنفيذية بذكرى مارتن لوثر كينغ وهو الذي كانت ستصفه بأنه إسلامي يساري لو كان ما يزال على قيد الحياة؟ أم كون الفيديو يعطي انطباعا بأنه لا وجود لأطفال غير أصحاب البشرة البيضاء؟ أم نشره بعد 48 ساعة من الإعلان عن إجراء معاد للإسلام (إسلاموفوبي)؟”
Je ne sais pas c’est quoi le pire.
Que l’exécutif célèbre Luther King alors qu’il le traiterait d’« islamo-gauchiste » s’il était en vie. Que la vidéo donne l’impression que les enfants non-blancs n’existent pas. Ou que ce soit publié 48h après l’annonce d’une mesure islamophobe https://t.co/PgZlJsX6gn
— Sihame Assbague (@s_assbague) August 29, 2023
وفي فرنسا، يُستخدم مصطلح “اليسار الإسلامي” للقدح، في دلالة على تقارب أو تأييد شخصيات أو هيئات فرنسية يسارية للمسلمين. وأورد هذا المصطلح الكاتب بيير أندريه تاغيف عام 2002، ثم استخدمه كثير من السياسيين اليمينيين في حربهم على خصومهم المفكرين والسياسيين.
وكان وزير التعليم الفرنسي غابريال أتال أعلن -الأحد الماضي- أنه سيحظر ارتداء “العباءة” في المدارس الفرنسية، مشيرا إلى أن ارتداء هذا الزي الإسلامي يعد انتهاكا للقوانين العلمانية الصارمة المطبقة في مجال التعليم في البلاد.
ويأتي القرار -الذي كشف عنه وزير التربية الفرنسي- بعد شهور من الجدل بشأن ارتداء العباءات في المدارس الفرنسية، حيث تحظر السلطات ارتداء الحجاب في المدارس الحكومية منذ عام 2004.
وقالت وزارة التربية إنها اضطرت إلى حذف الفيديو بسبب التعليقات العنيفة التي وصلتها، مضيفة أنه أُنتج في 30 يونيو/حزيران الماضي، خلال حفل توزيع جوائز مسابقة تشجع الممارسة الإبداعية للغة الإنجليزية في المدارس المتوسطة.