المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهابيين.. وتستخدم “أكذوبة” الدفاع عن النفس

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

يفخر المخرج الفلسطيني البارز رشيد مشهراوي بـ”سينما المقاومة”، وهو العنوان الذي اختاره مهرجان أسوان لأفلام المرأة، تضامنا مع سينمائيات فلسطينيات في ظلّ الحرب الإسرائيلية على غزة.

وقال مشهراوي، البالغ من العمر 62 عاما، ويرأس لجنة تحكيم مسابقة الفيلم المصري في المهرجان، “هناك حاجة إلى تصدير صورة سينمائية مختلفة من غزة”، رافضا الدعوة إلى وقف الأنشطة الفنية والثقافية في البلدان العربية كنوع من التضامن مع الشعب الفلسطيني، “لا أعتبر السينما والفن مشروعا ترفيهيا فقط… إذا لم تقم المهرجانات السينمائية حال وقوع كوارث كبرى شبيهة بما يحدث حاليا في فلسطين، فما الذي يدعو لإقامتها أصلا؟”.

ويركّز مهرجان أسوان في نسخته الثامنة على “سينما المقاومة” الفلسطينية في ظلّ الحرب الإسرائيلية على غزة، التي اندلعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتسببت في سقوط أكثر من 34 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال.

“دفاع عن النفس؟”

وتُعرض ضمن مسابقات المهرجان 6 أفلام فلسطينية قصيرة، من بينها الفيلم الوثائقي “خيوط من حرير” للمخرجة ولاء سعادة التي قُتلت الشهر الماضي، ومدته 14 دقيقة، ويحكي عن الثوب الفلسطيني وما تحمله تطريزاته من معانٍ.

كما يشارك فيلم “أنا من فلسطين” للمخرجة إيمان الظواهري، ومدته 5 دقائق، ويحكي قصة صامدة، الفتاة الفلسطينية الأميركية المقيمة في الولايات المتحدة، التي تُصدَم في يومها الدراسي الأول برؤية خريطة للعالم لا يوجد عليها وطنها.

ويتناول الفيلم الوثائقي “مستقبل مقطوع”، ومدته 16 دقيقة، للمخرجة علياء أرصغلي، التجارب الحياتية لـ27 فتاة، تتراوح أعمارهن بين 11 و17 عاما في ظل الاحتلال الإسرائيلي.

ويعمل مشهراوي حاليا على فيلم وثائقي يدور حول الحرب الحالية، يسلّط فيه الضوء على “أكذوبة الدفاع عن النفس” التي تستخدمها إسرائيل.

ويقول “كيف تدّعي الدفاع عن النفس وأنت المعتدي؟!”، مضيفا “فجّر الاحتلال مرسما في غزة لإحدى الفنانات مع اللوحات والتماثيل.. فأين هو الدفاع عن النفس في ذلك؟!”، مشيرا إلى “قتل الفنانين والمثقفين كإرهابيين”.

ويعد مشهراوي صاحب أول تجربة فلسطينية سينمائية عُرضت بشكل رسمي في مهرجان كان السينمائي عام 1996، من خلال ثاني أفلامه الطويلة “حيفا”، ومن بين أبرز أفلامه أيضا فيلم “عيد ميلاد ليلى” عام 2008، وفيلم “فلسطين ستيريو” عام 2013.

ويعود تاريخ السينما في قطاع غزة إلى أربعينيات القرن الماضي، عندما أُنشئت سينما “السامر” التي تمّ تحويل مبناها إلى وكالة لبيع السيارات، وأغلقت دور السينما في القطاع خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987-1993)، لتعود بعد نشأة السلطة الفلسطينية عام 1994، وافتتاح سينما “النصر” وسط غزة، قبل أن يتم إحراقها في العام 1996.

“أفلام من المسافة صفر”

ومنذ الشهر الثاني للحرب في غزة، بدأ مشهراوي العمل على تأسيس صندوق لدعم السينما في غزة، مشيرا إلى أن “الاحتلال الإسرائيلي يسرد طوال الوقت روايات مزيفة، ولا بد من إظهار الحقيقة ليس فقط للعرب وإنما للعالم بأكمله”، مشيرا إلى أن مبادرة “أفلام من المسافة صفر” تساعد مخرجين ومخرجات في غزة “تحت القصف أو أصبحوا لاجئين” في إنتاج أفلامهم.

وتنشط في المبادرة سينمائيات نساء، ويقول مشهراوي “دائما في أصعب اللحظات، نجد المرأة الفلسطينية في المقدمة”.

ويعتبر مشهراوي أنه على الرغم من أن إسرائيل “تقتل منّا الكثير”، فإنه “من الصعب أن يحتلّوا ذاكرتنا. هوياتنا، والموسيقى والتاريخ والثقافة”.

ومنذ العام 2008، شنت إسرائيل 3 حروب على غزة، فيما تعرض القطاع للعديد من التصعيدات الدامية.

ويرى مشهراوي أن تضامن الجمهور العربي مع الشعب الفلسطيني، “وأنا أقصد الشعوب وليس القيادات، ربما (…) نابع من عجزه وتقييده من أنظمته”.

ويضيف “كنت أحلم أن تكون الأنظمة العربية مثل الشعوب. لكن أقولها بكل وضوح: هذا لم يحدث، حتى بعد اقترابنا من مئتي يوم على الحرب”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *