قال الناشط والكاتب الإسرائيلي ميكو بيليد، إن إسرائيل لا يمكنها هزيمة الفلسطينيين، سواء الذين ينتمون إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو إلى أي فصيل آخر.
وأضاف بيليد “ولدت في القدس عام 1961 وأنحدر من عائلة صهيونية معروفة، والدي ربما كان أكثر الأشخاص شهرة بالعائلة فقد كان جنرالا، وجدي كان أحد الموقعين على تأسيس إسرائيل (لم يسمه)، ونشأت وطنيا للغاية ومؤيدا كبيرا لبلدي ودولتي وبالطبع للصهيونية”.
وأشار إلى أنه تأثر كثيرا بأفكار والده في المراحل الأولى من حياته، وأنه خدم في الجيش الإسرائيلي لفترة، لكنه ندم لاحقا وترك الخدمة.
وتابع “عندما كان والدي يرتدي الزي العسكري بعد حرب الستة أيام عام 1967، قال: انظروا، نحن لا نبحث عن فرصة الآن لأننا أقوياء، نحن هنا إلى الأبد ووجودنا لم يعد في خطر، يجب أن نسمح للفلسطينيين بأن تكون لهم دولتهم الصغيرة في جزء صغير من فلسطين”.
وفي نكسة 1967، هزمت قوات إسرائيلية جيوشا عربية، واحتلت الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية (كانت تحت السيطرة الأردنية) وقطاع غزة (كان تحت السيطرة المصرية)، وشبه جزيرة سيناء، ومرتفعات الجولان السورية.
واستدرك بيليد “لم يفكر أحد بهذه الطريقة، بمجرد انتهاء الحرب بدؤوا في بناء مدن ضخمة في القدس الشرقية والضفة الغربية، شطبوا أي خيار يمكن تطبيقه لإقامة دولة فلسطينية”.
وشرح أنه في الفلسفة الأساسية للصهيونية لا يوجد مكان يسمى فلسطين، وقال “وفقا للصهيونية، هذه أرض إسرائيلية وهذه الأرض ملك لجميع اليهود في العالم، وليس للفلسطينيين الذين يعيشون هنا”.
وأردف “إذا كانت لديك أيديولوجية عنصرية، أي إذا كنت تؤمن بأن مجموعة ما لديها حقوق أكثر من مجموعة أخرى، فأنت بحاجة إلى استخدام العنف حينها. يجب أن يكون لديك نظام الفصل العنصري حتى يمكن تحقيق هذه الأيديولوجية. هذه هي دولة إسرائيل”.
التطهير والإبادة
وأشار بيليد إلى أن الحرب الإسرائيلية الفلسطينية بدأت قبل 75 عاما وليس اليوم، وقال “الصهاينة كحركة ثم دولة إسرائيل التي انبثقت عن هذه الحركة، أعلنوا الحرب على الشعب الفلسطيني، لقد رأينا التطهير العرقي والإبادة الجماعية في هذه الحرب وشاهدنا نظام الفصل العنصري”.
ووصف إسرائيل بأنها “دولة إرهابية”، ولفت الانتباه إلى القمع الذي يعاني منه الفلسطينيون منذ سنوات قائلا “يتعرض الفلسطينيون للإرهاب كل يوم”.
ومثالا على ذلك، قال “عندما تمشي (كفلسطيني) في الشارع، فإنك لا تعرف ما إذا كنت ستتعرض للضرب أو الطعن أو القتل، أو ما إذا كان أطفالك في أمان عند ذهابهم إلى المدرسة، أو ما إذا كان منزلك سيتم تدميره أم لا، أو ما إذا كان إخوتك سيتعرضون للخطر أو للخطف من قبل الجيش الإسرائيلي أو المخابرات”.
واستطرد “عندما بدأت رحلتي أدركت أن البلد الذي اعتقدت أنه بلدي كان في الواقع لناس آخرين، كنت أعيش في مستوطنة بواقع سطحي مصطنع لم يكن حقيقيا، لقد قامت إسرائيل على أساس فصل عنصري مبني على الأكاذيب”.
ووصف الناشط الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بأنها “عدوانية للغاية”.
وأردف “الفلسطينيون الذين لا علاقة لهم بالحدث (هجوم حماس على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول) يدفعون ثمنا باهظا. لقد تعرضت إسرائيل للإهانة وهي الآن تنتقم وتصب غضبها على الأبرياء والمدنيين الذين لا علاقة لهم بالهجوم”.
وأشار بيليد إلى أن وسائل الإعلام الغربية تتعمد إدانة حركة حماس في كل منشور يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
واستدرك “من السخافة إدانة الأشخاص الذين تعرضوا للاضطهاد لفترة طويلة، المقاومة كانت متوقعة. إذا أردنا القضاء على المقاومة فيجب علينا القضاء على الاضطهاد. المقاومة دائمًا رد فعل على الاضطهاد، لقد عاش الفلسطينيون أكثر من 75 عامًا من القمع. وكان ردهم على أعمال العنف غير مسلح في الغالب”.
وأوضح بيليد أن الجهود المبذولة لإدانة حماس لم تبذل من أجل لفت الانتباه إلى الضحايا المدنيين في غزة.
وتابع “إذا كان هناك أي شيء يستحق الإدانة، فهو نظام الفصل العنصري والعنف والوحشية التي يتعرض لها الفلسطينيون كل يوم، واعتقال وقتل آلاف منهم بالضفة الغربية، والعنصرية التي تمارسها إسرائيل ضدهم”.
حرب ضد العدالة
وأشار إلى أنه من غير الواضح كيف سيتطور الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مضيفا أن “الأمر الواضح بلا شك هو أنهم (الإسرائيليين) لن يتمكنوا من هزيمة الفلسطينيين، سواء حماس أو أي شيء آخر، لا يهم إلى أي حركة ينتمي الفلسطينيون، فهم لن يُهزموا”.
وتابع “إسرائيل تمثل كل ما هو سيئ، إن الدعوة لدعم إسرائيل ستؤدي إلى مزيد من الموت والدمار والعنصرية، وهذا يعني المزيد من إزهاق أرواح الأبرياء. هذه حرب ضد السلام والعدالة”.