الروائية كلثم الكواري تبوح بأسرار “فريج بن درهم” بمكتبة كتارا

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

استضافت مكتبة كتارا للرواية العربية في المؤسسة العامة للحي الثقافي بالدوحة “كتارا” الكاتبة والروائية القطرية الدكتورة كلثم جبر الكواري، وذلك ضمن سلسلة اللقاءات المفتوحة التي تنظمها المكتبة مع الروائيين والباحثين والكتّاب في مجال الدراسات النقدية المتعلقة بالرواية.

واستعرضت الصحفية والكاتبة عائشة الإدريسي في بداية اللقاء محطات من تجربة الكتابة عند كلثم جبر الكواري، وقدمت قراءة مختصرة لروايتها محور اللقاء “فريج بن درهم” مقارِبة مجموعة من الأسئلة المفتاحية التي شكلت خارطة الطريق للنقاش.

وقالت الكواري إن تجربتها في كتابة رواية “فريج بن درهم” اعتمدت على رصيد وافر من الخبرة الذاتية في الكتابة السردية، إلى جانب رصيد آخر أوفر من التجربة الذاتية المستمدة من واقع الحياة التي عاشتها في مجتمع يتطلع إلى النهوض في جميع مرافقه منذ خمسينيات القرن الماضي وما تلا ذلك من تحولات بدأت مع سبعينيات ذلك القرن.

وأشارت إلى أن شخصيات الرواية وأحداثها مستمدة من الخيال، لكنها لم تكن بمعزل عن الواقع، إذ إن هذا الخيال نسج خيوطه من تفاصيل ذلك الواقع، لكن في إطار الشروط التي تفرضها الكتابة الروائية.

ولفتت إلى أن البطل الحقيقي هو فريج (حي) بن درهم (موقع ومدار الأحداث) الذي أسهم في تجانس الشخصيات داخليا وإن بدا ظاهريا اختلافها من حيث الانتماء الجغرافي والاجتماعي.

وأكدت الكواري أنها استفادت من كتاباتها السردية السابقة في مجال القصة القصيرة إلى حد ما، من حيث تقنيات الكتابة وتطويع اللغة للتعبير عن كل ما تضمنته الرواية من شخصيات وأحداث ومواقف.

وأشارت إلى أنها لم تنتقل إلى كتابة الرواية، بل استعادت باكورة تجربتها السردية، حيث سبق لها أن كتبت مبكرا روايتها الأولى خلال المرحلة الإعدادية “وداعا أيها الحب” التي نشرتها مجلة “العروبة” القطرية، وستعيد نشرها مستقبلا.

وأوضحت الكواري أن هذه الرواية منحتها مساحة كبيرة في التفكير والكتابة والتفاعل مع القراء حين كانت تنشر أجزاء منها في حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي، لكنها رغم ذلك فإنها لم تخفِ ولاءها للقصة القصيرة عشقا وقراءة وكتابة، مشيرة إلى أن حرصها على الكتابة الإبداعية وصرامتها في التدقيق في كل جزئياتها لا يعنيان وضعها خطوطا حمراء تقيد أعمالها الإبداعية.

وأكدت صاحبة “فريج بن درهم” أن الجزء الثاني للرواية تدور أحداثه في الفريج نفسه، لكن زمنه يمتد إلى الزمن الحاضر، بحيث يرصد الجزء الثاني بنية التحولات التي شهدها الفريج، والذي وصفته الكاتبة بأنه قد يبدو “للآخرين صامتا، فيما صرخات الحياة تسري في دروبه المتشعبة باحثة عن أمل جديد وحياة جديدة ومستقبل واعد”.

روايات قطرية

وخلال ندوة أقيمت بعنوان “الأبعاد الثقافية والاجتماعية في الرواية القطرية” -ضمن فعاليات معرض عمّان الدولي للكتاب في دورته الـ(22) في سبتمبر/أيلول الماضي في الأردن- استعرض روائيون نشأة وموضوعات واتجاهات الرواية القطرية.

وقال الكاتب الأردني الدكتور علاء الدين الغرايبة إن الرواية القطرية تعبر عن قراءة للوجود وتتعاطى فكرة تخاطب العقل المثقف، وتقفز على الزمن الضائع والكشف عن جزء من الوجود القطري الذي لا يزال مجهولا، ولم يتم الكشف إلا القليل من زخمه.

وأضاف أن بزوغ نجم الرواية القطرية كان في عام 1993 حين اشتركت الروائيتان القطريتان شعاع خليفة ودلال خليفة في وضع أول لبنة من لبنات هذا الصرح في قطر الإبداع، بدءا من العبور إلى الحقيقة إلى أحلام البحر القديمة وأسطورة الإنسان والبحيرة فأشجار البراري البعيدة.

وتساءل الغرايبة: هل اختلفت الروايات القطرية بحجمها الكبير وتعدادها الكثير عن الروايات العربية من ناحية الموضوعات؟ وهل كان ما اتسمت به أغلب الروايات القطرية بالطابع الرومانسي والإسقاط المباشر على أحداث محددة وتناولها الهم العام ميزة خاصة بتلك الروايات عن الروايات العربية الحديثة؟

من جانبه، أكد الروائي والأكاديمي القطري الدكتور أحمد عبد الملك أن الرواية القطرية شأنها شأن الرواية العربية لم تخرج عن الأنماط التي درجت عليها الرواية العربية إلا في ما يتعلق بدور البيئة والجوار الجغرافي، وأهم مكونات ذلك هو (البحر)، حيث برزت ملامح البيئة في العديد من الروايات القطرية، مثل “أحلام البحر القديمة” لشعاع خليفة، و”القرصان” لعبد العزيز آل محمود، و”فرج.. قصة الحب والعبودية” لمحمد علي عبد الله، وغيرهم.

وأوضح أنه عندما نستحضر دور البيئة في الرواية القطرية فإننا نعني وصف مكونات البيئة ودورها في تشكل فكر وسلوك الإنسان، فشاطئ البحر كان موطنا للعب الأطفال ومحل ذكرياتهم، وهو مكان وداع البحارة في رحلة الغوص الشاقة والمحفوفة بالمخاطر، وأيضا مكان استقبال البحارة بعد انتهاء موسم الغوص، كما كان عرض البحر مسرحا للقتال والحروب ومقاومة الاستعمار البرتغالي والإنجليزي كما ورد في رواية “القرصان” للكاتب عبد العزيز المحمود.

وطاف عبد الملك في أروقة الرواية القطرية، ليسهب بعد ذلك في حديثه ويقول إن نمط العمارة في البيوت التي وردت في الرواية القطرية شكل نوع ودلالة العادات والتقاليد وتصرفات الناس وأنماط تفكيرهم في ما يتعلق بالسلوك العام والحفاظ على ستر الفتاة أو المرأة والدفاع عنهما ضد أي سلوك غير سوي، كما كان “الفريج” أو الحي مسرحا لتلاقي الناس والاطمئنان على بعضهم البعض ومكانا لتهادي الأطعمة والحلويات، خصوصا في شهر رمضان الفضيل.

وتجلى هذا في بعض الروايات القطرية، منها “فريج بن درهم” للكاتبة كلثم جبر، حيث نقلت الكاتبة حياة ذاك الحي بكل تفاصيلها ومكونات البيئة فيه، تماما كما نقلت مشاعر وتوجسات وثقافة بطلة الرواية (فرحة)، وفق أحمد عبد الملك.

المصدر : الجزيرة + وكالة الأنباء القطرية (قنا)

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *