البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة للتحرر ومواجهة الإبادة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 15 دقيقة للقراءة

كانت أحداث “طوفان الأقصى” والحرب الإسرائيلية على غزة منعطفا محوريا مهما بالنسبة لعديد من المفكرين وعلماء الاجتماع؛ إذ أمست عدسات الحداثة عاجزة عن تقديم نظرة دقيقة للمشهد الحالي، ما فتح أبواب التساؤل حول جدوى المنظومة المعرفية الحديثة إذا لم تقم بنقض الاستعمار ودحض مزاعمه.

وفي هذا الصدد يبرز قلم عالم الاجتماع التونسي البروفيسور منير السعيداني أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في الجامعات التونسية (2000-2022)، وعضو هيئة تحرير “غلوبال ديالوغ” (Global Dialogue) وعضو اللجنة التنفيذية للجمعية الدولية لعلم الاجتماع (2018-2023)، ورئيس تحرير المجلة التونسية للعلوم الاجتماعية، الذي حاورته الجزيرة نت حول كشف المقاومة الفلسطينية للمنظومة المعرفية الغربية، وكيف أمسينا في حاجة ماسة لتأسيس علم اجتماع تكون نواته المركزية نقض الاستعمار ودعم المقاومة والتحرر الوطني.

كما سلّط البروفيسور السعيداني، الضوء في حواره للجزيرة نت على أن الاحتلال الإسرائيلي يجسد “محمية للحداثة”؛ حيث يرى السعيداني أن الجانب الأوروبي للكيان الصهيوني تجسيد للحداثة في رؤيتها للآخر المخالف الذي يجب إبادته؛ وهو منظور يرى الأرض كمحمية بشرية استيطانية يقوم المستوطن فيها بأبشع الجرائم ضد المستعمر، فإلى الحوار:

  • لماذا نحتاج إلى إرساء أسس لعلم الاجتماع المقاوم، الناقض للاستعمار؟

نحن في حاجة على الدوام إلى علم الاجتماع. هو جزء من الاستنارة الضرورية لكي نتمكن من تنظيم النقاش العمومي. يصح هذا على المستوى الدولي أيضا، مع ضرورة خوض علوم الاجتماع مختلفة الألسن والتقاليد البحثية والأصول الثقافية نقاشا بينها هي أيضا. ضمن هذا النقاش، ومنذ أواسط القرن العشرين، كنا نتصور أننا نشتغل على علم اجتماع تقع مواضيعه في مجال ما بعد استعماري (Post-colonial)، وفي أفضل الحالات من منظور تفكيك الاستعمارية (Decolonial) التي اتصفت بها اتجاهات معروفة في علم الاجتماع.

تاريخيا، يعني المجال ما بعد الاستعماري انقضاء الحقبة الاستعمارية. باراديغميا يعني التأسيس على ما يتجاوز الأطروحة المركزية في علم الاجتماع الاستعماري. بحثيا، يتجسد في مواضيع وأسئلة، ومفاهيم وأطر تحليلية محددة.

يمكن اختزال كل هذه المكونات الإشكالية والمفاهيمية والتحليلية في “البناء الوطني” الذي يستهدف تشييد “الدولة الراعية” و”التحديث” و”التنمية” و”القضاء على التخلف”. منهجيا، كانت دراسات علم الاجتماع ما بعد الاستعماري الميدانية مكرسة لتلقي استجابات “الأهالي” للمخططات “الوطنية” التي دولنت كل شيء. تحليليا، كان يخاض في كل هذا بمقاربات تأرجحت ما بين إعادة إنتاج علم الاجتماع الكولونيالي مع تحويرات هنا وهناك، وتفكيك استعمارية المعرفة السوسيولوجية.

منذ اندلاع الحركات الاحتجاجية والمطلبية والاجتماعية التي أنتجت انتفاضات وثورات البلاد العربية لسنتي 2010-2011 وما بعدهما، لاحت علامات انتهاء “الصلوحية” التاريخية للدولة ما بعد الاستعمارية العربية. ومع انتهاء تلك الصلوحية انتهت الصلوحية الإبستيمولوجية والتحليلية لعلم الاجتماع ما بعد الاستعماري عندنا، وتبينت محدودية العصيان المعرفي الذي يكتفي بالمنظور الديكولونيالي. ذروة نواقيس التنبيه إلى انتهاء الصلوحيتين كانت مع طوفان الأقصى في 7 أكتوبر2023 الذي أعلن أننا “لا نزال” في حقبة الاستعمار، وأن مهام نقضه ما تزال قائمة.

بمجرد أن رفعت انتفاضة 7 أكتوبر التحريرية المسلحة من مستوى تحدي المنظومة الاستعمارية الإقليمية التي يحتل فيها الكيان الصهيوني موقع المركز والمحرك حتى انجلت الغمامة التي كانت تغبش الرؤية. بهذا المعنى، انتفاضة 7 أكتوبر حدث جلل لأنه ألقى بنا في مجال نقض الاستعمار (Anticolonial) في معناه العميق.

النواة المركزية في علم اجتماع نقض الاستعمار هو علم اجتماع المقاومة والتحرر الوطني، وهو نوع من إعادة تأسيس علم الاجتماع على قاعدة ما لا يزال صالحا في ما أنتجناه من علم الاجتماع ما بعد الاستعماري وعلم الاجتماع الديكولونيالي. هي إعادة تأسيس تمس بمواضيع البحث ومفاهيمه وأطره التحليلية ومناهجه.

  • وصفت الاحتلال الإسرائيلي بكونه “محمية الحداثة”، ما مبرر هذه التسمية وما علاقة الحداثة بـ”الكيان الإسرائيلي”؟

الكيان الصهيوني ذو طبيعة مزدوجة: من المنظور الأوروبي الذي خلقه وكرسه ووفر له مبرراته التاريخية والفلسفية والأخلاقية، هو مشروع “قومي” يحل قضية أوروبية اسمها “المسألة اليهودية” على أرض غير أوروبية ولا يهودية. ولكن من منظور أصحاب هذه الأرض هو مشروع استعماري استيطاني إجلائي وإحلالي ماح لوجودهم.

ما المبرر الرئيس الذي يقدمه رعاة المشروع وحماته الأوروبيون ثم الأميركان حسب تتابعهم التاريخي؟ هو أن “إسرائيل” جزيرة تقدم وديمقراطية ومدنية وتطور تقني ومعرفة وعيش رغيد في محيط تخلف واستبداد وتوحش بدوي وفكر غيبي وجهل وعيش صحراوي ضنك. سمات إسرائيل الموهومة والواهمة هي ذات سمات المجتمعات الأوروبية والأميركية الشمالية وبعض مستعمراتها الأخرى المتباعدة هنا وهناك في المحيطات، الموهومة والواهمة هي أيضا.

القضية الأوروبية التي يمثل الكيان الصهيوني حلها قضية مشتقة من الحداثة الأوروبية، ولذلك كان حلها بأسلوب حديث هو الاستعمار النافي للمستعمر، على حساب أرض اعتبرت أنها تستحق ذلك المصير لأن أهلها من الأصليين “الأنديجان” ظلوا على قيد حياة قديمة. بهذا المعنى الكيان الصهيوني هو محمية الحداثة الأوروبية في علاقتها العدائية مع الآخر الغريب.

هو محمية بشرية استيطانية يمارس مستوطنوها افتكاك الأرض وضباط مخابراتها اغتيال ضحاياهم في شتى بقاع الأرض. وهو محمية عسكرية، يسمح لها بضم الأراضي وتهجير أهلها وممارسة الإبادة الجماعية والمجالية والثقافية، وتزود بجنود الاحتياط والأسلحة بذخائرها من خارجها. وهو محمية اقتصادية تضخ لها وفيها الأموال لتحافظ على توازن ميزانية الحرب والاستحواذ الاستخراجي على السهول والجبال والمياه والتراث المادي واللامادي.

وهو محمية سياسية يفرض التطبيع معها على محيطها بالقوة العسكرية والابتزاز. وهو محمية أيديولوجية يسكت إرهاب مراكز النفوذ الصهيوني في كل أنحاء العالم كل مناهضة لها، وكل نقض ثقافي وفكري لجوهرها الغيتوي المتزمت المستند إلى الأساطير التوراتية. وهو محمية عنصرية يناصرها داعموها على كل ضحاياها بتعلة مكافحة معاداة السامية. وهو محمية قانونية يتكفل حماتها الدوليون بضمان إفلاتها من العقاب تجاه أي مساءلة على أساس القانون الدولي الإنساني والجنائي. وهو محمية اتصالية تلمع سمعتها المصطنعة بإعلام الكذب والتضليل المعمم وحجب الصوت المخالف.

وبالمقابل، يعمل الكيان الصهيوني كما عملت كل المحميات الوظيفية على مر التاريخ لتحقيق مصالح حماتها في المنطقة التي توجد فيها. بهذا المعنى يكون الكيان الصهيوني هو المنتج الأكثر إيغالا في الوحشية المستندة إلى الحداثة الاستعمارية.

  • ما الدلالات المعرفية والاجتماعية لتحول التأريخ لوقائع المقاومة الفلسطينية إلى المقاوِم أو لمراسل شبكة إخبارية مثل وائل الدحدوح؟

هذا أحد أمثلة وجود هذه العلوم في مجال ناقض للاستعمار، وهو يبين أن الأسس التي تنبني عليها متحركة بفعل عناصر عديدة من بينها العلاقة متزايدة المتانة ما بين التكنولوجيا متعددة الوسائط، والاتصال والمعرفة. المقاتل الفلسطيني، وأثناء قيامه بعملياته الجهادية المقاومة، يوثق وقائع وأحداثا وأفعالا وأقوالا، بالصورة والصوت، ويضيف إليها أحيانا شروحا لسياقها الزماني والمكاني. وشبيه به ما يفعله المراسل الذي يراوح ما بين البث المباشر لوقائع الأفعال والأقوال مضيفا إليها تعليقاته الحينية، وبين مراسلات تلخص المستجدات الحادثة حتى ظهوره التالي على الشاشة.

بهذا المعنى، هما الاثنان، المقاتل والمراسل، يثبتان مادة تأريخ المقاومة الفلسطينية ورد عدوها اليائس عليها. هما يعرضان المشاهد ويعطيان الكلمة للشهود قبل أن يصيرا من الشهداء. لا يعني ذلك بطبيعة الحال أنه لم يعد للمؤرخ دور في كتابة تاريخ المقاومة، إذ ثمة على الدوام فارق ما بين التأريخ وكتابة التاريخ.

بل هو يعني أن دور المؤرخ صار أكثر ابتعادا عن الثبت والتسجيل والتوثيق والسرد والرواية، خاصة أن قسما آخر من دوره التحليلي صار في عهدة المحلل العسكري والخبير الإستراتيجي وراصد تحولات العلاقات الدولية مستعينين بالخرائط التفاعلية ومشاهد المحاكاة، وجداول الإحصاء والترسيمات البيانية.

وحيث يبقى للمؤرخ دور رسم منطق الحدث ومعقوليته ضمن سياقه التاريخي المديد، نحن نعيش تحولا في علاقة الحدث والظاهرة ومجريات الحياة بكيفيات توثيقها وإدراجها ضمن نسق يربطها بما قبلها وما بعدها.

هذا واحد من تحولات العلاقات المركبة ما بين ما تهتم به العلوم الإنسانية والاجتماعية وطرائق ذلك الاهتمام وتقنياته ومنهجياته. ولهذه التحولات أبعادها النظرية والمفهومية والتحليلية وتبعاتها الإبستيمولوجية.

  • قلت إن “أرشيف البشرية اليوم موجود في وسائل التواصل الاجتماعي، التي تعيد بناء السرديات”.. ما دلالة قولك هذا وما أثره في القضية الفلسطينية؟

المقصود قريب من المقصود من إجابتي عن سؤالك السابق. منذ اللحظات الأولى لانتفاضة 7 أكتوبر التحريرية المسلحة وما تبعها من حرب إبادة على غزة وأهلها، تبين أن قسما أساسا من المعركة تجد وقائعه على وسائط التواصل الاجتماعي. ما دأب منها على النشاط لفائدة المحمية الصهيونية واصل فعل ذلك بصفاقة الكاذب فمنع البث الحي ونشر الشرائط المسجلة والصور والتدوينات، وحذفها كلما أفلتت من رقابته وحظر حسابات بعد ملاحقات استخباراتية ناقض بها مواثيقه هي ذاتها. على غير هذا المنوال كان “تيك توك” مثلا. صار مستودعا للوثائق ذات الصلة بالانتفاضة والعدوان من كل نوع.

وبذلك تشكل أرشيف يوثق لواحدة من أعتى مواجهات البشرية المعاصرة ما بين الإنسانية وأعدائها. ضمن هذا الأرشيف وثقت حياة المنطقة الأكثر تعرضا للقصف الجوي كما ونوعا، والأكثر تلقيا للقنابل في أوجز زمن وأضيق رقعة على وجه الأرض، والأعلى نسبا في تقتيل الأطفال والعجائز والنساء والمدنيين العزل، والأكثر تعرضا للتجويع والتعطيش وتحفيز انتشار الأوبئة بين صفوف السكان، والأكثر تهجيرا قسريا لهم تحت تهديد السلاح.

وكذلك الأكثر كثافة في استهداف الصحفيين والأطباء بالقتل، والأكثر إماتة لنزيلي المستشفيات، والأسرع إخراجا لها من الخدمة، والأكثر اعتداء على طواقم العمل الإنساني الدولية، والأكثر تهديدا لممثلي وكالات الأمم المتحدة ولجانها، والأكثر شهودا لأكاذيب الدعاية الحربية والتضليل الإعلامي على مر قرون حسب كل الشهادات النزيهة المتقاطعة.

يلخص هذا المشهد معاناة البشرية المعاصرة من أعدائها ويكثفه ويقدم خلاصته الأوفى زمانا ومكانا، ولذلك فإن أرشيف هذا المقطع التاريخي المرعب من حياة البشرية ليس مجرد خزانة وثائق محلية، بل هو أرشيف منازلة كبرى بين الإنسانية وأعدائها في الكيان الصهيوني وفي الدول التي تدعمهم.

  • هل ما يحدث في غزة أظهر لنا حقا أن المفاهيم الإنسانية ليست سوى مفاهيم غربية تناصر “الإنسان الأبيض”؟ وهل نحن في حاجة لإعادة صياغة مفهوم الإنسانية؟

يمثل ما يحدث في غزة فارقا في تاريخ البشرية، سميته ‘العتبة الغزاوية’. ككل العتبات، تقطع العتبة الغزاوية ما قبلها عما بعدها، ولكنها، وفي الوقت ذاته، تصل بينهما. هي فاصل وجسر في الوقت نفسه.

هي فاصل لأنها شهدت تهاوي كل دفاعات المحمية باستثناء الدفاع العسكري الغاشم، ولكن إلى حين. خواتيم الحروب سياسية وليست عسكرية. وفي هذا المعنى خسر الصهاينة حربهم بعد فشل عدوانهم فيما انتصرت انتفاضة 7 أكتوبر المسلحة التحريرية الفلسطينية. أعداؤها يتساءلون عن يومها التالي، ولكنه ماثل أمام أعينهم حيث تتفتت كل يوم أكثر التحصينات التي أحاطوا بها محميتهم.

ولم يتحقق هذا الانتصار إلا لأن العتبة الغزاوية كانت بمثابة الجسر الذي مرت عليه ملايين الوجوه والأيادي والحناجر والرايات والصور والمعلقات والكوفيات وأعلام فلسطين لتشق كبرى عواصم العالم ناقلة حشودا من الناس إلى موقع نصرة شعار “فلسطين حرة من النهر إلى البحر”.

إلى حدود تاريخ 6 أكتوبر لم تكن قد عبرت ذلك الجسر إلا مجموعات ضيقة من المفكرين والأكاديميين والمثقفين والإعلاميين والسياسيين النزهاء من ضمن زملائهم الأوروبيين والأميركان ونظرائهم في دول كثيرة من العالم. بداية من 7 أكتوبر، اتسع نطاق نصرة فلسطين ودعم حقها في التحرر الوطني على امتداد كامل العالم وحركت قضيتها نفس الحشود الجماهيرية المليونية التي ظلت تنزل إلى الشوارع في نفس تلك العواصم والمدن، على امتداد العشرية المنصرمة.

هي نفس حشود “الغاضبين” و”الساخطين” و”السترات الصفراء” والمؤمنين بأن “لحياة السود قيمة” والمستجيبين لنداء “احتلوا وول ستريت”. هم أنفسهم من تعرضوا لآثار السياسات الليبرالية المحافظة المعادية لهم، التي انتهجتها ولا تزال حكوماتهم المائلة أكثر فأكثر نحو اليمينية والشعبوية. وهذه هي نفس الحكومات التي تناصر الصهاينة وتدعم عدوانهم على غزة بالمحاربين والعتاد والذخيرة والمؤونة.

تضع العتبة الغزاوية أساسا لتحول حاسم في دلالة مفهوم الإنسانية، سميته “المنعرج الفلسطيني في الفكر الإنسي” (أو الإنسانوي). منذ عقود يخاض نقاش حول هذه الإنسية الجديدة التي مرت بتحولات كثيرة منها التحول ما بعد الاستعماري والتحول الديكولونيالي والتحول التقاطعي.

جغرافيا، شهدنا من الإنسية الجديدة منعرجها الأفريقي، ومنعرجها الأميركي اللاتيني، ومنعرجها الهندي وغيرها. وها نحن نشهد المنعرج الفلسطيني ونستذكر آباءه المؤسسين بدءا بإدوارد سعيد. حدث كل تحول عند كل منعرج على وقع امتحان تعرض له الفكر الإنسي حيال ظواهر اجتماعية تاريخية فارقة في مصير البشرية.

وذلك مثل الاستعمار، والعنصرية والرأسمالية والاشتراكية والتحرر الوطني، وإبادات النساء، والحدث النووي، والتغير المناخي،…إلخ. المنعرج الأخير فلسطيني لأن الامتحان كان في غزة، وبمناسبة المنازلة التي نابت فيها فلسطين عن الإنسانية، ولأن محتواها الفلسطيني هو الحاسم فيها، تاريخيا وجغرافيا ومفاهيم وأفكارا وثقافة وأدبا وفنا وعلوما إنسانية واجتماعية.

  • قلت إن الممارسة الصهيونية كرّست لجرائم فظيعة تجسد أبشع ما أنتجته الحداثة، كيف ذلك؟

عندما اشتغل النازيون على حل مسألتهم اليهودية انتهوا إلى ما يعرف بالحل النهائي، وهو ممارسة الإبادة الشاملة لليهود من خلال المحرقة. وفي وجه آخر من وجوه ميراث الصهيونية والصهاينة للمنطق النازي الاستعماري الإبادي، هم يمارسون الآن كما مارسوا منذ أول استيطان أصغر مجموعة صهيونية لأصغر قطعة أرض فلسطينية، الحل النهائي: التقتيل الأسرع والأكثر وحشية لأكثر ما أمكن من الفلسطينيين لأنهم كذلك وبصفتهم تلك.

منذ الساعات الأولى لانتفاضة 7 أكتوبر التحريرية المسلحة، وبعد استفاقتهم من الصدمة، كان أول تعليق للصهاينة يقول “هذا تهديد لوجود إسرائيل وإزاء مثل هذا التهديد لا حل إلا الحل النهائي”، ولهذا يصح القول: إما الإنسانية وإما الصهيونية أعلى مراحل معاداة البشر والعنصرية.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *