أعلنت أسرة الممثل البريطاني جوس آكلاند، الاثنين، عن وفاته عن عمر يناهز 95 عاما.
وأصدرت العائلة بيانا وصفت فيه آكلاند، الذي شارك في أكثر من 100 فيلم ومسلسل تلفزيوني، بـ”الأب الحبيب الذي رحل بسلام محاطا بعائلته، وسوف يتذكره الجميع دائما كواحد من أكثر الممثلين الموهوبين والمحبوبين في بريطانيا بصوته المميز وحضوره القوي”.
وبحسب وكيل أعمال آكلاند وصديقه الشخصي بول بيرسون، فإن الممثل الراحل توفي أمس الأحد 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بسبب تقدمه في السن.
بداية مسرحية
واشتهر الممثل الذي ولد في العاصمة البريطانية لندن في عام 1928 وتخرّج من المدرسة المركزية للخطابة والدراما، بمشاركته في أفلام “سلاح قاتل 2″ (Lethal Weapon 2)، و”البط الجبار” (Mighty Ducks)، و”الأذى الأبيض” (White Mischief)، إلا أنه بدأ مشواره الفني في المسرح وهو في عمر الـ17 من خلال العرض المسرحي “هارت المتهور” (The Hasty Hart) في عام 1945.
وفي تلك المرحلة، ظهر بدور صغير في فيلم “سبعة أيام باقية حتى الظهيرة” (Seven Days to Noon) في عام 1950، قبل أن يمنحه المخرج فيرنون سيويل دورا كبيرا نسبيا في فيلم “السفينة الشبح” (Ghost Ship) في عام 1952.
آكلاند استغرق وقتا طويلا قبل أن يعود إلى السينما مجددا وذلك منذ منتصف الأربعينيات وحتى الخمسينيات، إذ انتقل للعمل في إدارة مزرعة شاي في أفريقيا لمدة عامين، واستغل تلك الفترة في كتابة العديد من المسرحيات، فانضم إلى فرقة “أولد فيك” بعد عودته إلى لندن.
واستطاع الممثل البريطاني أن يصنع خلال مسيرته اسما في المسرحيات الموسيقية وكانت أعماله في مسرح “ويست إند” التجاري في العاصمة البريطانية، ومن أشهر الأدوار التي قدمها على خشبة المسرح دور الكابتن هوك في النسخة الموسيقية لـ”بيتر بان”، ودور خوان بيرون في “إيفيتا”، كما قدم مسرحيات لويليام شكسبير وبرنارد شو في فترة الستينات.
ولعب آكلاند أيضا دور البطولة في مسرحية “القليل من الموسيقى الليلية” مع الملحن ستيفن سونديم على مسرح “أديلفي” في منتصف السبعينيات، حيث أدى دور فريدريك إيغرمان.
غزارة الإنتاج
وشهدت حقبة سبعينيات القرن الماضي بداية ظهور آكلاند بانتظام في الأفلام، فكانت انتعاشة سينمائية في مسيرته الفنية. وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية في عام 2001، قال إنه ظهر في بعض الأفلام “الفظيعة” لأنه كان مدمنا على العمل.
وكانت تلك المرحلة الأكثر إنتاجا في مشواره، فقدم أفلاما منها الفيلم التلفزيوني “أرض الظلال” (Shadowlands) في عام 1986، وقام بدور البطولة في فيلم “صيد أكتوبر الأحمر” (Hunt for Red October)، و”سمكري خياط جندي جاسوس” (Tinker Tailor Soldier Spy)، فيما شهد عام 2014 ظهوره الأخير على الشاشة الكبيرة من خلال دور في فيلم “تراجع الإمبراطورية” (Decline of an Empire).
جوائز البافتا
وخلال مشواره الفني الطويل، تقلد آكلاند العديد من المناصب؛ فشغل منصب المدير المساعد لمسرح “ميرميد” لعامين في الستينيات.
وفي عام 1989، رشح كأفضل ممثل مساعد على جائزة الـ”بافتا” عن دوره في فيلم “الأذى الأبيض”، وبعدها رشح لنفس الجائزة كأفضل ممثل عن الفيلم التلفزيوني “الأول والأخير” (First and Last).
وفي 31 ديسمبر/كانون الأول 2000، تم اختياره في قائمة الشرف العام تقديرا لخدماته التي استمرت 50 عاما في المسرح الإنجليزي والسينما والتلفزيون.
وعاش آكلاند حياة أسرية مستقرة، حيث استمرت زيجته 51 عاما، قبل أن ترحل زوجته روز ماري في عام 2002، ولديه 7 أبناء و43 حفيدا.