مع استمرار البحث عن جيمس بوند الجديد، سلّط مخرج أسترالي الضوء على بعض الأشخاص الذين يحملون اسم “جيمس بوند” في الحياة الواقعية من خلال فيلمه الوثائقي الجديد “اسمنا بوند”. الفيلم، الذي صدر في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2024 يستعرض كيف أثر هذا الاسم، المرتبط بأشهر عميل سري في العالم، على حياة هؤلاء الأفراد.
البحث عن جيمس بوند الجديد
بعد مرور 3 سنوات على آخر أفلام جيمس بوند، “لا وقت للموت”، الذي شهد وداع دانيال كريغ للشخصية، تتزايد الشائعات حول من سيكون خليفة بوند القادم. وعلى الرغم من ترشيح الممثل البريطاني آرون تايلور جونسون كأحد المرشحين، لم يتم تأكيد أي اسم حتى الآن.
وفي ظل هذه الفوضى، يجد الأشخاص الذين يحملون اسم جيمس بوند في العالم راحة في فترة التوقف هذه، إذ إن تراجع الضغوط الإعلامية حول شخصية بوند يخفف من الأعباء التي يعيشها هؤلاء الأفراد.
تحديات الحياة مع اسم بوند
تحدث مخرج الفيلم، ماثيو باور، عن التحديات التي يواجهها الأشخاص الذين يحملون اسم جيمس بوند، حيث يتعرضون لنكات مستمرة تتعلق بشخصية بوند، مما يؤدي إلى شعورهم بالحرج.
وقال باور: “كان عليّ أن أبحث بين العديد ممن يحملون اسم جيمس بوند المزيفين لأجد الحقيقيين”، مشيرا إلى جهوده للبحث عن أشخاص يعكسون مجموعة متنوعة من الشخصيات التي تحمل هذا الاسم.
ويعبر باور عن أهمية تقديم صورة واقعية لشخصية بوند في الفيلم، قائلا: “كانت هناك جميع هذه المقالات تقول إن جيمس بوند المقبل (السينمائي) سيكون أسود، وإن جيمس بوند سيكون امرأة… لذا كان من المهم بالنسبة لنا أن يكون لدينا جيمس بوند أسود في الحياة الواقعية لأنه بالطبع من المرجح أن يكون مختلفا عن صورة جيمس بوند التي يمتلكها معظم الناس”.
ويُشير باور إلى أن قمة الإحباط بالنسبة لمن يحملون اسم جيمس بوند في الحقيقة هي عندما يتم إصدار فيلم جديد لجيمس بوند، حيث يشعرون بالضغط لمواكبة الضجة حول الاسم.
قصص شخصية وتجارب ملهمة
يعكس الوثائقي قصصا حقيقية لأشخاص يحملون هذا الاسم. يقول باور: “يمر جميعهم بنفس التجربة تقريبا، على الأقل في معظم الأوقات”. كما أن تجربة شخص يحمل هذا الاسم قد تكون أكثر تعقيدا إذا كان ينتمي إلى فئة الأقليات، كما هو الحال مع شخص أسود يدعى جيمس بوند، يوقفه رجال الشرطة في الولايات المتحدة من دون بطاقة هوية ويضطر إلى إخبارهم باسمه الحقيقي.
من بين القصص الملهمة، يبرز غونار شافر، الذي يحمل اسم “غونار بوند جيمس شافر” منذ عام 2007، تكريما لوالده الذي خدم في البحرية الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية.
يتحدث شافر عن تأثير هذا الاسم عليه وعلى حياته، قائلا إنه وجد العزاء في روايات بوند لإيان فليمنغ، وتخيل أن والده كان مثل (العميل 007).
الفيلم مزيج من الترفيه والإلهام
تألق باور في تقديم مجموعة من القصص المتنوعة، مما جعل الوثائقي مسليا وشيقا للمشاهدة، حتى لمن ليسوا من محبي جيمس بوند. لقد أثبتت المشاركة أنها مفيدة للأشخاص الحقيقيين الذين يحملون اسم بوند، حيث يشاركون الآن تجاربهم مع زملائهم في مجموعة واتساب. وفي الوقت الذي يشترك فيه العديد من هؤلاء الأفراد في عدم اهتمامهم بمن سيكون الممثل التالي “007”، يبقى التواصل بينهم قائما.
يجسد فيلم “اسمنا بوند” تجربة فريدة تجمع بين التحديات والفرص التي يواجهها الأشخاص الذين يحملون اسم جيمس بوند. ويظهر كيف يمكن لاسم واحد أن يؤثر على حياة الأفراد بطرق متنوعة، من خلال التجارب الشخصية والنكات الثقافية المحيطة بالشخصية الشهيرة.