تستعد منصة “آبل تي في بلس” لعرض مسلسل الإثارة النفسية “تنصل” الذي يروي قصة صحفية مشهورة -تؤدي دورها الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت- تتلقى كتابا يكشف عن أسرار من ماضيها، مما يغير مجرى حياتها.
ويعيد المسلسل المخرج ألفونسو كوارون إلى الواجهة، ليعيد روائعه الإخراجية مثل “أطفال الرجال” إلى الذاكرة، علما أن العمل مستوحى من رواية لرينيه نايت صدرت عام 2015.
تدور القصة حول الصحفية وصانعة الأفلام الوثائقية الأنيقة كاثرين، التي تجد نفسها في حالة من الفوضى عندما تكتشف رسالة تكشف سرا احتفظت به لأكثر من 20 عاما. وعندما تحاول حرق الرسالة والتخلّص منها، تبدأ مشكلاتها الحقيقية.
تحمل الرسالة اسم ستيفن بريجستوك (كيفن كلاين)، وهو معلم متقاعد يسعى للانتقام من كاثرين، محملا إياها مسؤولية أخلاقية عن وفاة ابنه البالغ من العمر 19 عاما قبل عقدين.
يتطلع بريجستوك لتدمير حياة كاثرين بالكامل، ليُظهر وجها مزدوجا يجمع بين التواضع الظاهري والتركيز على خططه الانتقامية.
أما الممثل البريطاني ساشا بارون كوهين، فيؤدي دور روبرت (زوج كاثرين)، الذي يدير استثمارات العائلة في صندوق خيري مشكوك في شرعيته.
وإضافة إلى الأداء القوي لبلانشيت وكلاين وكوهين، يصوّر العمل صراع الطبقات والتوترات الاجتماعية، مما يزيد من قوة السرد. كما يسبر العمل أغوار العلاقات البشرية، ويعرض كيف تتداخل الأسرار والانتقام مع التعقيدات الاجتماعية والأخلاقية.
يعد مسلسل “تنصل” محاولة جريئة من كوارون لاستكشاف جوانب الإثارة النفسية بشكل مختلف عما قدمه في أعماله السابقة. ورغم محاولته الموازنة بين الإثارة والرزانة في الأسلوب، فإنه قد يتساءل البعض إذا كان يمكن أن يستفيد العمل من تقديمه بنمط أكثر حيوية واندفاعا.
أما بلانشيت، فبرعت -بدورها- في تقديم شخصية كاثرين، الصحفية المتحمسة التي تُلاحقها أسرارها القديمة. وأظهر كلاين -من جانبه- عمقا هائلا في تجسيد شخصية الرجل المنهار نفسيا والمستعد لفعل أي شيء من أجل تحقيق انتقامه، في حين قدّم كوهين شخصية روبرت ببراعة، مما يضيف لطبقات الشخصيات بعدا إنسانيا مليئا بالغموض والدهاء.
يتميز العمل ببداية مثيرة ومشوقة، لكنه يفتقر إلى الزخم مع نهايته، حيث يكشف الالتواء في الحبكة عن حل معقول، لكنه غير كافٍ لإشباع التوتر المتزايد الذي بُني عليه السرد.
مسلسل “تنصل” عمل درامي ممتع ومليء بالتفاصيل النفسية والدرامية، لكنه يحتاج إلى توازن أكبر بين القوة الدرامية والتوتر السردي لتحقيق تفاعل أعمق مع الجمهور.