وسط مئات الأفلام التي تنتج سنويا على مستوى العالم، تظل أفلام السِّيَر الذاتية أو المقتبسة عن أحداث حقيقية هي الأكثر صدقا وصاحبة القصص الملهمة لأبطالها، ولهذا نأخذكم في رحلة ممتعة تتناول أهم أفلام السير الذاتية لعام 2023
صوت الحرية
250 مليون دولار هو إجمالي إيرادات فيلم “صوت الحرية” (Sound of Freedom) الذي لم تتجاوز ميزانيته 14.5 مليونا، ليصبح أحد أنجح الأفلام المستقلة في التاريخ.
نال العمل استحسان النقاد والجمهور بجانب الدعوة إلى متابعته من قِبل بعض السياسيين والمؤسسات الإعلامية التي تمثل تيار اليمين الأميركي، حتى أن إيلون ماسك دعا إلى تحميل الفيلم على منصة إكس مجانا لفترة قصيرة، مما زاد من شعبيته ونسب مشاهدته.
العمل ينتمي لفئة الجريمة والإثارة، ويدور حول قصة حقيقية بطلها “تيم بالارد”، العميل السابق في وزارة الأمن الداخلي الذي أنقذ شابا مكسيكيا من إحدى عصابات الاستغلال الجنسي للأطفال، ثم لم يلبث أن استقال لإنقاذ شقيقته في كولومبيا، الأمر الذي أدى بدوره في ما بعد إلى إنشاء منظمة غير حكومية لإنقاذ مئات الأطفال غيرهما.
وحسب تصريحات المخرج أليخاندرو مونتيفيردي لصحيفة الغارديان، فإنه سبق وشاهد في 2015 تقريرا عن الاتجار بالأطفال، قرر على إثره كتابة فيلم عن هذه القضية لأهميتها وبدأ بالفعل. لكن، سرعان ما اقترح عليه أحد المنتجين التحدث إلى “بالارد” الذي يملك من الحكايات الواقعية بهذا الشأن ما هو أكثر إثارة من الخيال ليأخذ الفيلم منحى آخر ويتناول قصصا حدثت بالفعل.
جرى تصوير الفيلم في عام 2018، إلا أن عرضه تأجل لعدة أسباب من بينها استحواذ ديزني على “تونتي وان سينشري فوكس” في 2019 ثم انتشار جائحة كورونا في 2020، إلى أن تم عرضه هذا العام.
نياد
“نياد” (Nyad) فيلم درامي رياضي مقتبس عن سيرة ذاتية نُشرت باسم “ابحث عن طريق”، أخرج العمل إليزابيث تشاي فاسارهيلي وجيمي تشين في أول فيلم روائي طويل لهما، أما البطولة فشارك بها أنيت بينينغ، وجودي فوستر، وريس إيفانز.
نال العمل استحسان النقاد حين عُرض لأول مرة في مهرجان تيلورايد السينمائي الـ50، كذلك ترشحت عنه كل من بينينغ وفوستر إلى جائزتي أفضل ممثلة درامية وأفضل ممثلة مساعدة بغولدن غلوب على الترتيب، في حين نالت فوستر ترشيحا للجائزة نفسها في حفل توزيع جوائز اختيار النقاد الـ29.
يروي العمل قصة ديانا نياد ذات الـ60 عاما، التي تنجح بمساعدة صديقتها المقربة ومدربتها من تحقيق حلم حياتها الأكبر، وهو السباحة لمسافة 110 أميال في المحيط المفتوح من كوبا إلى فلوريدا.
لكن، رغم تحقيق نياد لحلمها، فقد رُفض التصديق رسميا على هذا العبور لعدم وجود مراقبين مستقلين أو اكتمال السجلات، كذلك أبطل كتاب غينيس للأرقام القياسية إنجازها، وهو ما علقت نياد عليه قائلة: “كان لدي الكثير من الغطرسة التي جعلتني أظن أنني لست بحاجة إلى إثبات ذلك لأي شخص”.
مايسترو
بعد تحفته السابقة “مولد نجمة” (A Star is Born)، من جديد يعود برادلي كوبر إلى الإخراج والتأليف والدراما الموسيقية التي يبدو أنها تُحفزه فنيا أكثر من أي دراما أخرى، إذ قدم هذا العام فيلم “مايسترو” (Maestro) وجسّد خلاله السيرة الذاتية للموسيقار ليونارد برنستاين.
تدور أحداث العمل الذي تتجاوز مدته الزمنية ساعتين، حول مسيرة برنستاين المولع بالموسيقى، وكيف استطاع تتبع شغفه وصعد إلى قمة الهرم الموسيقي، بالتزامن مع سرد العلاقة العاطفية التي جمعته بالممثلة فيليسيا مونتيليغري وما واجهه من صعاب.
عُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان فينيسيا السينمائي لعام 2023 حيث جرى ترشيحه لجائزة الأسد الذهبي، ومع أنه حظى بعرض مسرحي محدود قبل أن يُطرح على نتفليكس ديسمبر/كانون الأول الجاري، فقد ترشّح لـ4 جوائز غولدن غلوب.
المخلب الحديدي
الترشيح الأخير بهذه القائمة يحمل إلهاما خاصا ووجعا فرديا، فيلم “المخلب الحديدي” (The Iron Claw) يتناول قصة درامية أبطالها هم عائلة فون إريك الذين كان لهم شأن في رياضة مصارعة المحترفين بأول الثمانينيات، حين شدد الأب والمصارع السابق على توجيه أولاده إلى ممارسة تلك الرياضة، وهو ما نتج عنه أشياء وخيمة ومأساوية تركت أثرها على العائلة للأبد.
ومع أن العمل لم يحقق الكثير من الإيرادات إلا قليلا، خاصة أنه لم يُعرض على نطاق واسع بعد إذ من المقرر طرحه في الولايات المتحدة في فبراير/شباط المقبل، فقد منحه جمهور موقع “آي إم دي بي” (IMDb) الفني تقييما بلغ 8.1 نقاط، فيما صنفه المجلس الوطني للمراجعة ضمن أفضل 10 أفلام لهذا العام.
