تعيد شركات صناعة السيارات النظر في إستراتيجيات إنتاج السيارات الكهربائية مع قيام موجة جديدة من المستهلكين بتحويل تفضيلاتهم نحو خيارات كهربائية عملية وبأسعار معقولة.
ويسلط تقرير لبزنس إنسايدر الضوء على تعثر الاعتماد الأولي على السيارات الكهربائية الفاخرة باهظة الثمن، والتي كان يُنظر إليها على أنها طريق سريع لتحقيق الربحية، في الأشهر الأخيرة مع انسحاب الأثرياء من السوق.
ورغم “النكسة”، لا يزال الطلب على المركبات الكهربائية مستمرا بين مجموعة مختلفة من المستهلكين تبحث عن بدائل كهربائية عملية وفعّالة من حيث التكلفة، مع تفضيل متزايد للنماذج الهجينة على السيارات الكهربائية البحتة.
وتذكر “بزنس إنسايدر” أن مديري الأعمال يعيدون -بعد إيقاف خطط السيارات الكهربائية في أواخر العام الماضي- ضبط إستراتيجياتهم الآن للتكيف مع المشهد المتغير.
وأعلنت ماري بارا، الرئيس التنفيذي لشركة جنرال موتورز -قبل فترة- عن تحول إستراتيجي للشركة، حيث كشفت عن خطط لتحفيز مبيعات السيارات الهجينة في أميركا الشمالية.
وقالت بارا: “إن نشر تكنولوجيا المكونات الإضافية في القطاعات الإستراتيجية سيوفر بعض الفوائد البيئية للمركبات الكهربائية مع استمرار الدولة في بناء البنية التحتية للشحن”، وهو ما يسلط الضوء على التزام الشركة بالامتثال لمعايير الاقتصاد في استهلاك الوقود والانبعاثات المقترحة للسنوات القادمة، وفق موقع بزنس إنسايدر.
من ناحية أخرى، أعلنت شركة فولفو السويدية أنها ستسحب التمويل المستقبلي من شركة السيارات الكهربائية التابعة لها “بوليستار”، وهو ما يشير إلى المزيد من التحديات التي تواجه الخطط التي تتمحور حول السيارات الكهربائية في الصناعة.
ويأتي هذا التغيير في أعقاب انتكاسات أخرى، بما في ذلك تقليص عملاق تأجير السيارات “هيرتز” حجم أسطولها من المركبات الكهربائية بمقدار الثلث.
ويقول موقع بزنس إنسايدر إن صناعة السيارات انقسمت فعليا إلى معسكرين فيما يتعلق بإستراتيجيات السيارات الكهربائية، حيث يهدف البعض، مثل جنرال موتورز وفولكس فاغن، إلى إنتاج مجموعة سيارات كهربائية بالكامل، بينما يركز البعض الآخر، بما في ذلك تويوتا وستيلانتس، على السيارات الهجينة القابلة للشحن على المدى القصير.
ويشير توجه جنرال موتورز الأخير نحو السيارات الهجينة إلى وجود اعتراف متزايد بين قادة الصناعة بالحاجة إلى دمج التقنيات الهجينة على المدى القريب.
حرب الأسعار
وكانت شركة تسلا الرائدة في هذا المجال قد لعبت دورا محوريا في الاضطرابات الأخيرة في الصناعة. حيث بدأ إيلون ماسك حرب أسعار، مستفيدا من هوامش ربح تسلا المرتفعة لخفض أسعار المركبات مع الحفاظ على الربحية.
وقد أجبرت حرب الأسعار هذه شركات السيارات القديمة على إعادة تقييم مساراتها لتحقيق الربحية للمركبات التي تعمل بالبطاريات.
وفي الوقت الذي تتغلب فيه شركات صناعة السيارات القديمة على التحديات التي يفرضها تغير طلبات المستهلكين وضغوط الأسعار، يبدو أن الحل الحالي هو تحول إستراتيجي نحو السيارات الهجينة، يقول المصدر ذاته.
ويذكر موقع “بزنس إنسايدر” أن هذا التحول لا يعد بمثابة أخبار إيجابية للمستهلكين فحسب، حيث يفوق الطلب المتزايد العرض، ولكنه أيضا للتجار الذين يتوقون إلى عرض المزيد من النماذج الهجينة في صالات العرض الخاصة بهم وسط انخفاض الطلب على السيارات الكهربائية الخالصة.