تعرف على أغنى أثرياء العالم .. وماذا عن أعداد الجياع؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 11 دقيقة للقراءة

تتعمق ثنائية الثراء والجوع في العالم سنة بعد أخرى مع مزيد من تركز الثروة في أيدي قلة من الأثرياء وسط اتساع رقعة الفقر وتبعاته على العديد من المجتمعات على وجه الأرض.

ونشر موقع مجلة “فوربس” الأميركية مؤخرا قائمة بأسماء أغنى أغنياء العالم لعام 2024، وقد أحصت عددا غير مسبوق من المليارديرات حول العالم يبلغ 2781 مليارديرا في قائمة مليارديرات العالم لهذا العام بزيادة 141 أكثر مما كان عليه الحال في العام الماضي، وتصل ثرواتهم مجتمعة 14.2 تريليون دولار، بزيادة قدرها تريليوني دولار عن عام 2023.

ومع ذلك يوجد 14 مليارديرا منهم يملكون ما يقارب من تريليوني دولار، مما يعني أن 0.5% فقط من 2781 مليارديرا في العالم يمتلكون 14% من إجمالي ثروات المليارديرات، وهؤلاء هم أعضاء نادي الـ100 مليار، أي الذين يملكون 100 مليار وأكثر، وهم النخبة في قائمة أغنياء العالم الذين تمتد ثرواتهم إلى 12 رقما.

أغنى 14 شخصا بالعالم

نقدم لكم فيما يلي قائمة بأغنى 14 مليارديرا في العالم مع الدولة التي ينتمون إليها وفق قائمة “فوربس” الأميركية، مساء الاثنين 29 أبريل/نيسان الجاري:

  • برنارد أرنو وعائلته 210.1 مليارات دولار.
  • إيلون ماسك 207 مليارات دولار.
  • جيف بيزوس 197.9 مليار دولار.
  • مارك زوكربيرغ 151.1 مليار دولار.
  • لاري إليسون 145.8 مليار دولار.
  • لاري بيغ 138.7 مليار دولار.
  • سيرجي برين 133 مليار دولار.
  • وارن بافيت 132.9 مليار دولار.
  • بيل غيتس 128.5 مليار دولار.
  • ستيف بالمر 119.8 مليار دولار.
  • موكيش أمباني 116 مليار دولار.
  • أمانسيو أورتيغا 107.1 مليارات دولار.
  • مايكل بلومبيرغ 106.2 مليارات دولار.
  • كارلوس سليم وعائلته 100.2 مليار دولار.

سيطرة أميركية

  • نلاحظ في هذه القائمة أن أغلب هؤلاء المليارديرات ينتمون إلى الولايات المتحدة التي تضم الآن رقما قياسيا يبلغ 813 مليارديرا تبلغ ثرواتهم مجتمعة 5.7 تريليونات دولار.
  • من الملاحظ أيضا عدم وجود أي ملياردير صيني في هذه القائمة، ومع ذلك تأتي الصين في المرتبة الثانية من حيث عدد المليارديرات حيث يبلغ عددهم 473 مليارديرا بثروة 1.7 تريليون دولار.
  • جاءت الهند ثالثة بـ200 ملياردير في عام 2024، حسب ما ذكرت فوربس في تقريرها.

حقائق وأرقام عن الجوع بالعالم

فيما يلي بعض الحقائق والأرقام عن الجوع الذي يفتك بملايين البشر في كل عام وفق ما ذكرت منصة “كونسيرن ورلد وايد”، والتقرير العالمي عن الأزمات الغذائية الذي أصدره برنامج الأغذية العالمي مؤخرا.

  • ينتج العالم ما يكفي من الغذاء لإطعام جميع سكانه البالغ عددهم 8 مليارات نسمة، ومع ذلك يعاني 828 مليون إنسان من الجوع.
  • من بين هؤلاء البالغ عددهم 828 مليونا، يقدر برنامج الأغذية العالمي أن أكثر من 40% منهم يواجهون مستويات حادة من الجوع.
  • يواجه ما يصل إلى 309 ملايين شخص مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي في عام 2024 في 72 دولة تنفذ فيها عمليات برنامج الأغذية العالمي.
  • 2.3 مليار شخص (29.6% من سكان العالم) لا يحصلون على الغذاء الكافي.
  • شهد ما يقارب من 282 مليون شخص في 59 دولة وإقليم مستويات عالية من الجوع الحاد في عام 2023، بزيادة قدرها 24 مليون شخص عن العام السابق.
  • يموت 9 ملايين شخص كل عام لأسباب مرتبطة بالجوع، والعديد منهم أطفال دون سن الخامسة.
  • يعاني أكثر من 36 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد في 32 دولة.
  • 149 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من التقزم.
  • في عام 2022، ارتفع عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع الحاد بنسبة 25% خلال 3 أشهر فقط، بسبب الحرب في أوكرانيا.
  • تتوقع الأمم المتحدة أننا سنكون أقل بكثير من هدف البشرية المتمثل في القضاء على الجوع بحلول عام 2030.
  • وبحلول نهاية هذا العقد، تشير التقديرات إلى أنه سيظل هناك 670 مليون شخص يواجهون الجوع.

 

أزمة الجوع.. عوامل قاتلة

بحسب التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية، فإن هناك مجموعة من “العوامل القاتلة” التي تقف وراء أزمة الجوع العالمية، نجملها فيما يلي:

1- الحروب والصراعات:

لا تزال الصراعات هي المحرك الأكبر للجوع، حيث يعيش 70% من جياع العالم في مناطق مبتلاة بالحروب والعنف. وتمثل الأحداث في أوكرانيا وفلسطين والسودان وغيرها من البلدان دليلا آخر على الكيفية التي يغذي بها الصراع والحروب الجوع، حيث يجبر الناس على ترك منازلهم، ويقضي على مصادر دخلهم، ويدمر اقتصاديات بلادهم.

وذكر التقرير أن الحرب هي المحرك الرئيسي الذي يؤثر على 20 بلدا، حيث يعاني ما يقارب من 135 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وواجه السودان أكبر تدهور بسبب الصراع، حيث يواجه 8.6 ملايين شخص مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

2- التغيرات المناخية

تعد أزمة المناخ أحد الأسباب الرئيسية للارتفاع الحاد في معدلات الجوع في العالم، وتدمر الصدمات المناخية الأرواح والمحاصيل وسبل العيش. وكانت الظواهر الجوية المتطرفة هي الدافع الرئيس للجوع في 18 دولة، حيث واجه أكثر من 77 مليون شخص مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ارتفاعا من 12 دولة تضم 57 مليون شخص في عام 2022.

وفي عام 2023، شهد العالم السنة الأكثر سخونة على الإطلاق، مع فترات من الفيضانات الشديدة، والعواصف، والجفاف، وحرائق الغابات، وتفشي الآفات والأمراض.

3- الصدمات الاقتصادية 

أثرت الصدمات الاقتصادية في المقام الأول على 21 دولة حيث كان حوالي 75 مليون شخص يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بسبب اعتمادهم الكبير على المدخلات الغذائية والزراعية المستوردة، واستمرار تحديات الاقتصاد الكلي، منها انخفاض قيمة العملة، وارتفاع الأسعار، وارتفاع مستويات الديون.

ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو:

 لماذا يزداد الأغنياء غنى والفقراء فقرا؟

تجيب هانا سارينن مسؤولة السياسات الغذائية في منظمة “أوكسفام” الدولية عن هذا السؤال بالقول إنه “أمر لا يغتفر للحكومات أن تشاهد مليارات الأشخاص يعانون من الجوع في عالم الوفرة، حيث تضع مصالح الشركات الزراعية الغنية وشركات الطاقة الضخمة قبل مصالح الأشخاص الأكثر ضعفا وتوسع فجوة عدم المساواة”.

وتضيف “لقد انفجرت ثروات المليارديرات في السنوات الأخيرة على خلفية أزمة (كوفيد-19) والحرب في أوكرانيا، بينما لا يستطيع أكثر من 3 مليارات شخص تحمل تكاليف نظام غذائي مناسب”.

وجاءت تصريحات سارينن هذه تعليقا على تقرير منظمة الأغذية والزراعة “حالة انعدام الأمن الغذائي والتغذية في عالم 2023” والذي ذكر أن هناك 600 مليون شخص سيعانون من نقص التغذية المزمن بحلول عام 2030.

وتؤكد سارينن وجود “جيل كامل من الأطفال الذين يعانون من نقص التغذية في البلدان المنخفضة الدخل الآن من أمراض مزمنة، وضعف الأداء المدرسي، وفي نهاية المطاف، مستقبل يتسم بضعف الدخل والفرص. وفي شرق أفريقيا وحدها، يعاني أكثر من 8 ملايين طفل دون سن الخامسة -أي ما يقرب من جميع سكان سويسرا- من سوء التغذية الحاد”.

من جهته، يؤكد رئيس غرفة تجارة الأردن الأسبق الخبير الاقتصادي الأردني الدكتور عبد الله عبد الله ما ذهبت إليه سارينن بالقول إن “النظام الرأسمالي المفتوح يعاقب الفقير ويساعد الغني”.

الخبير الاقتصادي الأردني الدكتور عبدالله عبدالله

ويحدد الدكتور عبد الله 4 أسباب تجعل الفقراء أكثر فقرا والأغنياء أكثر غنى، وهي:

1- العوائد الاستثمارية

إذ إن هذه العوائد أكثر نفعا للأغنياء منها للفقراء، فلو افترضنا أن شخصا استثمر 5 ملايين دولار في سهم شركة ما، وآخر استثمر 5 آلاف دولار في سهم الشركة نفسها، وارتفعت قيمة السهم 1% فقط، فإن الأول يربح 50 ألف دولار والثاني يربح 50 دولارا فقط.

2- تنويع الاستثمارات

يميل الغني إلى تنويع استثماراته، وتعزيز فرصه بتحقيق الربح، بينما يميل الآخرون لسد مصاريفهم وحاجاتهم الأساسية، وسداد ديونهم، والمحافظة على عدم غرقهم بالديون أكثر.

3- التضخم وغلاء الأسعار

يتميز السوق الحر بارتفاع التضخم بشكل مضطرد، وهذا يزيد من مصاريف الفقير، بينما يزيد من مداخيل الغني، لأن استثماراته وعقاراته ودخله من هذه العقارات والاستثمارات التي يملكها يزداد كل عام.

4- يميل الكثير من البشر للعمل كموظفين، ولا يفكروا كثيرا بالاستثمار، بينما يميل الأغنياء ومن يملكون المال للابتكار والاستثمار، وأن يكونوا من رواد الأعمال. الخيار الأول محدود الدخل والخيار الثاني يملك آفاقا كبيرة لزيادة الدخل.

من جهته، يذكر الدكتور خالد منصور نائب رئيس تطوير أعمال الشرق الأوسط لشركة “ميتو” السويسرية بعض العوامل الأخرى لعل من أهمها:

  1. تراكم الثروات: إذ إن الثروات التي يمتلكها الأثرياء تمكنهم ليس فقط من الاستثمار في أصول ثرواتهم، بل بالأرباح التي يجنونها، سواء كان استثمارهم بالأسهم، أو العقارات، أو الشركات، أو حتى من خلال الفائدة التي يحصلون عليها من البنوك، مما يؤدي إلى تضخم ثرواتهم.
  2. الأنظمة الضريبية وقوانين الاستثمار في العديد من البلدان تمكن الأغنياء بالاحتفاظ بمزيد من أرباحهم، وتنمية أموالهم.
  3. قدرة الأغنياء على الوصول إلى المصادر، وشبكة العلاقات التي لديهم تساعدهم بالحصول على فرص لا يستطيع الفقراء الوصول لها.
الدكتور خالد منصور نائب رئيس تطوير أعمال الشرق الأوسط لشركة "ميتو" السويسرية

كيف يمكن تجسير الفجوة بين الأغنياء والفقراء؟

تجيب هانا سارينن على هذا السؤال بالقول إن “الحلول للقضاء على الجوع في العالم موجودة، لكنها تتطلب عملا سياسيا جريئا وموحدا. ويتعين على الحكومات أن تدعم صغار منتجي الأغذية، وأن تعمل بشكل خاص على تعزيز حقوق المزارعات، اللاتي يلعبن دورا أساسيا في مكافحة الجوع في العالم. وينبغي لها أيضا أن تفرض ضرائب مناسبة على أرباح الشركات غير المتوقعة، وأن تلغي ديون البلدان الفقيرة، وتمنع المضاربين في السوق من تضخيم أسعار المواد الغذائية”.

حول كيفية تجسير الفجوة بين الأغنياء والفقراء، يقدم الدكتور عبد الله عددا من النصائح العملية، ومن أهمها:

1- إيقاف الاقتراض مهما كان السبب

كثيرا ما نقترض لأسباب غير مقنعة، فلماذا يقترض البعض لشراء سيارة جديدة أو لعمل وليمة أو حفلة خاصة إذا كانت مكلفة. لذلك يجب مقاومة نزعة الاقتراض بكل الأساليب. من يقترض أكثر من مرة يصبح معتادا على الاقتراض، وتزداد الحفرة عمقا، ويصعب الخروج منها مع الوقت.

2- تنويع مصادر الدخل

من المهم جدا تنويع مصادر الدخل، فلو اشترى شخص ما شقة وأجرها سيصبح لديه مصدر ثان للدخل، وهذا مجرد مثال، وقد يفكر البعض بالاستثمار في أسهم شركات معينة، أو عملات مشفرة، أو في العمل عبر الإنترنت. الفكرة هنا هي إيجاد مصادر دخل جديدة مستدامة.

3- تطوير الذات

عن طريق أخذ دورات متخصصة في مجالات الاستثمار والإدارة المالية.

4- البدء بالبحث عن إجابة للسؤال التالي

كيف أغير نفسي من موظف إلى رجل أعمال؟ في اللحظة التي تتضح فيها الإجابة يجب البدء فورا.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *