تراجعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة -اليوم الجمعة- لتواصل الخسائر التي بدأتها بعد أن اتفق المنتجون في تحالف أوبك بلس على تخفيضات طوعية لإنتاج الخام في الربع الأول من العام المقبل، وهي تخفيضات جاءت دون توقعات السوق.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت لفبراير/شباط 0.4% إلى 80.5 دولارا للبرميل بحلول الساعة 7:34 بتوقيت غرينتش، كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.3% إلى 75.7 دولارا.
واتفقت السعودية وروسيا وأعضاء آخرون في مجموعة أوبك بلس -الذين يضخون أكثر من 40% من النفط العالمي- على تخفيضات طوعية للإنتاج تجاوزت مليوني برميل يوميا في الربع الأول من 2024.
إلا أن ما لا يقل عن 1.3 مليون برميل يوميا من هذه التخفيضات يأتي من تمديد تخفيضات طوعية تطبقها السعودية وروسيا بالفعل.
وقال مندوبون في وقت سابق إن نقاشا يجري بشأن تخفيضات إضافية جديدة تصل إلى مليوني برميل يوميا.
ويعكس إنتاج أوبك بلس -الذي يتألف من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا- البالغ نحو 43 مليون برميل يوميا بالفعل تخفيضات بنحو 5 ملايين برميل يوميا، وذلك بهدف دعم الأسعار وتحقيق استقرار في السوق.
تفاصيل التخفيضات
وقالت أوبك في بيان بعد الاجتماع إن إجمالي التخفيضات يصل إلى 2.2 مليون برميل يوميا من 8 منتجين.
ويتضمن هذا الرقم تمديد التخفيضات الطوعية السعودية والروسية البالغة 1.3 مليون برميل يوميا.
وتأتي التخفيضات الإضافية البالغة 900 ألف برميل يوميا التي تم التعهد بها أمس الخميس مقسمة بواقع 200 ألف برميل يوميا من صادرات الوقود من روسيا والبقية من 6 أعضاء، بحسب رويترز.
وقالت الإمارات إنها وافقت على خفض الإنتاج بمقدار 163 ألف برميل يوميا، في حين أعلن العراق أنه سيخفض 220 ألف برميل يوميا إضافية في الربع الأول.
وقالت الجزائر إنها تخطط لخفض إنتاجها النفطي طوعا 51 ألف برميل يوميا للربع الأول من عام 2024، بينما أعلنت الكويت أنها ستخفض إنتاج النفط طوعيا 135 ألف برميل يوميا لـ3 أشهر بدءا من أول يناير/كانون الثاني المقبل.
وكانت السعودية وروسيا والإمارات والعراق والكويت وقازاخستان والجزائر من بين المنتجين الذين قالوا إنه سيتم إلغاء التخفيضات تدريجيا بعد الربع الأول إذا سمحت ظروف السوق بذلك.
مخاوف
يأتي تركيز أوبك بلس على خفض الإنتاج في ظل انخفاض الأسعار التي سبق أن وصلت إلى 98 دولارا في أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، فضلا عن تزايد المخاوف بشأن ضعف النمو الاقتصادي في 2024 والتوقعات بوجود فائض في الإمدادات.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية هذا الشهر تباطؤا في نمو الطلب خلال عام 2024 مع “تبدد المرحلة الأخيرة من الانتعاش الاقتصادي التي أعقبت وباء كوفيد-19 وتعزيز المكاسب الناتجة عن كفاءة الطاقة وتوسيع أساطيل السيارات الكهربائية والعوامل الهيكلية”.
عضوية البرازيل
ودعت أوبك بلس البرازيل لتصبح عضوا في المجموعة، وقال وزير الطاقة البرازيلي إنه يأمل في الانضمام في يناير/كانون الثاني المقبل.
والبرازيل هي من ضمن أكبر 10 دول منتجة للنفط في العالم، وأكبر منتج في أميركا اللاتينية منذ 2016.
وبلغ إنتاج البرازيل من النفط الخام مستوى قياسيا عند 3.7 مليون برميل يوميا في سبتمبر/أيلول الماضي، بزيادة قدرها 17% تقريبا عن الشهر ذاته من العام الماضي وزيادة 6.1% عن أغسطس/آب 2023، بحسب وكالة “أرغوس ميديا”.
ورأى المحلل في “يو بي إس” جيوفاني ستونوفو أنه “نظرا لأن البرازيل منتج كبير للنفط وتقود نمو إنتاج الخام، فمن المهم إشراكها، لكن يبدو أنهم لا يقومون بتخفيض الإنتاج مثل المكسيك، لذلك سينتهي الأمر بأن الأمر جيد لأوبك بلس، وأقل أهمية لسوق النفط”، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
ونشأ تحالف أوبك بلس في أواخر 2016 عندما انضمت روسيا وتسع دول غيرها إلى أوبك لدعم أسعار النفط المتراجعة، ومنذ أواخر 2022، اعتمد التحالف على تخفيضات للانتاج بنحو 5 ملايين برميل يوميا.