استقر الذهب والدولار خلال تعاملات اليوم بعدما عززت بيانات مبيعات التجزئة الأميركية الضعيفة الرهانات على إقدام مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) على خفض الفائدة هذا العام.
وتراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.02% إلى 2328.93 دولارا للأونصة وقت كتابة التقرير، بينما انخفضت العقود الأميركية الآجلة 0.06% إلى 2328.90 دولارا للأوقية.
وأظهرت البيانات التي صدرت أمس الثلاثاء أن مبيعات التجزئة الأميركية ارتفعت بالكاد في مايو/ أيار، مما يشير إلى أن النشاط الاقتصادي ظل ضعيفا في الربع الثاني.
وقال خبير الأسواق لدى آي جي، ييب جون رونغ: “يبدو أن انخفاض عوائد سندات الخزانة الليلة الماضية وتحركات الدولار الطفيفة، بعد بيانات مخيبة للآمال عن مبيعات التجزئة الأميركية يتيحان متنفسا بعض الشيء للمعدن الأصفر”.
وأضاف: “بينما أشار صناع السياسة في الولايات المتحدة إلى أن أسعار الفائدة قد تخفض لمرة واحدة فقط في عام 2024، فإن توقعات أسعار السوق تميل إلى مزيد من الحذر”.
ويؤدي انخفاض الفائدة إلى تقليل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائدا.
وينصب التركيز في السوق الآن على بيانات طلبات إعانة البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة غدا ومؤشرات مديري المشتريات يوم الجمعة.
وتلقت أسعار الذهب دعما بعدما ارتفعت لمستوى قياسي عند 2449.89 دولارا في 20 مايو/ أيار.
العملات الصعبة
استقر الدولار اليوم بعد صدور بيانات مبيعات التجزئة الأميركية، في حين تخلى الجنيه الإسترليني عن بعض مكاسب اليوم بعد إعلان بيانات التضخم في بريطانيا اليوم الذي أظهر تراجعا مقتربا من مستوى 2%.
وسجل اليورو في أحدث معاملاته انخفاضا طفيفا إلى 1.0735 دولار، في حين استقر مؤشر الدولار (الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام 6 عملات رئيسية) عند 105.26 نقاط.
وارتفع الجنيه الإسترليني 0.14% إلى 1.2725 دولار، لكنه بذلك تراجع من 1.2737 دولار بعد إعلان تراجع التضخم السنوي في بريطانيا إلى 2% في مايو/ أيار الماضي، وهو مستهدف بنك إنجلترا (المركزي).
ومن المقرر يتخذ بنك إنجلترا قرارا في شأن السياسة النقدية غدا، ومن المتوقع أن يبقي الفائدة من دون تغيير.
وحقق الدولار الأسترالي أداء قويا مقابل الدولار، وصعد في أحدث معاملاته 0.21% إلى 0.6669 دولار ليضيف إلى ارتفاع بلغ 0.66% في الجلسة السابقة، وعلى النقيض انخفض الدولار النيوزيلندي 0.16% إلى 0.6134 دولار.
ولم يطرأ تغير يذكر على الين الياباني وسجل 157.89 مقابل الدولار.
النفط
وتراجعت أسعار النفط بشكل طفيف اليوم، لكنها ظلت قرب أعلى مستوياتها في 7 أسابيع، مع موازنة السوق بين المخاوف بشأن الصراعات المتصاعدة ومخاوف حيال الطلب في أعقاب زيادة غير متوقعة في مخزونات الخام الأميركية.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 7 سنتات أو 0.09% إلى 85.25 دولارا، في حين تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 13 سنتا إلى 81.44 دولارا للبرميل.
وكان كلا الخامين القياسيين قد ارتفعا بأكثر من دولار في الجلسة السابقة بعد أن أدت ضربة بطائرة مسيرة أوكرانية إلى حريق في مرفأ نفطي بميناء روسي كبير، وفق مسؤولين روسيين ومصدر بالمخابرات الأوكرانية.
وفي الشرق الأوسط، حذر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس من “حرب شاملة” وشيكة مع حزب الله اللبناني، حتى في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة تجنب اتساع دائرة الصراع بين إسرائيل وحزب الله المتحالف مع إيران.
ويثير تصاعد حدة الحرب في المنطقة احتمالات تعطل إمدادات نفطية من منتجين رئيسيين.
ونقلت رويترز عن المحلل الإستراتيجي للسوق لدى آي جي في سنغافورة، يب جون رونغ، قوله إن أسعار النفط انتعشت بقوة خلال الأسبوعين الماضيين وسط مخاطر من حدوث اضطرابات محتملة في إمدادات النفط “في حال نشوب صراع أوسع نطاقا إذ انتقلت التوترات الجيوسياسية إلى جبهة جديدة وهي إسرائيل وجماعة حزب الله”.
وأضاف: “يبدو أن تهدئة الصراع بين الطرفين صعب على المدى القريب، مما سيبقي أسعار النفط مرتفعة رغم تجاهل المستثمرين في سوق النفط نقاط الضعف على الجبهة الاقتصادية من مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة التي جاءت أضعف من المتوقع إلى مجموعة متباينة من البيانات الصادرة عن الصين هذا الأسبوع”.
وأظهرت بيانات صدرت عن الصين هذا الأسبوع أن النمو في الإنتاج الصناعي في مايو/ أيار كان أقل من التوقعات لكن مبيعات التجزئة، التي تعكس مستوى الاستهلاك، شهدت أعلى معدل نمو منذ فبراير/ شباط الماضي.
وما حال دون مزيد من الارتفاع في أسعار النفط، زادت مخزونات الخام الأميركية 2.264 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 14 يونيو/ حزيران، حسبما أفادت به مصادر بالسوق نقلا عن أرقام لمعهد النفط الأميركي يوم الثلاثاء.
وقالت المصادر، التي تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها، إن مخزونات البنزين انخفضت 1.077 مليون برميل، بينما ارتفعت مخزونات نواتج التقطير 538 ألف برميل.
ومن المقرر صدور بيانات المخزونات الأميركية الرسمية من إدارة معلومات الطاقة اليوم.