انضمت عدة شركات إلى قائمة المتحولين إلى طريق رأس الرجاء الصالح أقصى جنوب قارة أفريقيا تجنبا للمرور بالبحر الأحمر، حيث أعلنت جماعة الحوثي اليمنية استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل عبر مضيق باب المندب سعيا للضغط على تل أبيب لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان وحصار متواصل.
وقررت شركة شحن الحاويات التايوانية “إيفرغرين” اليوم الاثنين التوقف مؤقتا عن قبول البضائع الإسرائيلية بأثر فوري، وأصدرت تعليمات لسفن الحاويات التابعة لها بتعليق الملاحة عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر.
حتى إشعار آخر
وقالت إيفرغرين، في بيان، إن السفن الموجودة في الخدمات الإقليمية لموانئ البحر الأحمر ستبحر إلى المياه الآمنة القريبة وتنتظر إشعارا آخر، في وقت ستتم فيه إعادة توجيه سفن الحاويات التي من المقرر أن تمر عبر البحر الأحمر حول رأس الرجاء الصالح لمواصلة رحلاتها إلى الموانئ.
من جانبها، قالت شركة الشحن البحري التايوانية “يانغ مينغ” اليوم إنها ستحول مسار سفنها المبحرة عبر البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح خلال الأسبوعين المقبلين في ظل تصاعد الهجمات على السفن.
وأضافت في إشعار للعملاء “بالنسبة لسفننا التي تبحر حاليا أو من المحتمل أن تبحر عبر منطقة بحرية شديدة الخطورة في الأسبوعين المقبلين، فقد تقرر تحويلها فورا إلى رأس الرجاء الصالح أو الانتظار في مكان آمن”.
وقالت “سنواصل مراقبة الوضع عن كثب في المنطقة العالية المخاطر، وسنجري تعديلات فورية للتكيف فيما يتعلق بسفننا ومساراتنا استجابة للتغيرات في الوضع، مما يضمن سلامة النقل”.
ووسع سوق التأمين البحري في لندن نطاق المنطقة التي يعتبرها عالية المخاطر في البحر الأحمر وسط تصاعد الهجمات على السفن التجارية هناك، وفق بيان صادر اليوم.
وتحظى توجيهات لجنة الحرب المشتركة، التي تضم أعضاء نقابيين من رابطة سوق لويدز وممثلين من سوق شركات التأمين في لندن، بمتابعة عن كثب وتؤثر على اعتبارات الشركات بشأن أقساط ورسوم التأمين.
وأضاف البيان أن لجنة الحرب المشتركة وسعت منطقة الخطورة العالية إلى 18 درجة شمالًا من 15 درجة شمالا سابقًا.
بريتش بتروليوم
يأتي ذلك تزامنا مع قرار مماثل لشركة “بريتش بتروليوم” النفطية البريطانية (بي بي) بتعليق جميع حركة ناقلاتها عبر البحر الأحمر للسبب ذاته.
في السياق، قالت مجموعة “فرونت لاين” لناقلات النفط، ومقرها النرويج، إن سفنها ستتجنب المرور عبر البحر الأحمر وخليج عدن في الفترة المقبلة.
ونقلت رويترز عن المدير التنفيذي للشركة لارش بارشتا قوله إن أقساط التأمين ضد مخاطر الحرب آخذة في الارتفاع بشكل طبيعي، لكن مع إعادة توجيه السفن إلى مسار يمر حول أفريقيا ستصبح إمدادات الشحن أقل لأن الشحنات تبحر لمدة أطول. وهذا من شأنه أن يضع الأسعار تحت ضغط صعودي قوي.
وكانت تحولت 55 سفينة إلى طريق رأس الرجاء الصالح حول قارة أفريقيا لتفادي المرور عبر البحر الأحمر خلال الفترة من 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلى أمس الأحد، وذلك بعد تزايد هجمات جماعة الحوثي في اليمن على السفن المتجهة إلى إسرائيل، حسبما ذكر رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع أمس.
ضربة البداية
وكانت جماعة الحوثي قد أعلنت يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي الاستيلاء على سفينة الشحن “غالاكسي ليدر” المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، واقتيادها إلى الساحل اليمني.
وتوعدت الجماعة في أكثر من مناسبة باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية “تضامنا مع فلسطين”، وذلك على خلفية حرب إسرائيل على غزة، داعية الدول إلى سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن.
وتوالت الهجمات على سفن تقول الجماعة إنها مرتبطة بإسرائيل، مما دفع عدة شركات شحن حاويات إلى تعليق رحلاتها عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر.
ومن أبرز هذه الشركات 3 تصنف بأنها كبرى شركات شحن الحاويات عالميا، وهي “إم إس سي” و”إيه بي مولر ميرسك” و”سي إم إيه- سي جي إم”.
وكانت شركة الشحن الألمانية “هاباغ لويد” أعلنت يوم الجمعة الماضي أنها تدرس ما إذا كانت ستوقف الإبحار عبر البحر الأحمر، وذلك بعد ساعات من الإبلاغ عن تعرض إحدى سفنها لهجوم بالقرب من اليمن.