قال وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب أمس الأربعاء إن شركة سوناطراك المملوكة للدولة حققت 8 اكتشافات مهمة للنفط والغاز منذ يناير/كانون الثاني الماضي.
وأضاف عرقاب في مقابلة مع التلفزيون الجزائري الرسمي أن الاكتشافات الجديدة -التي وصفها بـ”المهمة”- حققتها سوناطراك بمفردها في مواقع جديدة بالكامل، وكان أهمها في ولايات بشار (جنوب غرب) وعين صالح (وسط الصحراء) وإيليزي وجانت وورقلة (جنوب شرق).
وأشار إلى أن هذه الاكتشافات “ستقدم إضافة كبيرة للاحتياطات الوطنية المؤكدة من المحروقات، خاصة الغاز الطبيعي.
ولفت الوزير إلى أن سوناطراك وضعت إمكانيات ضخمة من أجل تحقيق هذه الاكتشافات، دون أن يعلن عن حجم الإنتاج أو الاحتياطات المقدرة لها.
وشدد المسؤول الجزائري على أن مناخ الاستثمار في البلاد “جذاب”، وأن قانون المحروقات لسنة 2019 تضمن إجراءات “عالمية” أعطت ثمارها من خلال إبرام عقود ضخمة مع شركات كبرى، مثل إيني الإيطالية وإيكوينور النرويجية وأوكسيدنتال الأميركية.
عقود تطوير جديدة
وبعد توقيع إكسون موبيل الأميركية الخميس الماضي مذكرة تفاهم مع سوناطراك لتطوير حقلين للغاز كشف عرقاب أن العملاق الأميركي الآخر -وهو شيفرون- سيوقع مع سوناطراك في غضون أيام قليلة عقدا لتطوير مكمن ضخم للمحروقات، دون تقديم تفاصيل إضافية بالخصوص.
وقال عرقاب إن “الجزائر بلد موثوق من حيث العقود، وأيضا الكميات الكبيرة التي يتم ضخها في السوق الأوروبية”.
أرقام عن الغاز الجزائري
والاثنين الماضي، صرح عرقاب بأن الإستراتيجية الأولى لشركة النفط الحكومية “سوناطراك” هي رفع الإنتاج وبلوغ 200 مليار متر مكعب من الغاز سنويا في غضون 5 أعوام.
وبحسب بيانات 2023 لشركة سوناطراك، بلغ إنتاج الجزائر من الغاز الطبيعي نحو 137 مليار متر مكعب.
ووجدت السلطات الجزائرية نفسها في السنوات الأخيرة في مواجهة استهلاك داخلي متنام من الغاز بلغ نحو 50 مليار متر مكعب في 2023 وزيادة الكميات المصدرة للخارج بنحو 56 مليار متر مكعب في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت في فبراير/شباط 2022.
وتزود الجزائر أوروبا بالغاز عبر خطي أنابيب، الأول هو “ترانسميد” الذي يصلها بإيطاليا عبر البحر المتوسط مرورا بتونس بطاقة 32 مليار متر مكعب سنويا.
والخط الثاني هو “ميدغاز”، ويربط بلدة بني صاف على الساحل الغربي للبلاد بمدينة ألميرية جنوب إسبانيا بطاقة نقل سنوية تبلغ 10 مليارات متر مكعب.
والخميس الماضي، وقعت شركة سوناطراك عقدا مع شركتين إيطالية وأميركية، لإنجاز 3 محطات لمعالجة الغاز لتعزيز الإنتاج في حقل حاسي الرمل (550 جنوبي العاصمة) الأكبر في البلاد.
ويهدف المشروع إلى استمرارية استخراج الغاز من حقل حاسي الرمل الذي يعد الأكبر في البلاد والقارة الأفريقية من أجل ضمان الحفاظ على مستوى الإنتاج عند 188 مليون متر مكعب قياسي في اليوم.