هل تتحكم روسيا والصين بالهلال النفطي العراقي؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

قال تقرير بموقع أويل برايس الأميركي إن تكثيف النشاط الروسي والصيني في حقل غرب القرنة 2 النفطي أحد أكبر حقول النفط (والغاز المصاحب) في العراق سيعزّز أنشطتهما في أماكن أخرى من البلاد، بما في ذلك حقل غرب القرنة 1 العملاق المجاور، الذي يحتوي على جزء كبير من الاحتياطيات القابلة للاستخراج المقدرة بـ 43 مليار برميل.

وأشار التقرير -للكاتب سيمون واتكينز- إلى أن شركة النفط والغاز الروسية العملاقة “لوك أويل” أعلنت مؤخرا عن توقيع اتفاق مع شركة نفط البصرة المملوكة للدولة في العراق لتمديد عقد الخدمات النفطية لحقل غرب القرنة 2 النفطي لمدة 10 سنوات حتى عام 2045 ومضاعفة إنتاج النفط إلى 800 ألف برميل يوميا.

كما شهدت الفترة القليلة الماضية -حسب التقرير- إضافة شركة مجموعة “تشونغ مان” للنفط والغاز الطبيعي الصينية إلى القائمة الطويلة جدًا من الشركات الصينية التي تمت الموافقة عليها من قبل مديرية عقود النفط والتراخيص العراقية للقيام بالتنقيب والتطوير والتنقيب وأعمال الحفر في حقول النفط والغاز في العراق.

واعتبر تقرير أويل برايس أن الصفقات الجديدة مع كل من روسيا والصين تأتي تماشيا مع “هدف موسكو وبكين في إبقاء الغرب خارج صفقات الطاقة في العراق لتبقى بغداد أقرب إلى المحور الإيراني السعودي الجديد”، و”إنهاء الهيمنة الغربية في الشرق الأوسط ليكون ذلك الفصل الحاسم في زوال الغرب النهائي”، وفق تعبير الكاتب سيمون واتكينز.

وذكر الكاتب أن الصين استخدمت المشاريع “التعاقدية فقط”، مثل “التخزين فقط” و”الصيانة فقط”، و”التكنولوجيا فقط”، وما إلى ذلك، على نطاق واسع في العراق كوسيلة للتهرّب من رادار الولايات المتحدة.

وبينما لا يزال لواشنطن حضور كبير على الأرض في البلاد، فإن ظهور مجموعة كاملة من الأذونات الممنوحة لشركة “تشونغ مان” -بما في ذلك استكشاف الحقول الرئيسية وتطويرها- قد يمثّل نهاية نهج بكين الأكثر سريّة في العراق، حسب الكاتب.

الحضور الغربي

وأشار الكاتب إلى أن شركة “إكسون موبل” تسعى منذ نحو عامين إلى بيع حصتها البالغة 32.7%، في وقت وقّع فيه العراق على اتفاقية بيع حصة الشركة الأميركية في حقل غرب القرنة، الأمر الذي سيعود بفائدة كبيرة على صين وروسيا.

وأرجع الكاتب ذلك إلى 3 أسباب وفق تقديره:

  •  أولًا، سيُسمح للصين وروسيا بالاستيلاء بشكل كامل على خزان نفط غرب القرنة (كلا الحقلين: غرب القرنة 1 وغرب القرنة 2) حيث تمتلك شركة بتروتشاينا بالفعل حصة تبلغ 25% في غرب القرنة 1.
  • ثانيا، ستزيح منافسا تجاريا وجيوسياسيا كبيرا لحقول النفط العراقية ككل، مما يسمح للشركات الصينية والروسية بمواصلة توسعها في جميع أنحاء البلاد.
  • ثالثًا، ستزيل منافسا قديما لشركة البترول الوطنية الصينية فيما يتعلق ببناء المشروع المشترك لإمدادات مياه البحر “سي إس إس بي” الذي طال انتظاره. ويتضمّن هذا المشروع أخذ مياه البحر من الخليج العربي ونقلها إلى منشآت إنتاج النفط لتعزيز معدّلات الضغط والاستخلاص في خزانات النفط الرئيسية، ويظل هذا المشروع ضروريًا لوصول العراق إلى هدف إنتاجه البالغ 8 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2028.

ويقع مشروع “سي إس إس بي” على نطاق واسع ضمن نطاق صفقة رباعية بقيمة 27 مليار دولار مع شركة “توتال إنرجي” الفرنسية، لكن الأمور يمكن أن تتغير بسرعة كبيرة في العراق، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمصالح الصينية والروسية، يقول الكاتب.

حقل غرب قرنة 2

ويقع حقل غرب القرنة 2 على بعد 65 كيلومترًا شمال غرب ميناء البصرة الجنوبي باحتياطيات تبلغ حوالي 14 مليار برميل، وكان هدف الإنتاج الأولي للحقل في المرحلة الأولى هو 120 ألف برميل يوميًا، بينما كان الهدف للمرحلة الثانية 480 ألف برميل يوميًا في أفق الوصول إلى إنتاج أقصى عند 1.8 ملايين برميل يوميا، بحسب الكاتب سيمون واتكينز.

وفي عام 2019، قالت وزارة النفط العراقية إن لديها احتياطيات قابلة للاستخراج تزيد عن 20 مليار برميل، وكانت الخطط تهدف إلى تعزيز الطاقة الإنتاجية لحقل قرنة من النفط الخام إلى أكثر من 700 ألف برميل يوميًا بحلول نهاية عام 2025، مقابل 520 ألف إلى 570 ألف برميل يوميًا في الوقت الحالي.

وتملكُ لوك أويل 75% في مشروع غرب القرنة 2، وشركة نفط الشمال العراقية المملوكة للدولة 25%.

وتشير التقديرات إلى أن إجمالي الاستثمارات الروسية في قطاع الطاقة بالعراق بلغ 13 مليار دولار بأرقام 2022.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *