قالت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، إن الحرب التي تشنها إسرائيل حاليا على قطاع غزة ستختبر مرونة الاقتصاد الإسرائيلي. وأشارت إلى أن الأوضاع التي خلفتها عملية “طوفان الأقصى” -التي شنتها المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب القسام ضد الاحتلال السبت الماضي- من شأنها أن تعرض الاقتصاد الإسرائيلي لاختبار غير مسبوق.
وذكرت الوكالة في تقرير صدر أمس الخميس أن “الحدث الأمني هذه المرة سيكون مختلفا عن العمليات السابقة”، في إشارة لعملية طوفان الأقصى، وردة فعل جيش الاحتلال بقصفه الشديد والمتواصل على غزة.
وقال التقرير “في الماضي، أظهر الملف الائتماني السيادي لإسرائيل مرونة في مواجهة الهجمات والعمل العسكري.. ومع ذلك فإن الصراع المطول الذي يضعف بشكل دائم وكبير النشاط الاقتصادي، من شأنه أن يختبر تلك المرونة”.
وذكرت “موديز” أن الأحداث الحالية أضرت بالمعنويات في الأسواق وأدت إلى ارتفاع أسعار النفط بسبب الحساسية للأحداث في الشرق الأوسط، لكنها تؤكد أن تأثيرها كان محدودا.
وتخلص إلى أنه من المتوقع أن تظل المؤشرات الاقتصادية متقلبة بشكل خاص، مما يزيد من حالة عدم اليقين الجيوسياسي في المنطقة وتقلبات أسعار النفط.
تخفيض التصنيف
ولفت التقرير إلى أن التأثيرات تبدو حتى الآن محدودة؛ “ومع ذلك، فإن السيناريو الذي يتصاعد فيه العمل العسكري في جميع أنحاء المنطقة سيكون له آثار على النمو العالمي وكذلك التضخم”.
ومن المتوقع أن تصدر الوكالة في وقت لاحق تقريرا، يتوقع محللون اقتصاديون في تل أبيب أن يخفض تصنيف إسرائيل الائتماني، الأمر الذي سيزيد كلفة الاقتراض أو إصدار سندات.
وفجر السبت، أطلقت المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- عملية “طوفان الأقصى”، ردا على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس المحتلة، خلفت نحو 1300 قتيل إسرائيلي إلى جانب نحو 2500 جريح.
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية “السيوف الحديدية”، ويواصل شن غارات مكثفة لليوم السابع على التوالي على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006. وأدت الغارات لاستشهاد أكثر من 1500 فلسطيني كما أصيب نحو 7 آلاف آخرين.