منتدى عربي آسيوي بالدوحة لبحث العلاقات الاقتصادية والتجارية

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 8 دقيقة للقراءة

الدوحة– وسط طموحات وآمال بتشكيل تكتل اقتصادي عالمي، انطلقت في قطر اليوم أعمال الدورة الثالثة لمنتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وجمهورية أذربيجان، والذي يستمر على مدار يومي 29 و30 أبريل/نيسان الجاري.

وبدأت أعمال الدورة باجتماع على مستوى السفراء والمندوبين الدائمين للدول العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان اليوم تحضيرا للاجتماع الوزاري المقرر عقده غدا الثلاثاء بمشاركة وزراء الخارجية ووزراء الاقتصاد والتجارة والصناعة والمال من الجانبين.

وكانت دولة قطر، قد ترأست الأسبوع الماضي، الاجتماع التنسيقي العربي الثاني على مستوى المندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة للإعداد للدورة الثالثة من المنتدى الذي يعد أرضية مشتركة لتطوير التعاون بين دوله على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية.

  • ما الأهداف التي من أجلها تم تأسيس المنتدى؟

قبل نحو 10 أعوام، عقدت الدورة الأولى في مايو/أيار من عام 2014 بالعاصمة السعودية الرياض، بهدف تعميق العلاقات بين الدول العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان والارتقاء بآليات التعاون فيما بينها؛ حيث أسفرت عن التوافق على تشجيع الاستثمارات المتبادلة، وخلق مناخ مناسب لجذب رجال الأعمال والمستثمرين من الجانبين.

كما حدد المنتدى من بين أهدافه العمل على تطوير قطاعات النقل البري والبحري والجوي والسكك الحديدية بين الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية ودول آسيا الوسطى وجمهورية أذربيجان، والتوافق على تنسيق المواقف في المحافل الاقتصادية والتجارية، والتعاون مع الأطراف الدولية الأخرى بهدف الإسهام في عملية اتخاذ القرارات الاقتصادية على المستوى الدولي.

وفى عام 2017 بالعاصمة الطاجيكية دوشنبه، عقدت الدورة الثانية للمنتدى، الذي وفر مظلة مهمة للتشاور والتنسيق بين الجانبين، وتبادل الآراء والدعم حيال مختلف القضايا السياسية والاقتصادية، ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والعالمي.

وخلال تلك الدورة ركز المجتمعون على بحث الجوانب الاقتصادية وسبل تعزيز التعاون وتأسيس شراكات مثمرة في العديد من المجالات التي تحظى بالأهمية على الأجندة الاقتصادية للدول المجتمعة، أبزرها الصناعة والزراعة والموارد المائية والخدمات المالية والنفط والغاز والبتروكيميائيات.

  • ما أهمية منتدى التعاون العربي مع دول آسيا الوسطى و أذربيجان؟

سفير أذربيجان لدى الدوحة ماهر علييف يوضح أهمية المنتدى فى التركيز على تعميق العلاقات بين الدول العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان والارتقاء بآليات التعاون فيما بينها بناءً على عمق العلاقات التاريخية والروابط الدينية والثقافية التي تربط بينهم.

ويضيف، في تصريح للجزيرة نت، أن هذا الهدف يأتي استنادا إلى آفاق التعاون الاقتصادي والمزايا التي تتمتع بها الدول العربية وجمهوريات آسيا الوسطى وأذربيجان بدءا من مواردها الطبيعية الغنية وصولا إلى الفرص الاستثمارية الواعدة المتمثلة في إنتاج الغذاء وتوليد الطاقة والصناعات البتروكيميائية والتعدين والسياحة وغيرها.

ويضيف أن المنتدى يعد فرصة لتأسيس علاقات راسخة ومد جسور التعاون البنّاء بين البلدان المشاركة ووضع أسس للتعاون المستقبلي بين المنطقة العربية ومنطقة وسط آسيا وأذربيجان التي من الممكن أن تشكلا معا تكتلا اقتصاديا عملاقا فاعلا على الساحة الدولية.

  • ما نتائج الدورتين السابقتين من المنتدى؟

يوضح السفير علييف أن الدورتين السابقتين وفرتا مظلة مهمة لتعزيز التنسيق والتشاور بين الجانبين وتبادل الدعم في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والعالمي وكذلك تعزيز سبل التعاون في الجوانب الاقتصادية، وتأسيس شراكات مثمرة في العديد من المجالات وتوسيع نطاق التبادل التجاري والاستثمار والتعاون في مجال الطاقة والطاقة المتجددة والصناعة والنقل والأمن الغذائي والثقافة.

كيف يمكن أن يسهم المنتدى في التأثير على القضايا العالمية؟

يشير السفير علييف إلى أنه من الضروري أن تقوم الدول العربية ودول منطقة آسيا الوسطى وأذربيجان بدور فاعل في إعادة صياغة الخريطة الاقتصادية العالمية مع تحول الثقل الاقتصادي العالمي نحو الجنوب، مشيرا لأهمية وحيوية توسيع وزيادة مجالات التعاون بين بلدان المنطقتين خلال المرحلة المقبلة لتشكيل تكتل اقتصادي فاعل في المنظومة العالمية.

وتحدث عن أهمية العمل على زيادة التبادل التجاري وتشجيع الاستثمار في مجالات الطاقة والصناعة بالشكل الذي يرضي الطموح المشترك خاصة أن المنطقتين لديهما إمكانات وفرص استثمارية واعدة وموقع جغرافي متميز وسوق اقتصادي واستهلاكي ضخم يشكلانه معا.

  • ما حجم التبادل التجاري بين دول آسيا الوسطى؟

يوضح سفير جمهورية أذربيجان فى الدوحة للجزيرة نت أن بلاده تعد جسرا بين الشرق والغرب بالنسبة للعديد من الدول الأعضاء في “سبيكا” -برنامج خاص للأمم المتحدة مصمم لدول آسيا الوسطى (SPECA)- حيث سجل حجم التبادل التجاري في العام الماضي 1.3 مليار دولار، ويزيد هذا المؤشر بنسبة 3.6% قياسا إلى مؤشر عام 2021 وهو ما يوضح أهمية المنطقة ككتلة اقتصادية واعدة يسعى الجميع لاستقطابها.

  • هل تحققت أهداف المنتدى أم لا يزال الأمر يحتاج لمزيد من الجهود؟

الخبير الاقتصادي القطري عبد العزيز الحمادي يوضح في حديث للجزيرة نت أن منطقة وسط آسيا تعد مكانا واعدا للاستثمارات العربية، كما أنها سوقا كبيرا للطاقة الخليجية حيث تتوفر منتجات في هذه الدول تحتاجها الدول العربية، التي بدورها أيضا تزخر بمنتجات وفرص استثمارية يمكن لدول وسط آسيا أن تقتنصها، لكن الحمادي قال إن الأمر لا يزال يحتاج لمزيد من الجهود والعمل.

وأشار الحمادي إلى أهمية الحرص على تنظيم المنتدى بشكل اعتيادي وبصفة دورية منتظمة؛ حيث إنه خلال 10 سنوات لم يعقد إلا مرتين وهذه هي المرة الثالثة، وهو ما سيكون له انعكاس كبير في مجال التنسيق ودفع التعاون لآفاق أكبر وأوسع.

  • ما المأمول من الدورة الحالية؟

يوضح الحمادي أن دولة قطر بشكل خاص والجامعة العربية بشكل عام حرصتا على توفير كافة الترتيبات اللازمة والتجهيزات التي تكفل خروج المنتدى بنتائج مثمرة، وتوقع أن يتضمن إعلان الدوحة غدا الثلاثاء خطوطا عريضة محددة بفترات زمنية معروفة لتحقيق النتائج المرجوة.

  • كم عدد الدول التي يضمها المنتدى؟ وما الفرص الاقتصادية والاستثمارية المتاحة بينها؟

أكد الخبير الاقتصادي والمالي أحمد عقل -في حديث للجزيرة نت- أن المنتدى يضم 28 دولة يمثلون 22 دولة عربية ودول كازاخستان وقيرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان، بالإضافة إلى أذربيجان التي لا تنتمي لنفس المنطقة الجغرافية.

ووفقا للخبير عقل فإن فكرة المنتدى في حد ذاتها أمر مهم للغاية فيما يتعلق بتوسيع العلاقات الاقتصادية والاستفادة من خبرات الكثير من الدول الاقتصادية والتوسع في أسواقها واستثماراتها وجذب استثمارات فيما بينها فضلا عن تبادل الخبرات والثقافات والمعرفة التكنولوجية والاقتصادية بين هذه الدول.

  • ما أهمية دول آسيا الوسطى؟

يقول الخبير الاقتصادي أحمد عقل إن دول آسيا الوسطى تعد أحد المناطق المهمة التي يسعى الجميع حول العالم لتوطيد العلاقات معها في ظل توقعات بنمو كبير وواعد لاقتصادياتها، إضافة إلى أن هذه الدول تعد سوقا كبيرا لمصادر النفط والغاز الذي تنتجه دول الخليج ومن هنا يعتبر هذا التعاون أساسيا لضمان استمرار هذه الأسواق وتوسعها في الفترة المقبلة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *