الدوحة– انطلقت أمس الأربعاء أعمال النسخة التاسعة لمعرض صنع في قطر، بمشاركة 450 مصنعا وشركة محلية، بهدف تعزيز الصناعة القطرية، ودعم جهود الدولة في تحقيق التنمية الصناعية، والترويج للصناعة والمنتجات القطرية محليا وعربيا ودوليا.
ويهدف المعرض -الذي يستمر حتى الثاني من الشهر المقبل- إلى تشجيع استخدام المنتجات القطرية، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وتعزيز جهود الدولة في دعم الصناعة، وتشجيع المستثمرين ورواد الأعمال على الاستثمار في المشروعات الصناعية.
وعقب افتتاح المعرض، قال وزير التجارة والصناعة القطري الشيخ محمد بن حمد بن قاسم آل ثاني، إن هناك تعاونا وثيقا بين الوزارة وغرفة قطر لدعم الصناعة القطرية بشكل عام، والعمل على حل جميع المعوقات التي تواجه القطاع الخاص لتسهيل قيامه بدوره المأمول في التنمية الشاملة للبلاد.
وأشار إلى تنوع الصناعات المشاركة في المعرض التي تشمل مختلف القطاعات؛ مثل: البتروكيماويات، وصناعة الأثاث، والصناعات الغذائية، والصناعات الصغيرة والمتوسطة، والخدمات إضافة إلى صناعات متنوعة أخرى.
وأشار إلى أن المعرض يتيح الفرصة للزوار للاطلاع على أحدث المنتجات والخدمات في القطاع الصناعي، والتواصل مع خبراء الصناعة والمستثمرين، والاطلاع على قصص نجاح الشركات الصناعية في الدولة، وقدرتها على تطوير أعمالها وتعزيز تنافسيتها.
تطور الشركات والمصانع القطرية
وقال صالح الشرقي المدير العام لغرفة قطر ورئيس اللجنة الفنية المنظمة للمعرض، إن الحدث يعكس التطور الذي تحققه الشركات والمصانع القطرية عاما بعد عاما، مشيرا إلى أنه يضم مجموعة كبيرة من الشركات والمصانع القطرية التي حققت نموا كبيرا خلال السنوات القليلة الماضية بفضل الدعم الحكومي، والبنية التحتية المتطورة، إلى جانب التشريعات والقوانين التي سهلت تأسيس المصانع، ووفرت كثيرا من المحفزات والتسهيلات للمستثمرين في القطاع الصناعي.
وخلال السنوات القليلة الماضية نجحت قطر في تطوير عدد من الصناعات، وزيادة الإنتاج في مجالات متعددة، خاصة المجال الغذائي حتى وصلت إلى تحقيق معدلات اكتفاء ذاتي في بعضها؛ مثل: منتجات الألبان، بل امتد الأمر إلى فتح أسواق للتصدير أمام هذه المنتجات، كما أن هناك دعما كبيرا للمزارعين القطريين من خلال شركة حصاد، التي تشتري المحاصيل من المزارع، ثم تعيد بيعها دعما للمزارعين.
منتجات الألبان
وفي هذا الإطار قال الرئيس التنفيذي لشركة بلدنا ناصر المسلماني -في تصريحات للجزيرة نت-، إن قطر استطاعت تحقيق الاكتفاء الذاتي من منتجات الألبان منذ أكثر من عامين، مشيرا إلى أن شركة “بلدنا” تسهم بالحصة الأكبر في الإنتاج المحلي بنسبة تزيد عن 65% كما تصدّر جزءا من إنتاجها للخارج.
وأشار إلى أن “بلدنا”، التي تشارك بجناح كبير في المعرض، تنتج ما يزيد على 400 طن يوميا، حيث تعدّ منتجات الحليب ومشتقاته الأكثر طلبا للمستهلكين.
وأشاد بالدعم الحكومي للصناعات المحلية من خلال التشريعات والقوانين اللازمة لحماية الصناعات الوطنية، حيث إن السياسة العامة للدولة تدعم المنتج المحلي بكل السبل، حفاظا على مكتسبات هذه الشركات أمام المنتجات الأجنبية المنافسة.
ويرى أن “بلدنا” تعدّ نموذجا يحتذى في نجاح الشركات المحلية وقدرتها على مواكبة التطور، وتوفير احتياجات السوق المحلية، ومن ثم تقليل الاستيراد، منبها إلى أن الشركة دائما في تطور وتوسع وتعمل على تنوع شبكة إنتاجها حول العالم، من خلال اتفاقيات وشراكات تعاون مع العديد من دول العالم.
الأمن الغذائي
وقال ناصر الخلف من شركة “أغريكو” للتطوير الزراعي ومصنع قطر لإنتاج اللحوم، إن المشاركة في المعرض فرصة للتعبير عن مدى تطور الشركات الوطنية وقدرتها على الإنتاج وتلبية الطلب المحلي، حيث أُسست الشركة في 2011 لتواكب رؤية الدولة في إنتاج المواد الغذائية، وتحقيق الأمن الغذائي بدولة قطر، مشيرا إلى أن البداية كانت من خلال تطوير منظومة زراعية باستخدام بيوت محمية مطورة تُصنّع محليا لإنتاج الخضروات على مدار العام.
وأشار الخلف -في تصريحات للجزيرة نت- إلى أن الشركة تطورت بشكل كبير وتنتج حاليا 7 أطنان يوميا من الخضروات المختلفة، موضحا أن الشركة في صدد البدء قريبا في تصدير كميات من الإنتاج الزراعي الخاص بها، موضحا أنه نتيجة لزيادة الإنتاج أُسس مصنع لإعادة تدوير المخلفات العضوية، حيث إنه ينتج حوالى 300 طن للتربة الزراعية من المخلفات العضوية.
وأضاف أن الشركة تتّبع نظام “الهيدروبونيك” ثم تطور أنظمة مختلفة منها “الأكوابونيك” باستخدام الأسماك لإنتاج الخضروات، ومن ثم تأسيس مزرعة لإنتاج الأسماك؛ مثل: البلطي والروبيان.
وكشف الخلف أن هناك شراكة بين شركته مع وزارة البلدية لتشغيل المفرخ التابع للوزارة لإنتاج إصباعيات الأسماك، وهو مشروع بيئي ينتج 4 مليون إصبعية أو زريعة، وإلقائها بالبحر، ليكون مشروعا بيئيا لوزارة البلدية والفائض منها يُسمّن ويُعرض بالسوق المحلية.
دعم حكومي
من جهته أكد رئيس العلاقات التجارية والتواصل بشركة “حصاد” الغذائية مبارك السحوتي، أن الشركة حريصة على الوجود في مثل هذه المعارض بما ينعكس على التجارة داخل البلاد، من خلال عرض المنتجات المحلية وعرض استثمارات شركة “حصاد” داخل الدولة، التي تعزز بدورها العمل على زيادة الإنتاج المحلي من المواد الغذائية ودعم الأمن الغذائي.
وأضاف -في تصريحات خاصة للجزيرة نت- أن حصاد لها استثمارات محلية عدة، من بينها: شركة محاصيل الغذائية التي تشتري المنتج المحلي من الخضروات من أكثر من 400 مزرعة بالدولة، وتعيد تعبئته وتسويقه بالمجمعات التجارية بما يليق بمستوى المنتج المحلي، من خلال تعبئة ترتقي بمستوى المنتج.
وأوضح أنه تُوزّع المنتجات على أكثر من 100 منفذ بيع بالدولة، بما يمثل دعما مباشرا من الدولة لدعم المنتج المحلي، ودعم المزارعين حيث تُشترى بأسعار تقررها وزارة البلدية، كنوع من التكامل للاقتصاد الإيجابي بين مؤسسات الدولة والشركات المحلية المختلفة، موضحا أن الشركة تهدف إلى رفع عبء عملية التسويق عن كاهل المزارعين، من خلال تسويق إنتاجهم من الخضروات في السوق المحلية، ضمن برنامج تسويق الخضروات المحلية، وذلك لتحفيزهم على زيادة حجم الإنتاج ورفع جودته.