ما تأثير توترات إسرائيل وإيران على التجارة العالمية وسلاسل التوريد؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

يلقي استيلاء الحرس الثوري الإيراني على سفينة “إم إس سي آريس” MSC Aries المملوكة لشركة إسرائيلية الضوءَ على التوترات التي تعصف بالشرق الأوسط، الأمر الذي عدّته وكالة “بلومبيرغ” الاقتصادية دليلًا على معاناة سلاسل التوريد العالمية إذا تفاقمت الاضطرابات.

وحدد موقع “تانكر تراكرز دوت كوم” موقع السفينة بين جزيرتي قشم وهرمز، وقالت إيران إن السفينة انتهكت القواعد البحرية، لكن المحللين أشاروا إلى أن ملكيتها الإسرائيلية هي الدافع وراء الهجوم.

وجاءت العملية الإيرانية السبت في الفترة التي سبقت هجوم طهران بطائرات بدون طيار وصواريخ على إسرائيل، مما أثار مخاوف من صراع أوسع في الشرق الأوسط وتحويلات شحن أكثر كلفة حول الممرات التجارية الحيوية في المنطقة.

اضطرابات أم حدث عارض؟

يقول كايل هندرسون، الرئيس التنفيذي للتكنولوجية التي تقدم توقعات لسلاسل التوريد إنه من غير الواضح ما سيفضي إليه الأمر سواء اضطراب لبعض الوقت أم أن الأمر يتعلق بسفينة واحدة فقط.

ووفق بلومبيرغ، فإن أي مشكلة أخرى في مضيق هرمز ستسبب معظم المشاكل لناقلات النفط، لكن 15% من السفن التي تمر عبره هي سفن حاويات ترتاد موانئ مثل جبل علي بالإمارات، بينما يلعب المضيق دورًا رئيسيًا في ضمان تدفق الإمدادات إلى الشركات المصنعة العالمية.

وكانت الوجهات النهائية للسفينة المملوكة إسرائيليًا تتوزع على نحو 60 دولة، بما في ذلك شركة إكسون موبيل وداو الأميركيتان، فضلا عن شركات في أوروبا وكندا وأميركا الجنوبية، حسبما نقلت بلومبيرغ عن شركة فيزيون.

وكانت “إم إس سي آريس” في رحلة بين الهند وسريلانكا والشرق الأوسط وأوروبا. ويتجاوز جزء كبير من أسطول الحاويات الذي يبحر في مثل هذه المسالك منطقة الشرق الأوسط تمامًا ويدور حول أفريقيا جرّاء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

منطقة هامة

لكن الدول الأخرى التي تعتمد على موانئ الخليج العربي والبحر الأحمر -كمراكز لإعادة الشحن- لا يمكنها أن تفعل الشيء نفسه بسبب أهمية المنطقة بالنسبة للسوائل والمكونات الصناعية.

ويقول جيرارد ديبيبو كبير محللي الاقتصاد الجغرافي في بلومبيرغ إيكونوميكس “مضيق هرمز أكثر من مجرد نقطة عبور للطاقة خاصة بالنسبة لاقتصادات الخليج. وتعد شحنة آريس مثالاً على تعقيد سلاسل التوريد.. استيلاء إيران على السفينة تذكير آخر بضعف نقاط التفتيش البحرية”.

كانت أكثر من 90 حاوية على متن سفينة “إم إس سي آريس” متجهة إلى الولايات المتحدة، التي صنفت خارج الوجهات العشر الأولى للسفينة -وفقًا لشركة فيزيون- وكان من المتوقع أن تكون الحصة الأكبر من البضائع لتركيا وبلجيكا وإيطاليا.

وتم استئجار السفينة من قبل شركة “إم إس سي ميديترينيان شيبينغ” وهي أكبر خط حاويات في العالم، وتملكها شركة تابعة لشركة زودياك ماريتيم وهي جزء من مجموعة زودياك التابعة لرجل الأعمال الإسرائيلي، إيال عوفر، وفق بلومبيرغ.

ويوفر احتجاز السفينة عند منطقة غير مستقرة للتجارة معطى آخر للمستوردين الصناعيين لفهم الطرق التي تسلكها بضائعهم، وتحصين مخزوناتهم من الصدمات غير المتوقعة، والتخطيط لشحناتهم بصورة مسبقة، وفق بلومبيرغ.

ويقول هندرسون من شركة فيزيون “بدأ الشاحنون التفكير في طرق الشحن التي يحجزونها، وعدد السفن التي سيتحولون إليها وأين تتم عمليات إعادة الشحن هذه.. هذا مستوى من التعقيد يمثل طبقة جديدة للعديد من شركات الشحن الموجودة”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *