أعلنت “مهدرين” -شركة استثمار زراعي ومصدر رئيسي للحمضيات وغيرها من المنتجات الزراعية في إسرائيل– عن خسارة تفوق 160 مليون شيكل (43.8 مليون دولار) للربع الثالث من عام 2023، وسط توقعات بمزيد من التأثيرات السلبية، بسبب الحرب على غزة.
وحذرت “مهدرين” -في تقريرها- من أن الحرب على قطاع غزة التي اندلعت مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي لها “تأثير مادي كبير على القطاع الزراعي في إسرائيل بشكل عام، وعلى منطقة حدود قطاع غزة وشمال البلاد على وجه الخصوص”، وبالتالي على أعمال الشركة.
ونقل موقع “غلوبس” الإسرائيلي المتخصص بالاقتصاد عن تقرير الشركة، أن الخسارة الهائلة في الربع الثالث ترجع إلى انخفاض قيمة أصول “مهدرين” وتخلي الشركة عن الأراضي التي لا تحقق أرباحا.
وتقول الشركة إن إدارتها وضعت إستراتيجية لتحسين كفاءة نشاطها الزراعي في إسرائيل، بما يتضمن التخلي عن المناطق التي تُسجل فيها خسائر وتوسيع نطاق نشاطها في المناطق المربحة.
وفيما يتعلق بالضرر الناجم عن الحرب، تقول “مهدرين” إن إيراداتها تعتمد بشكل رئيسي على موسم جني الحمضيات والأفوكادو في إسرائيل، وتخشى ضربة قوية في هذا الجانب ستظهر في نتائج الربع الأخير من العام.
وتمتلك “مهدرين” بساتين ومزارع تبلغ مساحتها 4 آلاف دونم (40 ألف متر) في منطقة حدود قطاع غزة، ووفقا لبيان الشركة لم تتمكن طواقمها من الوصول إلى هذه البساتين والمزارع حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في حين أصبح الوصول إلى بعضها ممكنا في ديسمبر/كانون الأول الماضي حيث تم اكتشاف أضرار كبيرة فيها شملت تدمير نظام الري والمخازن، بجانب تضرر المحاصيل الموسمية.
وتقول الشركة إن معظم عمال الحصاد عادة ما يكونون من سكان الأراضي الفلسطينية والعمال الأجانب.
وانخفضت نسبة العمالة المتاحة لدى الشركة بشكل حاد، إذ استدعي بعضهم إلى التعبئة العسكرية “جنود الاحتياط”، وغادر العمال الأجانب (بصورة رئيسية من تايلاند) البلاد، في وقت تمنع إسرائيل الفلسطينيين من الدخول.
ونتيجة لذلك، وظفت الشركة نصف عدد العمال المعتادين في الحصاد، ونصف هؤلاء كانوا من العمال غير المهرة (متطوعين وعمال عاديين)، مما أثر بشكل كبير على كفاءة الحصاد.
ووفقا للشركة، فإن إنتاجية العامل المتطوع تعادل حوالي 10% من إنتاجية العامل الماهر. إضافة إلى ذلك، ارتفعت أجور العمال بنسبة 40% بسبب نقص العمالة، فضلا عن تكلفة جلبهم من مختلف أنحاء البلاد.
ويواجه المزارعون في مستوطنات غلاف غزة والنقب الغربي أضرارا مباشرة وغير مباشرة، وينضم إليهم المزارعون الذين تقع حقولهم وبساتينهم في الجليل الأعلى على مقربة من الحدود اللبنانية، مضيفا أن الضرر جسيم، لأن العديد من العمال الأجانب غادروا إسرائيل، ولا يسمح للعمال الفلسطينيين بالدخول إليها.
وتظهر بيانات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية أن مزارع غلاف غزة تشكل 30% من الأراضي المخصصة لزراعة الخضروات في إسرائيل.
وكان موقع “غلوبس” نشر سابقا تقريرا تحدث فيه عن أهمية أراضي غلاف غزة بالنسبة للأمن الغذائي الزراعي وللسوق الإسرائيلية.
وتُعرف المنطقة المحيطة بقطاع غزة باسم “رقعة الخضار الإسرائيلية” وتحوي أيضا مزارع للدواجن والماشية، إلى جانب مزارع للأسماك.
ونقل عن رئيس اتحاد المزارعين، عميت يفراح، قوله إن غلاف غزة ينتج:
- %75 من الخضروات المستهلكة في إسرائيل.
- %20 من الفاكهة.
- %6.5 من الحليب.
- %70 من محصول البندورة.
- %37 من مناطق زراعة الجزر والملفوف.
- %60 من زراعة البطاطا.
- ورغم أن 9.5% فقط من البساتين والبيارات تقع في مستوطنات الغلاف، فإن 59% من بساتين الليمون بالبلاد موجودة في المنطقة، وحوالي 30% من بساتين البرتقال.