قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا اليوم الخميس إن الحرب الحالية بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، بقيادة كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، “تفطر القلوب”، وتهدد بإضافة المزيد من القتامة على أفق الاقتصاد العالمي الغائم بالفعل. وأضافت “نراقب عن كثب كيف سيتطور الموقف، وكيف يؤثر في الأوضاع خاصة أسواق النفط”.
وتابعت -أمام مؤتمر صحفي خلال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين المنعقدة في مراكش بالمغرب- أن أسعار النفط شهدت تقلبات، وأن الأسواق تشهد ردود فعل، لكن من السابق لأوانه التنبؤ بالأثر الاقتصادي الكامل للأمر.
وقالت أيضا إنه “من الواضح أن تلك غيمة جديدة في أفق ليس هو الأكثر إشراقا بالمرة للاقتصاد العالمي. غيمة جديدة تزيد قتامة هذا الأفق وبالطبع كنا في غنى عنها”.
وفجر السبت الماضي، أطلقت المقاومة الفلسطينية بغزة بقيادة كتائب عز الدين القسام عملية “طوفان الأقصى” ردا على اعتداءات الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى، في حين أطلقت إسرائيل عملية “السيوف الحديدية” وتواصل شن غارات مكثفة على قطاع غزة المحاصر منذ 2006.
وأمس الأربعاء قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إن الوضع في إسرائيل يثير مخاوف إضافية على الاقتصاد الأميركي.
كما قال رئيس البنك الدولي أجاي بانغا الثلاثاء الماضي إن “الصراع بين إسرائيل وغزة صدمة اقتصادية عالمية لا ضرورة لها، وسيجعل من الصعب على البنوك المركزية تحقيق خفض سلس للتضخم في اقتصادات عديدة، إذا انتشر” ذلك الصراع.
تداعيات سلبية
وتوقع صندوق النقد الدولي، أول أمس الثلاثاء، وقوع تأثيرات سلبية على اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وخارجها، بسبب المعارك بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وذكر مدير إدارة البحوث في صندوق النقد الدولي بيير أوليفييه غورينشا أن الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية ستكون مؤثرة في اقتصادات المنطقة وخارجها، بسبب ارتفاع أسعار النفط وغياب الاستقرار السياسي.
وتوقع تقرير لصندوق النقد الدولي -نشر اليوم الخميس- أن يتراجع النمو في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 2% خلال عام 2023، مقارنة بـ5.6% العام الماضي، جراء عوامل عدة من بينها خفض إنتاج النفط وتشديد السياسات النقدية وصعوبات في دول عدة.
لكن التقرير -الذي نشر على هامش الاجتماعات السنوية للصندوق والبنك الدوليين في مراكش- توقع أن تتحسن الأوضاع في المنطقة عام 2024 ليصل النمو إلى 3.4%.
تأثيرات المعارك على إمدادات النفط
في السياق ذاته أعلنت الوكالة الدولية للطاقة اليوم الخميس أن المواجهات بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية منذ السبت في قطاع غزة “لم تكن لها وطأة مباشرة على إمدادات النفط”، مؤكدة أن احتمال تأثيرها في صادرات النفط يبقى “محدودا حاليا”.
وكتبت الوكالة في تقريرها الشهري عن سوق النفط “إن كان احتمال التأثير في إمدادات النفط يبقى محدودا حاليا، فإن الضربات حملت على فرض قسط تأمين أعلى للمخاطر الجيوسياسية”.
لكن الوكالة حذرت من أنه “فيما لم تسجل أي وطأة مباشرة على العرض الفعلي (للنفط)، تبقى الأسواق متأهبة في ظل تطور الأزمة”، مؤكدة استعدادها للتصرف عند الضرورة لضمان إمدادات كافية للأسواق.
وقالت إن “النزاع في الشرق الأوسط مليء بالغموض والأحداث تتطور بسرعة”، وأضافت أن”تصعيدا حادا في المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط -المنطقة التي تمثل أكثر من ثلث التجارة العالمية للنفط بحرا- تطرح تحديا كبيرا للأسواق”.