حوادث لا تنتهي آخرها فقدان لوح خارجي.. فهل تتخلص بوينغ من مشاكلها؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

ذكرت شركة “يونايتد إيرلاينز” أن طائرة من طراز “بوينغ 737″ تابعة لها فقدت لوحا خارجيا خلال رحلة انطلقت أمس الجمعة. ونقل عن الشركة قولها إنه تم اكتشاف الضرر الذي لحق بالطائرة، بعد أن هبطت بسلام وعلى متنها 139 راكبا إضافة إلى طاقمها المكون من 6 أفراد، في مدينة ميدفورد جنوب ولاية أوريغون الأميركية.

وفي أعقاب الحادث، بدأت سلطات الطيران الأميركية تحقيقا للتأكد من الظروف المحيطة بفقدان اللوح الخارجي قبل الهبوط.

ودشنت إدارة الطيران الفدرالية “إف إيه إيه” بسرعة تحقيقات في الحادث بسبب مخاوف بشأن أمن وسلامة الطائرة.

وأثار هبوط الطائرة دون إعلان حالة الطوارئ تساؤلات عن فعالية عمليات التفتيش قبل الرحلة وبروتوكولات الصيانة. ويهدف التحقيق إلى الكشف عن السبب الجذري وراء اللوحة المفقودة، وتقييم مدى كفاية تدابير السلامة التي تستخدمها كل من شركة الطيران والشركة المصنعة للطائرة بوينغ.

ردود فعل

وفي ردها الفوري على الحادث، أصدرت شركة يونايتد إيرلاينز بيانات لطمأنة الركاب وأصحاب المصلحة بالتزامهم بالسلامة، وجاء في بيان صادر عن الشركة “سنجري فحصا شاملا للطائرة، وسنقوم بجميع الإصلاحات المطلوبة قبل عودتها إلى الخدمة”.

وأكدت شركة الطيران أنه لم يتم الإعلان عن أي حالة طوارئ أثناء الرحلة، مشيرة إلى عدم وجود علامات واضحة على حدوث أضرار أو مشكلات تشغيلية.

ومع ذلك، أقرت شركة يونايتد إيرلاينز بخطورة الوضع، وتعهدت بالتعاون الكامل مع إدارة الطيران الفدرالية والسلطات الأخرى ذات الصلة في إجراء تحقيق شامل.

وأعرب مسؤولون تنفيذيون في شركات طيران عالمية، بما في ذلك سكوت كيربي الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد إيرلاينز، في حديث إعلامي عن إحباطهم إزاء أزمة السلامة التي تعاني منها شركة بوينغ، والتي تمثل عوائق كبرى أمام خططهم الإستراتيجية.

وعلى الرغم من المخاوف العامة، فإن شركات الطيران تواصل التفاوض بشأن طلبيات طائرات جديدة سعيا للاستفادة من مأزق بوينغ لتأمين شروط مواتية. وقال المدير الإداري لشركة ليهام لاستشارات الطيران سكوت هاميلتون “عملاء بوينغ ليس لديهم خيار سوى الاستمرار في التعامل مع بوينغ سواء شاؤوا ذلك أم لا”.

الآثار الأوسع لأزمة سلامة بوينغ

ويسلط الحادث الذي تعرضت له رحلة يونايتد رقم 433، الضوء على المخاوف الأوسع نطاقا المحيطة بأزمة الأمن والسلامة في شركة بوينغ، والتي ترددت أصداؤها في جميع أنحاء صناعة الطيران.

وأثارت الحوادث الأخيرة التي تعرضت لها طائرات بوينغ، بما في ذلك حالة الطوارئ الجوية لطائرة بوينغ 737 ماكس 9 التابعة لشركة خطوط ألاسكا الجوية ورحلة المدرج لطائرة بوينغ 737 ماكس التي تديرها شركة يونايتد، تساؤلات حول بروتوكولات السلامة وعمليات التصنيع الخاصة بالشركة.

وقد تم تكثيف التدقيق التنظيمي والتدقيق العام، مما أدى إلى الضغط على بوينغ لمعالجة القضايا التنظيمية واستعادة الثقة في منتجاتها.

وقبل عدة أسابيع، انتقد الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية الأميركية روبرت إيسوم شركة بوينغ بسبب مشكلات الجودة المستمرة، وطلب من الشركة المصنعة للطائرات أن تعمل مع شركته. والأسبوع الماضي، قدمت أول طلبية على الإطلاق لشراء طائرات ماكس 10 لتأمين بديل لطائراتها من طراز إيرباص “إيه 321”.

وفي سياق مماثل، أعربت الخطوط الجوية الأميركية عن مخاوفها بشأن قضايا الجودة لدى بوينغ، وحثت الشركة المصنعة على معالجة التحديات الأساسية. وقامت الناقلة مؤخرا بتنويع أسطولها من خلال تقديم طلبات شراء لطائرات بوينغ ماكس 10، ولكن مع توفير المرونة والتعويض عن تأخير التسليم.

مفاوضات لاستغلال الفرصة

واستجابة للتحديات التي تواجهها بوينغ، اعتمدت شركات الطيران إستراتيجيات مختلفة للتخفيف من المخاطر وانتزاع مزيد من الامتيازات من شركة الطيران العملاقة، بدءا من إعادة التفاوض على الطلبيات، والسعي للحصول على تعويض عن التأخير في التسليم، واستكشاف خيارات الأسطول البديلة.

The Boeing Company building

التداعيات المالية ومعنويات السوق

ويعكس التراجع الأخير في أسهم شركات الطيران الأميركية المخاوف المتزايدة المحيطة بتأخير تسليم الطائرات، وأسعار الوقود المتقلبة، والتداعيات الأوسع نطاقا للمشاكل التي تواجهها بوينغ.

وقد شهدت شركة طيران ساوثويست، خصوصا، انخفاضا كبيرا في أسهمها بعد التوقعات القاتمة وتخفيضات الطاقة الاستيعابية وفقا لبلومبيرغ، وتهدد حالة عدم اليقين السائدة بتعطيل موسم السفر الصيفي القادم، مما يضيف المزيد من الضغط على الصناعة التي تتصارع بالفعل مع الضغوط التضخمية وانخفاض الطلب الاستهلاكي.

وتشير بلومبيرغ إلى أن تآكل ثقة المستثمرين يؤكد الحاجة إلى الشفافية والمساءلة وإدارة المخاطر بشكل استباقي في قطاع الطيران. وعلى الرغم من التحديات القصيرة المدى، فإن أصحاب المصلحة في الصناعة يظلون متفائلين بشأن الآفاق الطويلة المدى لصناعة الطيران، مدعومة بمرونة وابتكار اللاعبين الرئيسيين.

ما زال هناك أمل

وبينما تسعى بوينغ لمعالجة المخاوف المتعلقة بالسلامة واستعادة الثقة في طائراتها، يظل أصحاب المصلحة في الصناعة متفائلين بحذر بشأن التوصل إلى حل يضمن سلامة واستقرار الطيران التجاري، وفقا لمراقبين.

ويرى المدير الإداري لشركة ليهام لاستشارات الطيران سكوت هاميلتون أنه رغم استمرار التحديات، فإن الجهود الجماعية التي تبذلها الهيئات التنظيمية وشركات الطيران والمصنعون ضرورية للإبحار في الأجواء المضطربة المقبلة.

ويشير هاميلتون إلى التدابير الاستباقية، بما في ذلك بروتوكولات السلامة المعززة وعمليات التفتيش الصارمة والحوار المستمر بين أصحاب المصلحة، بكونها أمرا حيويا في إعادة بناء الثقة والمرونة داخل النظام البيئي للطيران.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *