حصاد 2024.. الاقتصادات العربية تدفع ثمن التوترات الجيوسياسية

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

ألقت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بظلالها على اقتصادات العديد من الدول العربية خلال عام 2024، مما أدى إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية في بعض الدول وصعوبة التعافي بدول أخرى.

وشملت التأثيرات السلبية فلسطين ولبنان ومصر والأردن، في حين تأثرت إسرائيل نفسها بشكل غير مسبوق.

فلسطين

مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تعرّض الاقتصاد الفلسطيني لخسائر جسيمة أدت إلى أزمة اقتصادية غير مسبوقة.

  • انكماش الناتج المحلي: أظهرت تقديرات البنك الدولي الصادرة في 16 ديسمبر/كانون الأول الجاري أن اقتصاد الضفة الغربية انكمش بنسبة 23% خلال النصف الأول من العام، في حين شهدت غزة تراجعا بنسبة 86%.
  • تدمير البنية الاقتصادية: دمرت القوات الإسرائيلية 88% من منشآت القطاع الخاص في غزة، مع تدمير 66% منها كليا وإلحاق أضرار جزئية بـ22%.
  • ارتفاع البطالة: بلغت معدلات البطالة في غزة أكثر من 80%، مع تضرر جميع القطاعات، خاصة البناء والتصنيع والتجارة.
  • التحديات المالية: أدى انخفاض الإيرادات والاقتطاعات الإسرائيلية إلى تقليص رواتب موظفي السلطة الفلسطينية بما يتراوح بين 60 و70% منذ بداية الحرب، مع وصول الاحتياجات التمويلية للسلطة إلى 1.04 مليار دولار خلال أول 10 أشهر من العام.

لبنان

تأثر الاقتصاد اللبناني بشكل كبير نتيجة الحرب الإسرائيلية على جنوب لبنان.

  • الخسائر الاقتصادية: قدّرت خسائر الاقتصاد اللبناني بنحو 5.1 مليارات دولار حتى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
  • قطاع العقارات: بلغت الخسائر في العقارات 3.4 مليارات دولار مع تدمير نحو 100 وحدة سكنية كليا أو جزئيا.
  • فقدان الوظائف: فقد نحو 166 ألف شخص وظائفهم، مما ساهم في زيادة البطالة.
  • النمو الاقتصادي: خفضت الحرب معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 6.6%، مما زاد تعقيد الأزمة الاقتصادية اللبنانية المستمرة منذ 2019.

مصر

كانت مصر من بين الدول المتضررة اقتصاديا بسبب الحرب، خاصة مع تأثر قناة السويس أحد أهم مصادر الدخل القومي.

  • تراجع عائدات القناة: أفاد الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن الحرب الإسرائيلية على غزة كلفت قناة السويس خسائر بلغت 7 مليارات دولار، أي بانخفاض 60% مقارنة بعام 2023.
  • تباطؤ النمو الاقتصادي: انخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 2.4% للسنة المالية 2024/2023 مقارنة بـ3.8% في العام السابق.
  • التضخم: توقع صندوق النقد الدولي ارتفاع معدل التضخم إلى 33.3% للسنة المالية 2025/2024 مقارنة بـ24.4% في العام السابق.

الأردن

شهد الأردن تأثيرات ملحوظة في قطاعاته الاقتصادية، خاصة السياحة.

  • تراجع السياحة: انخفض الدخل السياحي بنسبة 4.4% خلال الأشهر العشرة الأولى من 2024، مع تراجع عدد السياح بنسبة 6.6%.
  • انخفاض المبيعات: سجلت قطاعات التجزئة مثل الملابس والإلكترونيات والأثاث انخفاضا في المبيعات، في حين تراجعت مبيعات الصيدليات بنسبة 20% مع توجه المستهلكين نحو المشتريات الأساسية.

إسرائيل

على الرغم من كونها الطرف المهاجم فإن الاقتصاد الإسرائيلي تكبد خسائر كبيرة نتيجة الحرب.

  • العجز المالي: سجلت إسرائيل عجزا بنسبة 7.7% من الناتج المحلي الإجمالي، أي ما يعادل 40.5 مليار دولار، وهو أعلى عجز منذ بداية الألفية.

  • تراجع السياحة: انخفض عدد السياح الوافدين بنسبة 70% ليصل إلى 885 ألف سائح فقط مقارنة بـ2.96 مليون سائح في العام السابق.
  • فقدان العمالة الفلسطينية: غياب 170 ألف عامل فلسطيني كانوا يعملون في قطاعات حيوية مثل الإنشاءات أدى إلى تعطيل الأنشطة الاقتصادية، لكن لم تصدر تقديرات رسمية للخسائر الناتجة عن ذلك.

وتؤكد هذه الأرقام أن التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط خلال 2024 لم تقتصر على الخسائر البشرية، بل تسببت في أزمات اقتصادية واسعة النطاق.

وعلى الرغم من محاولات الدول المتأثرة معالجة التداعيات فإن الآفاق الاقتصادية للمنطقة ستظل مرهونة بمدى استقرار الأوضاع السياسية والأمنية العام المقبل.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *