رفعت توقعات الفائدة الأوروبية والأميركية اليوم أسعار الذهب والنفط، فيما استقر الدولار واليورو، مع ترجيح الأسواق خفضًا أوروبيا اليوم وأميركيا في سبتمبر/أيلول المقبل.
وارتفعت أسعار الذهب اليوم الخميس، مع تراجع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية في ظل تزايد الرهانات على أن خفض أسعار الفائدة الأميركية قد يبدأ في سبتمبر/أيلول المقبل، بينما يترقب المستثمرون بيانات الوظائف غير الزراعية الأميركية.
الذهب
وارتفع سعر الذهب 0.3% إلى 2362 دولارًا للأونصة في المعاملات الفورية، وقت كتابة التقرير، وذلك بعد صعوده 1% في الجلسة الماضية.
كما زادت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم يوليو/تموز 0.25% إلى 2369.5 دولارا.
واستقر مؤشر الدولار عند 104.30 نقاط مرتفعًا 0.03%، ليسجل أدنى مستوى له في نحو شهرين، وظلت عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات قرب أدنى مستوياتها في أكثر من شهرين.
ونقلت رويترز عن تيم ووترر، كبير محللي السوق في “كيه سي إم تريد”، قوله: “لا تزال التوقعات الأساسية تبدو بناءة بالنسبة للذهب مع اقترابنا من تخفيضات محتملة في أسعار الفائدة في النصف الثاني من العام. ومع هذا قد يتجه مستوى 2300 دولار للهبوط إذا حصلنا على قراءة قوية للوظائف غير الزراعية تحديدا”.
وانخفض التوظيف من قبل أرباب العمل في القطاع الخاص الأميركي إلى أدنى مستوى له منذ 4 أشهر في مايو/أيار مما يزيد من الدلائل على ضعف سوق العمل. وتترقب الأسواق الآن بيانات الوظائف غير الزراعية غدا الجمعة لمزيد من المؤشرات.
ويقلل انخفاض أسعار الفائدة من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الذي لا يدر عائدا.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، صعدت الفضة في المعاملات الفورية 1.8% إلى 30.54 دولارا للأوقية. وارتفع البلاتين 1.2% إلى 1003.95 دولارات وزاد البلاديوم 1.2% إلى 942.75 دولارا.
اليورو
وارتفع اليورو قليلا، قبيل قرار متعلق بالسياسات من البنك المركزي الأوروبي، إذ يرى المتعاملون أن خفض أسعار الفائدة أمر شبه مؤكد، في حين تراجع الدولار بفعل تجدد الرهانات على خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة هذا العام.
واستقر الدولار الكندي بعد أن تراجع الجلسة الماضية على إثر خفض الفائدة من قبل البنك المركزي الكندي، وبلغ 1.3694 للدولار، وقت كتابة التقرير.
وزاد اليورو 0.046% إلى 1.0872 دولار مع تطلع المتداولين إلى اجتماع البنك المركزي الأوروبي في وقت لاحق من اليوم للحصول على مؤشرات بشأن مسار أسعار الفائدة.
وفي حين أبدى صناع السياسات عزمهم على خفض تكاليف الاقتراض هذا الشهر، إلا أنهم ظلوا متحفظين بشأن مدى سرعة حدوث التخفيضات اللاحقة.
وفي السوق الأوسع، كان الدولار في حالة تراجع ومن أسباب ذلك ضعف سوق العمل في الولايات المتحدة وهو ما زاد من مبررات خفض أسعار الفائدة هذا العام.
وأظهرت بيانات أمس الأربعاء أن قطاع الخدمات الأميركي عاد مرة أخرى إلى النمو في مايو/أيار بعد انكماش قصير الأمد في الشهر السابق، لكن تفاصيل المسح أشارت إلى استمرار انكماش التوظيف.
النفط
أما النفط، فقد مدد مكاسبه من الجلسة الماضية وسط توقعات متزايدة بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيخفض الفائدة في سبتمبر/أيلول، لكن حد من المكاسب ارتفاع المخزونات الأميركية وخطة أوبك بلس لزيادة الإمدادات.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 46 سنتا 0.62% إلى 78.87 دولارا للبرميل، وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 52 سنتا أو 0.74% إلى 74.63 دولارا.
ويتوقع ما يقرب من ثلثي الاقتصاديين الآن خفض أسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول، وفقا لاستطلاع لرويترز في الفترة من 31 مايو/أيار إلى الخامس من يونيو/حزيران، ليعوض التأثير السلبي الناتج عن أنباء الإمدادات.
ويقلل انخفاض أسعار الفائدة تكلفة الاقتراض مما قد يحفز النشاط الاقتصادي ويعزز الطلب على النفط.
ولا يزال خاما القياس يتجهان صوب انخفاض أسبوعي بنحو 4% حتى اليوم الخميس، تأثُّرا بأحدث قرار حول الإمدادات من أوبك بلس.
واتفقت المجموعة يوم الأحد الماضي على تمديد معظم تخفيضاتها لإنتاج النفط حتى عام 2025، لكنها تركت المجال لإلغاء التخفيضات الطوعية تدريجيا من 8 أعضاء اعتبارا من أكتوبر/تشرين الأول.