في عصر التكنولوجيا يعد تحليل البيانات أحد المكونات الأساسية للنجاح، وفي عالم ريادة الأعمال يعتبر الاعتماد على تحليل البيانات أو المعطيات (Data analysis) أهم عنصر لمواكبة العصر.
وقد نشر موقع كلية الأعمال بجامعة أوهايو (Ohio Business University) تقريرا عن أهمية ودور تحليل البيانات في نجاح الأعمال التجارية، وأوضح أن ذلك التحليل يشمل تقييم البيانات التي توجد تحت تصرف شركتك بالفعل، والحصول من خلالها على معطيات جديدة تساعدك في اتخاذ القرارات وتقديم رؤى أكثر وضوحا فيما يحدث حولك، واقتراح ما يمكن القيام به بناء على هذه المعطيات.
أنواع البيانات القابلة للتحليل
تحتوى شركتك على العديد من أنواع البيانات، من أهمها نوعان رئيسيان هما:
بيانات كمية: وتشمل معلومات عن أرقام المبيعات والتسويق، وهي معلومات يسهل قياسها. وتحول هذه البيانات إلى معطيات إحصائية تجعل من السهل ملاحظة حجم الظواهر ودرجة تطورها.
بيانات نوعية: وهذا النوع من البيانات يشمل نصوصا مكتوبة، ولا يتضمن أرقاما مثل آراء العملاء سواء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو استطلاعات الرأي، أو ما ينشر عنك في الصحف. ويجب تبويب هذا النوع من البيانات بحيث يمكن تحويلها إلى معطيات عددية قابلة للتحليل.
خطوات تحليل البيانات
يمر تحليل البيانات بمجموعة من الخطوات تشمل الآتي:
تحديد الأهداف
قبل أن تبدأ في عملية تحليل البيانات، يجب أن تحدد الأهداف المرجوة من التحليل، لماذا ترغب في تحليل المعطيات؟ وتحديد أهدافك بدقة سيجعلك قادرا على الوصول إلى أفضل النتائج من التحليل.
جمع البيانات
يمكن تجميع البيانات من خلال مصدرين، داخلي مثل سجلات المحاسبة ورسائل البريد الإلكتروني، وخارجية مثل منصات التواصل الاجتماعي واستطلاعات الرأي. ويجب أن تكون عملية جمع البيانات دائمة ومتواصلة وغير مرتبطة بفترة زمنية محددة.
تمحيص البيانات
تأتي عملية تمحيص البيانات من أجل اختيار أفضل البيانات وأكثرها قابلية للتحليل. والبيانات المراد تحليلها هي تلك المرتبطة بهدف التحليل.
نمذجة النتائج
بعد إتمام عملية تحليل البيانات، يجب تحويلها إلى نماذج جذابة واضحة في شكل رسوم بيانية أو لوحات معلومات.
استخلاص النتائج والتفسير
بعد إتمام عملية التحليل واستخلاص النتائج والاستنتاجات، يأتي الدور على التفسير لإزاحة الغموض عن التساؤلات التي سبقت عملية التحليل.
أنواع تحليل البيانات
وفي تقرير آخر نشره موقع “إنفست توبيديا”(Investopedia) كتبه جيك فرانكفيلد، ذكر فيه أن هناك العديد من أنواع تحليل البيانات التي يمكن الاستفادة منها من أهمها ما يلي:
التحليل التنبؤي
ويهدف هذا النوع من التحليل إلى توقع أحداث مستقبلية على ضوء نتائج تحليل البيانات التاريخية.
التحليل النصي
ويساعد هذا النوع من التحليل على تحويل المعطيات النصية إلى بيانات رقمية.
التحليل التشخيصي
ويهدف هذا النوع من التحليل إلى الوقوف على مكامن الخلل في عمل الشركة، والأسباب التي أدت لذلك.
تحليل العلاقات البينية
يهدف هذا النوع من التحليل إلى إيجاد العلاقة بين مجموعة من العناصر بهدف تحديد الترابط بين هذه العناصر، وكونه ثابتا أو متغيرا.
التحليل النفسي
يساعد هذا النوع من التحليل على فهم مشاعر وأحاسيس العملاء تجاه علامتك التجارية.
فوائد تحليل البيانات لرواد الأعمال
وحدد الكاتب في تقريره العديد من الفوائد على تعود على الشركة بالنفع من تحليل البيانات، من أهمها ما يلي:
تحسين عملية صناعة القرار
من أهم نتائج تحليل البيانات هو استخدامها لتوجيه قرارات العمل، وتقليل الخسائر المالية، من خلال تزويد المديرين برؤى حول عملائهم ومنافسيهم وسوقهم. إذ تمنح التحليلات الشركات نظرة ثاقبة لكي تصبح أكثر كفاءة في تحسين عملية صنع القرار. وتسمح تحليلات الأعمال أيضا بأتمتة عمليات اتخاذ القرارات بالكامل.
الرفع من الإنتاجية وزيادة الكفاءة
يسمح لك تحليل المعطيات بتحسين الأعمال واكتشاف المشاكل المسببة لتراجع الإنتاجية، وهو ما يساعدك على وضع حلول لتجاوز تلك المشاكل.
إدارة المخاطر
يمكن أن تساعد تحليلات البيانات على فهم المخاطر واتخاذ التدابير الوقائية بشأنها. كذلك تساعد للحد من الخسائر إذا بالغت شركة ما في تقدير الطلب على منتج أو خدمة ما.
تحسين الكفاءة التشغيلية
من المؤكد أن تحليل البيانات يساعد الشركات في تحسين الكفاءة التشغيلية، حيث تظهر نتائج التحليل وجود أي نقص أو تأخير في مصادر الإنتاج، والتنبؤ بمكان المشاكل المستقبلية.