دعت مجموعات بارزة في قطاع الشحن -اليوم الأربعاء- إلى اتخاذ إجراءات عاجلة في البحر الأحمر لوقف هجمات جماعة الحوثي اليمنية على السفن التجارية، وذلك بعد غرق سفينة ثانية.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بدأت جماعة الحوثي استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر بطائرات مسيرة وصواريخ في توسع لتداعيات العدوان على قطاع غزة، واتسعت دائرة الاستهداف بعد تشكيل الولايات المتحدة تحالفا لوقف الهجمات البحرية ليستهدف الحوثيون سفنا أميركية وأخرى بريطانية.
وجاء في بيان مشترك لأكبر الاتحادات بقطاع الشحن في العالم أنه “من المؤسف أن يتعرض البحارة الأبرياء للهجوم، بينما يؤدون فقط وظائفهم الحيوية التي تحافظ على دفء العالم وتمده بالمأكل والملبس”.
دعوة
وأضاف البيان “يجب أن تتوقف تلك الهجمات فورا، وندعو الدول ذات النفوذ في المنطقة إلى حماية بحارينا الأبرياء وإلى تهدئة الوضع في البحر الأحمر على وجه السرعة”.
وأكد عمال إنقاذ -اليوم الأربعاء- غرق ناقلة الفحم (توتور) المملوكة لشركة يونانية بعد استهدافها في البحر الأحمر من جماعة الحوثي الأسبوع الماضي.
وذكرت المصادر أن السفينة تعرضت للاستهداف باستخدام صواريخ وقارب مسير ملغوم.
ونُشرت قوات بحرية دولية للدفاع عن السفن التي لا تزال تبحر عبر البحر الأحمر، لكن الهجمات زادت بوتيرة ملحوظة.
وذكرت مصادر في قطاع التأمين اليوم أن ثمة مخاوف متزايدة، كذلك، حيال استخدام الحوثيين القوارب الهجومية المسيرة.
ونقلت رويترز عن مصدر قوله: “التصدي لها أصعب وهي أكثر فتكا على الأرجح لأنها تستهدف السفن من الأسفل”.
وأضاف أن “الصواريخ تسببت بالأساس، حتى وقتنا هذا، في أضرار بأسطح السفن وهياكلها العلوية”.
وقال مونرو أندرسون، رئيس العمليات في (فيسيل بروتيكت) المتخصصة في التأمين ومخاطر الحرب البحرية، إن الحوثيين شنوا 10 هجمات منذ بداية يونيو/حزيران الجاري مقارنة بـ5 هجمات في مايو/أيار الماضي.
يشار إلى أن السفينة روبيمار المملوكة لجهة بريطانية كانت أول سفينة يغرقها الحوثيون، وغرقت في الثاني من مارس/آذار بعد نحو أسبوعين من تعرضها لقصف صاروخي.
القوارب المسيرة
وأضاف: “أول استخدام ناجح لقارب مسير يمثل تحديا جديدا للشحن التجاري في بيئة معقدة بالفعل”.
ورجحت المصادر أن ترتفع تكاليف التأمين بعد غرق سفينة ثانية وما سينتج عن ذلك من خسائر، مما سيؤدي إلى تكاليف إضافية بمئات الآلاف من الدولارات لكل رحلة.
وقال الأمين العام للاتحاد الدولي لعمال النقل ستيفن كوتون إن أفضل وسيلة لحماية البحارة هي أن تحول السفن مسارها وتدور حول قارة أفريقيا.
وأضاف: “نرحب أيضا بمرافقة السفن وتوفير الحماية لها بواسطة القوات البحرية، الأمر الذي سيقلل مخاطر تعرض السفن للاستهداف”.