علقت شركة “بريتش بتروليوم” النفطية البريطانية (بي بي) اليوم الاثنين جميع حركة ناقلاتها عبر البحر الأحمر بعد تصاعد هجمات جماعة الحوثي على السفن التجارية في البحر الأحمر.
ونقلت بلومبيرغ عن بيان للشركة “في ضوء الوضع الأمني المتدهور للشحن في البحر الأحمر قررت شركة بريتش بتروليوم إيقاف جميع عمليات العبور عبر البحر الأحمر مؤقتا”.
وأضافت أن “سلامة وأمن موظفينا وأولئك الذين يعملون نيابة عنا يمثلان أولوية لشركة بريتش بتروليوم”.
وارتفع سعر خام برنت وقت إعداد هذا التقرير 0.68% إلى 77.07 دولارا، كما زاد سعر برميل الخام غرب تكساس الأميركي 0.63% إلى 71.9 دولارا.
من جهتها قالت شركة “إيفرغرين” إنها قررت التوقف مؤقتا عن قبول البضائع الإسرائيلية بأثر فوري، وأصدرت تعليمات لسفن الحاويات التابعة لها بتعليق الملاحة عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر.
وأضافت الشركة، في بيان، أن السفن الموجودة في الخدمات الإقليمية لموانئ البحر الأحمر ستبحر إلى المياه الآمنة القريبة، وتنتظر إشعارا آخر، في حين سيتم إعادة توجيه سفن الحاويات التي من المقرر أن تمر عبر البحر الأحمر حول رأس الرجاء الصالح لمواصلة رحلاتها إلى الموانئ.
وتحولت 55 سفينة إلى طريق رأس الرجاء الصالح حول قارة أفريقيا لتفادي المرور عبر البحر الأحمر خلال الفترة من 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلى أمس الأحد بعد تزايد هجمات جماعة الحوثي في اليمن على السفن المتجهة إلى إسرائيل، حسبما ذكر رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع أمس.
وأعلنت جماعة الحوثي اليمنية في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي الاستيلاء على سفينة الشحن “غالاكسي ليدر” المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر واقتيادها إلى الساحل اليمني.
وتوعدت الجماعة في أكثر من مناسبة باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية “تضامنا مع فلسطين”، وذلك على خلفية حرب إسرائيل على غزة، داعية الدول إلى سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن.
وتوالت الهجمات ضد سفن تقول الجماعة إنها مرتبطة بإسرائيل، الأمر الذي دفع عدة شركات شحن حاويات إلى تعليق رحلاتها عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر.
وأبرز هذه الشركات 3 تصنف أنها كبرى شركات شحن الحاويات عالميا، وهي “إم إس سي”، و”إيه بي مولر ميرسك”، و”سي إم إيه- سي جي إم”.
وكانت شركة الشحن الألمانية “هاباغ لويد” أعلنت يوم الجمعة الماضي أنها تدرس ما إذا كانت ستوقف الإبحار عبر البحر الأحمر، وذلك بعد ساعات من الإبلاغ عن تعرض إحدى سفنها لهجوم بالقرب من اليمن.
تكلفة الشحن
ونقلت رويترز عن مصادر أن تكلفة شحن البضائع عبر البحر الأحمر ترتفع مع التصعيد، وسط مخاوف من أن يمتد تأثير الأمر إلى تعطيل الإمدادات العالمية التي تبحر عبر المنطقة.
وقال دنكان بوتس نائب أدميرال سابق في البحرية الملكية البريطانية وقائد سابق للأمن البحري في الخليج إن هجمات الحوثيين تحمل في طياتها القدرة على أن تصبح تهديدا اقتصاديا إستراتيجيا عالميا أكثر بكثير من مجرد تهديد جيوسياسي إقليمي.
وأدرجت سوق التأمين في لندن جنوب البحر الأحمر ضمن المناطق عالية المخاطر، ويتعين على السفن إخطار شركات التأمين بإبحارها عبر هذه المناطق، وكذلك دفع علاوة إضافية عادة لفترة تغطية مدتها 7 أيام.
وارتفعت علاوات مخاطر الحرب الأسبوع الماضي إلى ما يتراوح بين 0.1 و0.15% إلى 0.2% من قيمة السفينة مقارنة بـ0.07% الأسبوع السابق عليه.
وتصل حصة البضائع القادمة من جنوب القناة -العابرة من مضيق باب المندب- نحو 47% من حجم البضائع العابرة بقناة السويس، وفقا لإحصاءات هيئة قناة السويس.
وفضلا عن ذلك تمر نحو 98% من البضائع والسفن القادمة من جنوب قناة السويس في مصر من خلال مضيق باب المندب باليمن.