رجح وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان استمرار تخفيضات إنتاج النفط التي أقرها تحالف أوبك بلس بعد الربع الأول من العام القادم إذا لزم الأمر، وتعهد بتنفيذ التخفيضات بالكامل حسب الاتفاق الذي أبرم الخميس الماضي. وفي تعاملات السوق -اليوم الثلاثاء- حافظت مبيعات النفط الخام على أسعارها دون تغير تقريبا.
وقال الوزير -في مقابلة مع وكالة بلومبيرغ- إن تخفيضات العرض التي تم الإعلان عنها الأسبوع الماضي من قبل “أوبك بلس” بـ2.2 مليون برميل يوميا نصفها تقريبا يأتي من السعودية- لن يتم سحبها إلا بعد النظر في ظروف السوق واستخدام “نهج تدريجي”.
وتشمل التخفيضات تمديد التخفيضات الطوعية السعودية والروسية الحالية البالغة 1.3 مليون برميل يوميا، مما يعني أن التخفيضات الإضافية نحو 900 ألف برميل. وتأتي التخفيضات الجديدة بالإضافة إلى السابقة التي تم الإعلان عنها في خطوات مختلفة منذ أواخر عام 2022.
وأضاف وزير الطاقة السعودي أنه رغم أن روسيا قد لا تخفض إنتاجها، إلا أنها تنفذ قيودها على الصادرات. وإذا فشلت موسكو في الوفاء بتعهداتها، كما فعلت في وقت سابق من هذا العام، فقد كانت شفافة ووعدت بالتعويض.
يشار إلى أن “أوبك بلس” تحالف يتألف من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء خارجها أبرزهم روسيا.
ثبات الأسعار
وفي تعاملات اليوم المبكرة، لم تشهد أسعار النفط تغيرا يذكر، فانخفضت العقود الآجلة لخام برنت سنتا واحدا إلى 78.02 دولارا للبرميل، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 5 سنتات إلى 73.09 دولارا.
وقال كيلفن وونغ كبير محللي السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادي إن تصريح وزير الطاقة السعودي -بأن تخفيضات إنتاج “أوبك بلس” يمكن أن تستمر بعد الربع الأول من عام 2024 إذا لزم الأمر- قدمت بعض الدعم للسوق.
وذكرت تينا تينغ المحللة في “سي إم سي ماركتس” إن أسعار النفط انخفضت بجلسة التداول السابقة مع تشكيك المتعاملين في أن تخفيضات الإمدادات من “أوبك بلس” سيكون لها تأثير كبير، ومع تأثير ارتفاع الدولار على أسعار السلع الأساسية بشكل عام.
وعادة ما يجعل ارتفاع الدولار النفط أكثر تكلفة بالنسبة لحائزي العملات الأخرى، وهو ما قد يضعف الطلب على النفط.
ولكن استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة أثار مخاوف حيال الإمدادات، وكذلك فعلت هجمات جماعة الحوثي اليمنية على 3 سفن تجارية في المياه الدولية جنوب البحر الأحمر.
وجاء ذلك في أعقاب سلسلة من الهجمات في مياه منطقة الشرق الأوسط عقب اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول ردا على عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب عز الدين القسام ضد الاحتلال.
وأظهرت بيانات اليوم الثلاثاء أن طلبيات المصانع الأميركية انخفضت بأكثر من توقعات المحللين في أكتوبر/ تشرين الأول في تراجع هو الأعلى منذ أكثر من ثلاث سنوات، مما ضغط على المعنويات في سوق النفط. وقال محللون إن ذلك عزز وجهة النظر القائلة إن أسعار الفائدة المرتفعة بدأت تحد من الإنفاق.