عادة ما تتحول مدينة بيت لحم في احتفالات عيد الميلاد إلى خلية نحل من الحركة والنشاط التجاري، لكن حرب هذا العام جعلت السياح والزوار يبتعدون عن المدينة الفلسطينية الواقعة في الضفة الغربية وجعلت الفنادق والمطاعم ومتاجر الهدايا التذكارية تخلو من الزبائن.
وينقل تقرير لوكالة رويترز عن أصحاب الأعمال في المدينة قولهم إنه لم يأت أحد من الزبائن مع احتدام حرب إسرائيل على غزة منذ الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وما أعقبها من تصاعد التوتر في الضفة الغربية.
ويقول جوي كانافاتي، صاحب فندق ألكسندر -الذي عاشت عائلته وعملت في بيت لحم منذ 4 أجيال- إن الفندق بلا نزلاء، ويضيف أن هذا “أسوأ عيد ميلاد على الإطلاق” لأن بيت لحم مغلقة في عيد الميلاد.
ويشير كانافاتي إلى أنه قبل الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كان فندقه محجوزا بالكامل لعيد الميلاد، لكن منذ بدء الحرب، ألغى الجميع حجوزاتهم، بما في ذلك حجوزات العام المقبل.
ويؤكد أن كل ما يحصلون عليه عبر البريد الإلكتروني هو “إلغاء تلو إلغاء”.
وتقع مدينة بيت لحم جنوبي القدس مباشرة، وتعتمد بشكل كبير في الدخل والوظائف على الزوار من جميع أنحاء العالم الذين يأتون لرؤية كنيسة المهد.
ومنذ احتدام الحرب، تشهد الضفة الغربية زيادة كبيرة في وتيرة هجمات المستوطنين اليهود على الفلسطينيين في الضفة الغربية، والتي بلغت أوجها خلال 15 عاما مضت.
ويخيم سكون استثنائي على ساحة المهد في بيت لحم أمام كنيسة المهد التي عادة ما تكون نقطة محورية لاحتفالات عيد الميلاد، وخلا المكان من الحركة وكذلك الشوارع القريبة حيث أغلقت معظم متاجر الهدايا أبوابها.
ويقول روني طبش -الذي يبيع الصلبان وتماثيل مريم العذراء وغيرها من الأيقونات الدينية في متجر عائلته- إنه مضى ما يقرب من شهرين دون أي زائر أو سائح وإنه لا يفتح المتجر إلا كوسيلة للفرار من اليأس.
من جهته يقول علاء سلامة- وهو صاحب مطعم للفلافل- إن مطعمه يعمل بنسبة 10% أو 15% من طاقته ويقدم الطعام للعائلات الفلسطينية المحلية بدلا من التدفق المعتاد للزوار الأجانب.
خسائر كبيرة
وقبل قالت وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطيني إن محافظة بيت لحم تكبدت خسائر اقتصادية تقدر بملايين الشواكل في مختلف القطاعات، وخاصة قطاع السياحة، منذ بدء العدوان على قطاع غزة، وذلك بسبب الإغلاقات، والاقتحامات المستمرة.
وتقول مديرية الوزارة في بيت لحم، إن مجلس الكنائس قرر منع احتفالات عيد الميلاد هذا العام، وقصره فقط على المراسم الرسمية في بيت لحم، وبيت جالا، وبيت ساحور.
وتضيف أن القطاع السياحي تضرر بنسبة 100%، مما أدى إلى إغلاق المطاعم وتعطل الفنادق السياحية.
كانت بيانات لوزارة الاقتصاد الفلسطينية كشفت عن تراجع أداء 85% من المنشآت الاقتصادية نتيجة الاجتياحات والاقتحامات المستمرة التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي في المدن والمخيمات والبلدات الفلسطينية.