تعتبر الزيوت المستخرجة من النباتات مثل فول الصويا والنخيل والكانولا وعباد الشمس وجوز الهند بمثابة حجر الزاوية في الاقتصادات الزراعية لأكبر الدول المنتجة للزيوت النباتية في العالم.
وتاريخيا، كانت إندونيسيا وماليزيا هما العملاقين التوأمين لإنتاج الزيوت النباتية بسبب هيمنتهما على إنتاج زيت النخيل، حيث تنتج ماليزيا وإندونيسيا 85% من زيت النخيل في العالم، حسب وكالة رويترز.
وعلى نحو مماثل، تعد الصين والولايات المتحدة والبرازيل الدول الرائدة في إنتاج زيت فول الصويا عالميا.
ووفق منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي (OECD) سيستمر الموردان الرئيسيان لزيت النخيل في العالم -إندونيسيا وماليزيا- في السيطرة على تجارة الزيوت النباتية، حيث يصدران أكثر من 60% من إنتاجهما المشترك، ويشكلان معا ما يقرب من 60% من صادرات الزيوت النباتية العالمية.
وبالإضافة إلى الطبخ والطعام، تُستخدم الزيوت النباتية أيضا في إنتاج وقود الديزل الحيوي. ووفقا لشركة “بريسيدانس ريسيرتش”، بلغت قيمة سوق وقود الديزل الحيوي 36.5 مليار دولار في عام 2022، وجاء 96.4% من إيراداتها العالمية من فئة المواد الخام للزيوت النباتية.
ووصل حجم سوق الزيوت النباتية العالمية إلى 268.2 مليار دولار أميركي في عام 2023.
وبالنظر إلى المستقبل، تتوقع مجموعة “آي إم إيه آر سي” المتخصصة في أبحاث السوق أن يصل السوق إلى 401.6 مليار دولار أميركي بحلول عام 2032، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 4.5% خلال الفترة 2024-2032.
أبرز استخدامات الزيوت النباتية
للزيوت النباتية العديد من الاستخدامات ومن أهمها:
- الطبخ وتعتبر محسنة للنكهة ومكونا يضيف الرطوبة إلى الطعام.
- إنتاج الصابون.
- منتجات العناية بالبشرة.
- الوقود الحيوي.
- وهي غنية بالأحماض الدهنية الأساسية، على الرغم من أن القيمة الغذائية يمكن أن تختلف تبعا للمصدر.
- وتحتوي بعض الزيوت النباتية على نسب عالية من الدهون غير المشبعة، والتي تعتبر صحية للقلب بشكل عام عند تناولها باعتدال.
أبرز عوامل نمو سوق الزيوت النباتية في العالم
وفقا لمجموعة “آي إم إيه آر سي” المتخصصة في أبحاث السوق، فإن أبرز عوامل نمو سوق الزيوت النباتية في العالم جاءت كالتالي:
- التحول المتزايد نحو عادات الأكل الصحية في شتى أنحاء العالم.
- زيادة الاستخدامات الصناعية للزيوت النباتية.
- التقدم في الممارسات الزراعية واستخدام تقنيات حديثة في الزراعة والصناعة.
- ارتفاع الدخل المتاح للمزارعين والمصنّعين.
- زيادة استخدام الزيوت النباتية لإنتاج الوقود الحيوي.
أكبر 10 دول منتجة للزيوت النباتية في العالم
تتصدر إندونيسيا هذه القائمة حيث تأتي في طليعة منتجي زيت النخيل في العالم، مستفيدة من مناخها الاستوائي وتربتها الخصبة.
وفيما يلي قائمة بأكبر 10 دول منتجة للزيوت النباتية في العالم حسب ما ذكرت منصة “إنسايدر مونكي” التي حددت البلدان التي لديها أعلى إنتاج للزيوت النباتية باستخدام قاعدة بيانات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو).
وللإشارة فقد اختارت المنصة قائمة مختصرة لأفضل 20 دولة منتجة للزيوت النباتية، وحصلت على بيانات إنتاجها من الزيوت للأعوام 2020 و2019 و2018 من منظمة فاو. ثم قامت المنصة بحساب متوسط أرقام الإنتاج السنوية لتحديد إنتاجية الزيوت النباتية القياسية في هذه الدول.
- إندونيسيا: 42.3 مليون طن
تتصدر إندونيسيا إنتاج زيت النخيل، مستفيدة من مناخها الاستوائي وتربتها الخصبة. ويبلغ متوسط إنتاج زيت النخيل في البلاد 40 مليون طن سنويا، وهو الأعلى على مستوى العالم، وتنتج إندونيسيا أيضا كميات كبيرة من زيت نواة النخيل وزيت فول الصويا.
- الصين: 24.2 مليون طن
تعد الصين أكبر منتج لزيت فول الصويا في العالم، حيث تبلغ مستويات الإنتاج الحالية 16 مليون طن. وتدعم التضاريس الزراعية في البلاد أيضا زراعة بذور اللفت والفول السوداني على نطاق واسع. ويبلغ إنتاج الصين السنوي من زيت الكانولا ما يقرب من 2.9 مليون طن، في حين يصل إنتاجها من زيت الفول السوداني إلى 1.9 مليون طن.
- ماليزيا: 21.96 مليون طن
تعد ماليزيا ثاني أكبر منتج لزيت النخيل في العالم بعد إندونيسيا، ويبلغ إنتاجها الحالي حوالي 19 مليون طن. وتعمل عمليات الطحن والتكرير المتقدمة على رفع جودة الزيت في البلاد، مما يعزز سمعتها كمنتج رائد للزيوت النباتية. وتنتج البلاد أيضا زيت نواة النخيل وزيت فول الصويا بفضل مناخها الاستوائي.
- الولايات المتحدة الأميركية: 13.7 مليون طن
تُعد الولايات المتحدة لاعبا رئيسيا في أسواق زيت فول الصويا والذرة والكانولا. ويبلغ إنتاجها من زيت فول الصويا 11 مليون طن سنويا، مما يجعلها الثانية الأعلى إنتاجا في العالم. وتشمل الزيوت النباتية البارزة الأخرى في الولايات المتحدة زيت الذرة، مدفوعًا بحجم إنتاج الذرة الضخم في البلاد والذي يزيد على 300 مليون طن.
- البرازيل: 11.3 مليون طن
يدعم المناخ الاستوائي في البرازيل إنتاج زيت فول الصويا الذي يقارب 9 ملايين طن سنويا. أما الزيوت النباتية الأخرى المنتجة في البلاد فهي زيوت: عباد الشمس والذرة وبذور القطن، وتهدف البلاد إلى ضمان إمدادات ثابتة للأسواق العالمية من خلال طرق استخراج الزيت عالية الإنتاجية.
- الأرجنتين: 8.9 ملايين طن
تعود مكانة الأرجنتين الرائدة في إنتاج الزيوت النباتية إلى زراعة فول الصويا. وتشير تقارير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة إلى أن الزيتين النباتيين الأساسيين في البلاد هما فول الصويا، الذي يبلغ إنتاجه السنوي حوالي 7 ملايين طن، وزيت عباد الشمس، الذي يبلغ إنتاجه السنوي مليون طن.
- روسيا: 6.7 ملايين طن
يعد إنتاج روسيا من عباد الشمس من بين أعلى المعدلات في العالم. وتنتج البلاد ما يقرب من 6 ملايين طن سنويا من زيت عباد الشمس المعروف بخصائصه الخفيفة وفوائده الصحية. وتنتج روسيا أيضًا كميات كبيرة من زيت الكانولا وفول الصويا.
- أوكرانيا: 6.1 ملايين طن
أوكرانيا هي أكبر منتج لعباد الشمس في العالم، وبلغ متوسط إنتاج هذا النوع من الزيوت في البلاد قبل الحرب 6 ملايين طن.
- الهند: 6 ملايين طن
تنتج الهند كميات كبيرة من القطن والكانولا وفول الصويا والخردل وجوز الهند، وتستفيد بشكل طبيعي من الزيت المستخرج من هذه البذور.
ووفقا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، فإن الزيوت النباتية الأساسية في الهند هي زيوت الكانولا وفول الصويا وزيت بذور القطن.
وقد أدت برامج التربية المنهجية إلى تحسين نوعية الزيوت المنتجة في البلاد، مع التركيز على النقاء والمحتوى الغذائي.
- كندا: 4.71 ملايين طن
تعد كندا رائدة عالميا في إنتاج زيت الكانولا، ويبلغ معدل إنتاج البلاد من زيت الكانولا 4.4 ملايين طن سنويا، كما تنتج كندا زيت فول الصويا والذرة وبذر الكتان، إلا أن إنتاجها من هذه الزيوت أقل بكثير من إنتاج زيت الكانولا.
ويمكن أن يعزى إنتاج زيت الكانولا المثير للإعجاب في البلاد إلى مناخها البارد المناسب لنمو هذا النوع من النبات.