زاد الإقبال على الاستثمار بالذهب مؤخرا مع تسجيله مستويات قياسية متتالية في الأسابيع الأخيرة بفعل التوترات الجيوسياسية جرّاء توتر الأوضاع في الشرق الأوسط نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أشهر، إلى جانب إشارات الاحتياطي الفدرالي المتواترة إلى احتمال خفض الفائدة 3 مرات خلال السنة.
وارتفعت العقود الفورية للذهب منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بنحو 26.7% إلى 2310 دولارات بنهاية تداولات الجمعة الماضي.
وتستطلع الجزيرة نت تاليا أفضل الطرق للاستثمار في الذهب على اختلاف أحجام المبالغ، لكن قبل التطرق إلى النصائح إليكم طرق الاستثمار بصورة عامة في الذهب ومميزات كل منها وعيوبها.
يقول إستراتيجي الأسواق، جاد حريري لـ”الجزيرة نت” إن الذهب أداة للتحوط منذ قديم الأزل من المخاطر السياسية مثل الحروب والاقتصادية كالتضخم وتراجع قيم العملات أو تراكم الديون.
ويضيف حريري أن ثمة محللين يرون أن المعدن الأصفر أداة لتحقيق عائد وفق مدة الاحتفاظ بالأصل النفيس، موضحا أن البنوك المركزية والحكومات والصناديق الاستثمارية تشتري الذهب على المديين المتوسط والبعيد، فقبل ارتفاع الذهب عن مستويات 2000 دولار اشترت البنوك المركزية كما هائلا من المعدن النفيس، فالبنك المركزي الصيني مثلا اشترى 12 طنا للتحوط من تردي الأوضاع الاقتصادية مع تراجع سوقي العقارات والأسهم.
تداول أم استثمار؟
أما الاستثمار في الذهب فهو اقتناء المعدن الأصفر بصورة مباشرة ملموسة (في هيئة سبائك في الأساس وأحيانا في صورة مشغولات)، وأما التداول فيكون لعقود تسليم آجل (مستقبلي) أو استثمار في شركة تتعامل في الذهب أو الاستثمار في صناديق استثمار متداولة، وفي التداولات لا يمسك المستثمر معدنا أصفر في يديه على كل حال.
وحسب حريري يكون التداول عن طريق البورصات العالمية، وفي الغالب يستفيد المضاربون على العقود الآجلة من تقلبات أسعار الذهب، ولا يعد ذلك استثمارا إذ يحتفظ المتداولون بالعقود لأجل قصير للغاية.
لماذا التداول؟
يلجأ المستثمرون إلى التداول في هذه الحالات:
- المراهنة على ارتفاع وانخفاض أسعار الذهب.
- تحقيق أرباح من دون امتلاك الذهب كمعدن وتخزينه.
- تنويع المحفظة الاستثمارية.
- الاحتماء بملاذ آمن من التضخم والاضطرابات الجيوسياسية.
لماذا حيازة الذهب؟
- رغبة اقتناء المعدن الأصفر.
- الاستثمار طويل المدى أو توريث الثروة.
- تجنب دفع الضرائب.
- الاحتماء بملاذ آمن والادخار.
- تنويع محفظة الاستثمار.
بم تتأثّر أسعار الذهب؟
- الدولار: ثمة علاقة عكسية معروفة بين الدولار والذهب، فالمعدن النفيس يتم تسعيره بالدولار.
لا يدر الذهب عائدًا على عكس أدوات الاستثمار في الدولار التي تدر فائدة، لذا فإن رفع الفائدة على الدولار يزيد العائد عليه فتقبل المحافظ على زيادة حيازتها من السندات المقوّمة بالورقة الخضراء، كما أن خفض الفائدة وتراجع العوائد يعني إقبال المستثمرين على الذهب وأدوات الاستثمار والتداول الأخرى. - النفط: إذا زاد سعر النفط فإن أسعار مشتقاته ترتفع تلقائيا على المستهلكين فيرتفع التضخم، بالتالي ربما تلجأ البنوك المركزية إلى رفع الفائدة والعائد على العملات فتقبل عليها المحافظ الاستثمارية فيتراجع الإقبال على الذهب وأدوات الاستثمار والتداول الأخرى بالتالي تنزل أسعارها، والعكس صحيح.
كما أن النفط والذهب يتم تسعيرهما بالدولار، والعقود الآجلة للاستثمار أداة استثمار في حد ذاتها. - الأسهم: باعتبار أن الذهب ملاذ آمن للمستثمرين، فإن أي انخفاض مفاجئ في الأسواق المالية العالمية يؤدي في كثير من الأحيان إلى هروب المستثمرين وإقبالهم على شراء الذهب. وتعمد البنوك المركزية لشراء الذهب لتنظيم احتياطياتها بهدف تحقيق الاستقرار في قيمة عملتها، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الذهب.
طرق التداول
العقود الآجلة
العقد الآجل هو اتفاق بين طرفين لشراء وتسليم سلعة ما مثل الذهب في وقت محدد بالمستقبل، وهي ضمن الاستثمارات التي لا يفضل اللجوء إليها للمبتدئين لما تحتويه على مخاطر قد تؤدي إلى تبخر رأس المال، في حين أنها قد تضاعفه في وقت قصير للغاية إن استطاع المتداول تحقيق مكاسب.
ويتم تداول الذهب من خلال العقود الآجلة بحجم 100 أونصة لكل عقد، لذا فإنه مع كل نقطة يتحرك فيها المؤشر لأعلى يعادل ذلك 100 دولار، فإذا اشترى المتداول عقود الذهب الآجلة وتحركت 10 دولارات ارتفاعا يعني ذلك تحقيق مكاسب تعادل ألف دولار، أما إذا تحرك المؤشر في عكس اتجاهك سوف يعادل ذلك خسارة ألف دولار.
المميزات
- يمكنك تداول الذهب على مدار 24 ساعة.
- يمكنك التداول برافعة مالية أعلى.
- تحقيق مكاسب كبيرة في فترة زمنية قصيرة.
العيوب
- تنتهي صلاحية العقود الآجلة في تواريخ معينة قد تجعل من المستحيل للمتداول الاحتفاظ بصفقة طويلة الأجل.
- يتطلب تداول العقود الآجلة مبلغا كبيرا من رأس المال.
- قد يتعرض المستثمر لخسائر كبيرة أكبر من رأس المال الأصلي في حال استخدم رافعة مالية.
أسهم شركات الذهب
هذا النوع من الاستثمار هو الأكثر شيوعا لتداول الذهب عبر الإنترنت، وهو شراء وبيع أسهم شركات التعدين العالمية.
المميزات
ارتفاع أسعار الأسهم مع ارتفاع قيمة سعر الذهب بسبب زيادة الإقبال على الشراء.
العيوب
أسعار الأسهم لا تتطابق في العديد من الأحيان مع سعر الذهب نفسه كمعدن، بسبب ما قد تتعرض له هذه الشركات في العديد من الأحيان من صعوبات في التعدين أو خسائر لأسباب فنية أخرى.
صناديق الاستثمار المتداولة
وصناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) هي صناديق مدرجة في البورصة تتبع حركة سعر أصل ما أو مؤشر أو سلة من الأسهم، وهي من أهم الطرق للاستثمار غير المباشر في الذهب.
المميزات
تنوع المحفظة الاستثمارية عبر العديد من الأدوات المالية. والاستثمار دون الاحتفاظ بالمعدن نفسه.
العيوب
يتم دفع عمولات مرتفعة نسبيا مقارنة بأنواع التداول الأخرى. وتعاني بعض صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب من نقص السيولة، مما يؤثر على القدرة على شرائها وبيعها.
نصائح الاستثمار في الذهب
أولا: ضع في اعتبارك 3 عوامل:
- أمد الاستثمار: إلى أي مدى يمكنك الاحتفاظ بالذهب وهذا أحد عوامل اللجوء للتداول أو الاستثمار (سواء على المدى القصير أو المتوسط أو الطويل).
- حجم المخاطرة التي يمكن أن يتحملها المستثمر: وهذه تعتمد على الملاءة المالية والخبرة في الاستثمار بالإضافة إلى عوامل أخرى.
- نسبة العائد المستهدف تحقيقه؛ فقد يتحقق المستهدف من العائد على المدى المتوسط وهنا لن تكون ثمة حاجة للاحتفاظ بالذهب على المدى الطويل.
ثانيا: الشراء المتقطع
ينصح جاد حريري المستثمرين المبتدئين باتباع طريقة الشراء الشهري المتقطع بقيم استثمار صغيرة؛ عن طريق الاقتطاع من الراتب أو الدخل الشهري، لكنه في المقابل لا ينصحهم بشراء الكثير من المعدن الأصفر مع بلوغ الذهب قمته إلا إذا أرادوا الاحتفاظ به على المدى الطويل.
ويؤكد حريري ضرورة تنويع المحفظة الاستثمارية قدر الإمكان مع شراء الذهب بصورة متقطعة، لافتا إلى أن البنوك المركزية ذاتها لا تشتري ذهبا بكمية كبيرة مرة واحدة إنما تشتريه بصورة متقطعة.