كيف يبدو مستقبل استثمارات الصين بالشرق الأوسط؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

أثارت الضربات الجوية والسجال الدبلوماسي الذي وقع في الأيام الأخيرة بين إيران وباكستان -قبل اتفاق البلدين على تخفيف التصعيد- تساؤلات صعبة بالنسبة لمستقبل استثمارات الصين ونفوذها في الشرق الأوسط، وسط مخاوف من احتمال اجتياح الاضطرابات للمنطقة كاملة.

وقال موقع “أويل برايس” الأميركي إنه رغم تخفيف التصعيد بين البلدين، فإن التوترات الأخيرة تسلط الضوء على الأسس الهشة للتنافسات الإقليمية التي تعتمد عليها طموحات الصين الرامية لقيادة الجنوب العالمي.

يشار إلى أن وزارتي الخارجية الإيرانية والباكستانية أصدرتا بيانا مشتركا قبل أيام أكدتا فيه على عودة سفيري البلدين لعملهما اليوم الجمعة، وذلك بعد توتر عسكري ودبلوماسي إثر تبادل ضربات جوية.

ويضيف الموقع أن الهجمات المتبادلة كشفت الخط الرفيع بين السلام والصراع في المنطقة، وسلطت الضوء على التحديات التي تواجه الصين -الشريك الوثيق لكلا البلدين- وما إذا كان بإمكانها استخدام نفوذها لتجنّب أي صراع من شأنه أن يهدد مصالحها الاقتصادية والجيوسياسية في المنطقة.

وينقل الموقع عن محللين قولهم إن المخاطر تبقى كبيرة بالنسبة للصين، التي لا تستطيع تحمل تدهور الأوضاع بين إيران وباكستان. وأشار إلى أن بكين تملك استثمارات بعشرات المليارات من الدولارات في كل من إيران وباكستان، وكلا البلدين شريكان رفيعا المستوى يستفيدان من الدعم السياسي والاقتصادي الصيني.

ومن المتوقّع الآن أن تكثّف بكين جهودها لتجنب حدوث أزمة أخرى في المنطقة، في حين يقول المحللون إنه اختبار آخر لنفوذ الصين بعد أن وصلت مؤخرا إلى أقصى حدودها مع الحرب في غزة، وهجمات الشحن في البحر الأحمر من قبل الحوثيين، وتزايد عدم الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط بسبب هذه الأحداث.

وكانت باكستان أعلنت سحب سفيرها لدى طهران على خلفية تنفيذ إيران ضربات عسكرية داخل أراضيها، وردت القوات الباكستانية بقصف موقع داخل إيران. وأدى الهجومان إلى مقتل 11 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب سلطات البلدين.

ما حجم النفوذ الذي تمتلكه الصين؟

ونقل الموقع عن محللين قولهم إن “سمعة الصين على المحك وهي تقدم نفسها بديلا للولايات المتحدة، على الرغم من أن الافتراضات حول مدى قوتها الحقيقية في الشرق الأوسط تخضع في الوقت الراهن للتدقيق”.

ويقول تقرير موقع “أويل برايس” إن الهجمات المتبادلة جاءت في وقت تعاني فيه باكستان من أزمة اقتصادية وتستعد لإجراء انتخابات في الثامن من فبراير/شباط المقبل.

وأشار الموقع إلى أن الصين أصبحت تملك نفوذا للضغط من أجل التوصل إلى تسوية دبلوماسية للنزاع، على الرغم من أن الخبراء يقولون إن بكين قد تكون مترددة في التدخل علنا.

وأشار إلى أن الصين تملك أوراقا رابحة أخرى إذا أرادت تهدئة الوضع بين إيران وباكستان، منها أن هذه الأخيرة تتمتع بشراكة وثيقة مع بكين، خاصة في مجالي الاستثمار الاقتصادي والدفاع.

وباكستان أكبر مشتر للأسلحة الصينية، كما أنها موطن للممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الذي تبلغ قيمته عدة مليارات من الدولارات، وهو سلسلة من مشاريع البنية التحتية تندرج ضمن مبادرة الحزام والطريق الصينية.

أما بالنسبة لطهران فتعد الصين أكبر مشتر للنفط الإيراني الخاضع للعقوبات الدولية، وقد وقّعت بكين مع طهران عام 2021 اتفاقية اقتصادية وأمنية مدتها 25 عاما.

انعدام الثقة

ويقول الموقع إن كلا من باكستان وإيران عضو في منظمة شنغهاي للتعاون التي تقودها بكين، والتي تضم أيضا الهند وروسيا وآسيا الوسطى (باستثناء تركمانستان).

وكانت منظمة شانغهاي للتعاون جزءا مهما من مسعى بكين لترسيخ نفوذها في أجزاء من آسيا والشرق الأوسط، بينما كانت تتطلع إلى جمع الدول للعمل معا بشأن القضايا الاقتصادية والأمنية، بحسب “أويل برايس”.

وأورد الموقع أن الصين استثمرت في تنمية الكتلة وتجري مناقشات لإضافة المزيد من الدول، لكن نشوب المزيد من الصراعات بين أعضائها يمكن أن يعرقل هذه التحركات ويضر بمصداقية منظمة شنغهاي للتعاون.

ونقل الموقع عن خبراء قولهم إن بكين ستظل مضطرة إلى مواجهة انعدام الثقة بين إسلام آباد وطهران، ومواجهة مشكلات مماثلة في أماكن أخرى من الشرق الأوسط، حيث تسير على حبل مشدود بين زيادة نفوذها الدولي والحد من أي مواجهة دبلوماسية يمكن أن تضر بسمعتها.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *