فايننشال تايمز: إيلون ماسك يوسع نفوذه بعد فوز ترامب

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

قالت صحيفة فايننشال تايمز إن إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وإكس، أصبح أحد أبرز المستشارين المؤثرين للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.

وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب وصف ماسك قائلا: “إيلون هو عبقري، علينا أن نحمي عباقرتنا، فليس لدينا الكثير منهم”، مما يعكس مدى الأهمية التي يوليها الرئيس المنتخب لماسك في خططه القادمة.

ووفقا لما نشرته فايننشال تايمز، فإن ماسك -الذي تقدر ثروته بـ260 مليار دولار- سيحصل على دور استشاري مؤثر في إدارة ترامب، حيث سيقود وزارة جديدة مقترحة باسم “وزارة الكفاءة الحكومية”، هذه الوزارة -وفق الصحيفة- ستمنحه صلاحيات واسعة لإعادة هيكلة البيروقراطية الفدرالية، التي يعتبرها ماسك “عائقًا رئيسيًا أمام تطور أميركا”.

دعم التحول الرقمي والقطاعات الحيوية

وبصفته المرتقب لرئاسة وزارة الكفاءة الحكومية، يعتزم ماسك التأثير بشكل مباشر على سياسات الولايات المتحدة في قطاعات الذكاء الاصطناعي، واستكشاف الفضاء، والسيارات الكهربائية.

وتتداخل هذه المجالات -وفق قول فايننشال تايمز- مع مصالح ماسك الشخصية من خلال قيادته لشركات مثل “إكس إيه آي” و”سبيس إكس” و”تسلا”.

وقد عبر ترامب عن تقديره العميق لماسك، واصفًا إياه بأنه “شخصية فريدة وعبقرية نادرة”، مما يرسخ مكانة ماسك كعنصر فاعل ومؤثر في السياسة الأميركية.

يعتزم ماسك التأثير بشكل مباشر على سياسات الولايات المتحدة في قطاعات الذكاء الاصطناعي، واستكشاف الفضاء، والسيارات الكهربائي

ماسك نحو اليمين

وتذكر الصحيفة أنه وفي السنوات الأخيرة، اتخذ ماسك مواقف سياسية حادة نحو اليمين، رغم ماضيه في التصويت لصالح مرشحين ديمقراطيين مثل بايدن وهيلاري كلينتون.

ويعكس دعمه العلني لترامب في قضايا تتعلق بالهجرة والتنظيم تحوّلا لافتًا، خاصة بعد نجاته من محاولة اغتيال في يوليو/تموز الماضي.

ووفقًا لتقرير فايننشال تايمز، قام ماسك بتقديم تبرعات تجاوزت 100 مليون دولار للجنة “أميركا باك” المؤيدة للحزب الجمهوري، وعمل على تعزيز الدعم الانتخابي لترامب بطرق مبتكرة.

ولم يكن دعم ماسك لترامب مجرد تعبير عن الولاء السياسي، بل كان استثمارًا إستراتيجيًا شمل تمويل حملة لحرية التعبير، وتوفير مليون دولار يوميًا لدعم عريضة تعزز الحقوق الدستورية.

لم يكن دعم ماسك لترامب مجرد تعبير عن الولاء السياسي، بل كان استثمارًا استراتيجيًا

وأكد التقرير أن ماسك استخدم منصة إكس، التي يملكها، للترويج لرسائل مؤيدة لترامب واتهامات حول تزوير الانتخابات. وفي يوم الانتخابات، قام ماسك بنشر حوالي 200 تغريدة، حققت مشاهدات وصلت إلى 955 مليون مشاهدة، مما أسهم في تعزيز شعبيته ونفوذه.

وحقق ماسك عوائد مالية ملموسة من استثماراته السياسية، حيث ارتفعت أسهم تسلا بنسبة 13% بعد فوز ترامب، مما أضاف قيمة كبيرة إلى ثروة ماسك الشخصية.

وأوضح دانييل آيفز، المحلل في “ويد بوش”، أن تسلا تمتلك إمكانيات متقدمة تجعلها قادرة على الاستمرار حتى في بيئة تفتقر إلى الدعم الحكومي.

هل ضلل ماسك الجمهور؟

وعلى الرغم من حصول ماسك على إشادة واسعة من مؤيدي ترامب، فإن دوره في نشر محتوى سياسي عبر إكس تعرض لانتقادات عديدة.

كشف تحليل فايننشال تايمز أن ماسك اتُهم باستخدام خوارزميات المنصة لدعم الروايات اليمينية ونشر المعلومات المضللة حول الانتخابات، حيث أظهرت مجموعة “بوليتي فاكت” للتحقق من الحقائق أن ماسك نشر 450 منشورًا في الأسابيع الأولى من أكتوبر/تشرين الأول، والتي تضمنت معلومات مضللة، وجذبت نحو 679 مليون مشاهدة و5.3 ملايين إعجاب.

وادي السيليكون للبيت الأبيض؟

وتلقى ماسك دعما من شخصيات مؤثرة في وادي السيليكون، إضافة إلى حلفاء ترامب. ويتوقع أن يجلب ماسك معه إلى البيت الأبيض مجموعة من حلفائه من وادي السيليكون، بمن فيهم المستثمر ديفيد ساكس ومؤسس “أندوريل” للتكنولوجيا الدفاعية بالمر لوكي.

ووفقا للتقرير، أشار ماسك إلى أهمية فتح وزارة الدفاع الأميركية أمام الشركات الناشئة المبتكرة، مؤكدا أن دوره سيمتد ليشمل تمهيد الطريق أمام رواد الأعمال للوصول إلى مشاريع حكومية كبيرة.

وأعرب ماسك عن نيته في إعادة هيكلة الوزارات الحكومية وإزالة التكرار في المسؤوليات بين الوكالات.

ووفقًا لما ورد في فايننشال تايمز، قال ماسك: “علينا أن نخفض البيروقراطية، لكن يجب أن تكون القوانين ضرورية فقط”، مشبّهًا الوضع الحالي بالملعب الذي يحتوي على حكام أكثر من اللاعبين.

وأشار التقرير إلى أنه يخطط لدفع رواتب الموظفين الحكوميين لفترة تصل إلى سنتين، لمساعدتهم على الانتقال إلى القطاع الخاص، وأعلن ماسك عن عزمه على الاستمرار في لعب دور نشط في السياسة الأميركية.

وفيما يعد خطوة كبيرة، يستعد ماسك لقيادة وزارة الكفاءة الحكومية المقترحة، حيث يهدف إلى تغيير شامل في كيفية إدارة المؤسسات الحكومية الأميركية.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *