تستعد شركة “بي واي دي” الصينية، التي تُعد العلامة التجارية الأكثر مبيعا للسيارات في الصين، لدخول السوق الألماني بسيارات كهربائية بأسعار تتراوح بين 25 ألف يورو و30 ألف يورو (27 ألفا – 33 ألف دولار)، وفقًا لما صرحت به ستيلا لي، نائبة الرئيس التنفيذي للشركة، في مقابلة مع صحيفة ألمانية نقلت عنها وكالة بلومبيرغ.
وتحدثت لي عن خطط الشركة قائلة: “ما زلنا نعمل على خطتنا”، متوقعة أن يستغرق الأمر “أقل من ستة أشهر” لإقناع المشترين الألمان بالثقة في سيارات “بي واي دي”.
وأشارت إلى أن هناك حاجة لمنح المستهلكين الألمان الوقت الكافي لبناء الثقة في العلامة التجارية الصينية، مضيفة: “نحتاج إلى إعطائهم بعض الوقت لاكتساب الثقة في سياراتنا”.
تحديات في أوروبا
جاءت هذه التصريحات بعد أن صوتت دول الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي لصالح فرض تعريفات جمركية تصل إلى 45% على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين. وهو القرار الذي جاء كرد فعل على السرعة والتطور الذي يظهره صانعو السيارات الكهربائية الصينيون، مما يشكل تهديدًا لصناع السيارات الأوروبيين على أرضهم وفق بلومبيرغ.
ومن المتوقع أن تستمر المحادثات بين الاتحاد الأوروبي والصين لإيجاد بدائل للتعريفات الجمركية، مثل التحكم في الأسعار وحجم الصادرات. لي قالت في هذا الصدد: “لا أعتقد أن الاتحاد الأوروبي سيتراجع عن قراراته”، مشيرة إلى أن “جماعات الضغط في صناعة السيارات قوية جدًا في أوروبا”.
“بي واي دي” عالميا
وللتغلب على التحديات التي تواجهها في الأسواق العالمية، تقوم “بي واي دي” باستثمار مليارات الدولارات في بناء مرافق إنتاج جديدة في أوروبا وآسيا وأميركا الجنوبية لتلبية احتياجات الأسواق المحلية وتجنب الحواجز التجارية التي تواجه السيارات الكهربائية الصينية.
ولدى الشركة بالفعل مصنع يعمل في تايلند، بالإضافة إلى منشآت إنتاج قيد الإنشاء في كل من المجر والبرازيل وتركيا.
انتقادات أوروبية
واشتكت شركات أوروبية مثل فولكسفاغن وبي إم دبليو ورينو من السياسات المتناقضة لصانعي القرار في الاتحاد الأوروبي.
وتقول بلومبيرغ إن هذه الشركات تعتبر أن الاتحاد الأوروبي يحدد مواعيد نهائية للتخلص من السيارات التي تعمل بالوقود التقليدي ويطالب بخفض انبعاثات الأساطيل، ولكنه في الوقت ذاته لا يقدم الدعم الكافي لتكاليف الشحن أو البنية التحتية اللازمة للسيارات الكهربائية.
وصرحت لي بأن صانعي السيارات الأوروبيين “غير قادرين على المنافسة” لأنهم يفتقرون إلى وضوح السياسات الخاصة بالسيارات الكهربائية ويتجنبون خوض المنافسة بشكل حقيقي. وأضافت: “الأسواق العالمية أصبحت مشبعة للغاية وتنافسية، وهذا جعل الشركات الصينية أكثر تنافسية”.
واختتمت حديثها بالقول: “كل الشركات المصنعة حول العالم يجب أن تشارك في هذه المنافسة. ومن يتردد ويتراجع سيخسر في النهاية”.