جهاز قطر للاستثمار يعتزم التوسع استثماريا بوتيرة أسرع

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 7 دقيقة للقراءة

يعتزم جهاز قطر للاستثمار زيادة استثماراته بوتيرة أسرع مع ارتفاع عائدات صادرات قطر للغاز، التي قد تزيد أصوله الحالية المقدرة بنحو 500 مليار دولار بشكل لافت، وفق صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

ونقلت الصحيفة عن الرئيس التنفيذي للجهاز، محمد السويدي قوله إن الصندوق يتوقع “إبرام صفقات أكبر” والاستثمار “بوتيرة أسرع” مع الشروع في مراجعة إستراتيجيته الاستثمارية.

سياسات الاستثمار

وقال السويدي “علينا أن نستثمر بوتيرة أكثر قوة وأن نجد طرقًا لتحقيق عوائد أكبر من المخاطر المتصورة”، مشيرا إلى أن الجهاز يراجع سياسات تخصيص استثماراته بصورة عامة، وينظر في الاتجاهات العالمية في هذا الصدد ويتخذ بعض القرارات بناء على التوقعات المستقبلية، ويدرس كيف يحسن مسألة ضخ الاستثمارات.

وعادة ما يُجري جهاز قطر للاستثمار مراجعة لإستراتيجيته الاستثمارية كل 5 سنوات، وكان آخرها في عام 2019، وقد تولى السويدي منصبه مع مضاعفة الجهاز قوته العاملة منذ عام 2018 قبل ربح غير متوقع مع بدء التوسع الكبير في إنتاج الغاز الطبيعي المسال في قطر، وفق الصحيفة.

وبينما يستعد الجهاز لزيادة استثماراته، فإنه متفائل بشأن الولايات المتحدة، وقد زاد استثماراته فيها بصورة كبيرة على مدى العقد الماضي، وكذلك في بريطانيا وآسيا، حسبما نقلت الصحيفة عن السويدي، مع التركيز على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية والعقارات والبنية التحتية.

ونقلت الصحيفة عن السويدي قوله إن الولايات المتحدة عاكفة على استحداث سياسات مالية وتنظيمية أكثر كفاءة، وتحسين البيئة التنظيمية، مضيفا أن السوق يتوقع أن يتسارع هذا الاتجاه تحت إدارة ترامب.

وأشار إلى أن بريطانيا “مما سمعناه وما رأيته، تفكر في نفس الشيء”.

وأضاف السويدي “الأمر الثاني هو توافر المواهب (الكفاءات).. والثالث هو أنها أسواق حرة، لذا فهذه الأسواق التي يمكنك الاستثمار فيها.. وثمة حوكمة جيدة للغاية”.

أصول بارزة

وأشارت فايننشال تايمز إلى أن جهاز قطر للاستثمار بنى محفظة من الأصول البارزة، بما في ذلك متجر هارودز في بريطانيا بالإضافة إلى حصص كبيرة في كاناري وارف ومطار هيثرو، كما أنه مساهم في شركة صناعة السيارات الألمانية فولكس فاغن ومجموعة الطاقة الإسبانية إيبردرولا.

وأنفقت قطر، إحدى أكبر الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم وأغنى الدول من حيث نصيب الفرد، ما يقرب من 30 مليار دولار لزيادة الطاقة الإنتاجية للغاز من 77 مليون طن إلى 126 مليون طن سنويا بحلول عام 2027.

وأعلنت شركة قطر للطاقة التابعة للدولة خطط توسع أخرى في فبراير/شباط، مما يعني أن الطاقة الإنتاجية الإجمالية من المتوقع أن ترتفع بنحو 85% عن المستويات الحالية قبل نهاية العقد.

ومن المتوقع أن يبدأ مشروع قطر للطاقة -المشترك في الولايات المتحدة مع إكسون موبيل، والذي يُتوقع أن يضيف 16 مليونا إلى 18 مليون طن أخرى من الغاز الطبيعي المسال سنويًا إلى السوق- العمل أواخر العام المقبل.

وتوقع صندوق النقد الدولي قبل عامين أنه يؤدي التوسع في إنتاج الغاز الطبيعي بحلول عام 2027 إلى رفع الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للدولة الخليجية بنسبة 5.7% وإضافة ما يقرب من 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي في إيرادات التصدير سنويًا.

عائدات الغاز

وقال السويدي إن جهاز قطر للاستثمار سيكون المتلقي الرئيسي لعائدات الغاز الطبيعي المسال، وإن التدفقات لديها القدرة على مضاعفة أصوله على مدى 5 سنوات.

وحسب الصحيفة، عيّن الجهاز كثيرًا من الموظفين استعدادًا للربح غير المتوقع، إذ تضاعف عددهم إلى أكثر من 700 منذ عام 2018، وسيشرف كيفن تشو، الذي تم تعيينه في يوليو/تموز الماضي كرئيس بالإنابة لإستراتيجية الاستثمار.

وقال السويدي “سينمو جهاز قطر للاستثمار من حيث العاملين وستكون ثمة مراجعة عميقة فيما يتعلق بما إذا كنا بحاجة إلى تضمين إستراتيجيات جديدة بالإضافة إلى الأساليب لدخول السوق. لقد بدأنا للتو في التفكير في هذه الأسئلة.. الأمر يتلخص في الأساس في الاستعداد لنتمكن من النمو بشكل أكبر وتحقيق عوائد أفضل”.

وأضاف أن جهاز قطر للاستثمار ليس لديه خطط ليكون مساهمًا رئيسيًا أو مشغلًا للشركات التي يستثمر فيها، لكنه سيبرم “صفقات أكبر بوتيرة أسرع”.

شعار جهاز قطر للاستثمار

الذكاء الاصطناعي

وردا على سؤال للصحيفة بشأن ما إذا كان الجهاز عقد مناقشات مع إيلون ماسك وسام ألتمان في شركة أوبن إيه آي (Open AI)، وكلاهما لجأ إلى صناديق الثروة السيادية الخليجية لتمويل مشاريع الذكاء الاصطناعي الخاصة بهما، قال السويدي “نحن نشطون للغاية مع الجميع”.

وأضاف “كنا مستثمرين مستمرّين مع (ماسك) في أنواع متعددة من المشاريع”، وكان جهاز قطر للاستثمار من بين المستثمرين الذين شاركوا في التمويل الأخير من خلال شركة إكس إيه آي (xAI) التابعة لماسك، واستثمر في أول جمع رأس مال للمشروع. كما أنه مستثمر في إكس ، منصة التواصل الاجتماعي الخاصة بماسك، ستارلينك، مشروع الاتصالات عبر الأقمار الصناعية.

ومع ذلك، وبينما كان متفائلا بشأن السوق الأميركية، قال السويدي إنه “قلق” بشأن الحروب التجارية والمخاطر التضخمية مع استعداد الرئيس المنتخب دونالد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض.

وقال “ثمة شيء واحد (قد) يشكل خطرًا محتملًا مع اتجاه الإدارة الأميركية وهو الضغط المحتمل على التضخم، مضيفا “عندما تفكر في العولمة في العالم وإعادة تشكيل سلسلة التوريد.. هذه ظاهرة عالمية. التضخم هو العدو الأكبر للاقتصادات، لذا فإننا نراقب هذا عن كثب”.

وأضاف أن الحروب التجارية “تتغير في طبيعتها”، قائلا إنها لا تؤثر فقط على السلع “ولكن أيضًا على الخدمات وخدمات تكنولوجيا المعلومات، وهو أمر معقد للغاية”.

وقال السويدي إن هيئة الاستثمار القطرية تعمل على توسيع استثماراتها في الصين، واستمرت في التطلع إلى الاستثمار في القوة الآسيوية، مع “احترام اللوائح أيضًا”.

وأشار إلى أن الصندوق “يحاول الخروج من هذا المجال التكنولوجي الحساس الذي قد يواجه مشاكل مع الجهات التنظيمية العالمية”.

وأضاف السويدي “لقد راجعنا المجالات التي نعتقد أنها قد تكون بها تعقيدات محتملة مع الولايات المتحدة أو أوروبا، وحاولنا تقليل التعرض لها.. لدينا استثمارات كبيرة في آسيا ونعمل على زيادتها. نعتقد أن شرق آسيا يمثل فرصة عظيمة، وخاصة اليابان وكوريا الجنوبية”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *